الصومال يسارع خطواته للحاق بقطار السلام في القرن الأفريقي

  • 12/14/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

مقديشو- في خطوة تشير إلى دفع الصومال باتجاه الانخراط في خطة السلام بالقرن الأفريقي، استقبل الرئيس الصومالي محمد عبدالله فرماجو نظيره الإريتري أسياس أفورقي في أولى زيارته لهذا البلد. وقال وزير الإعلام الإريتري يماني مسقل إن الرئيس أسياس أفورقي وصل الخميس إلى الصومال في أولى زياراته إلى مقديشو والتي تعد مؤشرا آخر على التغير السريع الذي يطرأ على العلاقات في المنطقة بعد تقارب إريتريا مع غريمتها السابقة إثيوبيا. وهبطت طائرة أسياس في مقديشو ومن ثمة توجه إلى مكتب الرئيس الصومالي. فيما شهدت العاصمة إجراءات أمنية محكمة. وكتب مسقل على تويتر “زيارة الرئيس أسياس التاريخية جزء لا يتجزأ عن القمم الثلاثية التشاورية بين رؤساء دول وحكومات إريتريا وإثيوبيا والصومال”. وتعمل الدول الثلاث على إصلاح علاقاتها المشحونة خاصة منذ تولي رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد منصبه في أبريل 2018. ويأتي تسريع الصومال للانخراط في عملية السلام بالقرن الأفريقي عقب المصالحة التاريخية بين إثيوبيا وإريتريا والتي تمت عبر وساطة محورية قادتها دولتا الإمارات العربية المتحدة والمملكة السعودية. وتمت المصالحة بين الغريمين بعد عقود من الخصومة في الرياض منذ شهر سبتمبر الماضي، برعاية العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، حيث استقبلت الرياض مراسم توقيع الرئيس الإريتري أسياس أفورقي ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد على اتفاقية جدة للسلام بين البلدين تطوي صفحة النزاع. وقبل ذلك أكدت العديد من المصادر أن الإمارات لعبت دورا مركزيا في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء بغاية فض النزاع التاريخي بين إثيوبيا وإريتريا. وفي ختام لقاء ثلاثي جمع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بأسياس أفورقي وآبي أحمد في شهر يونيو 2018، ثمّن الأخيران دور الإمارات والسعودية في رعاية اتفاق السلام والدفع به ليكون واجهة لعلاقات إيجابية تعود بالنفع على الطرفين بشكل مباشر وعلى القرن الأفريقي بشكل عام. الصومال انضم إلى عملية السلام مبتعدا عن المحور التركي القطري الذي يلعب على كل الأطراف في مقديشو مستغلا تواطؤ الحكومة ويرى المراقبون أن انضمام الصومال إلى عملية السلام في منطقة القرن الأفريقي يشير إلى بداية خروجه من العباءة التركية القطرية، حيث تعتبر أنقرة، الصومال من المناطق الرئيسية في سياساتها الناعمة، وعلى مدى سنوات طويلة استغلت الأوضاع الإنسانية في البلاد، لترسخ قدمها وذلك عبر سياسة بدأت بالمساعدات الإنسانية ومشاريع خيرية وانتهت ببناء قاعدة عسكرية. وبحسب العديد من الملاحظين، فإن الصومال يحاول الاستفادة من التقارب الإثيوبي الإريتري وما حظي به من دعم دولي واسع للابتعاد عن سياسة الاصطفافات الإقليمية التي عزلته عن محيطه. وتشير كل التطورات إلى أن الصومال انضم إلى عملية السلام مبتعدا عن المحور التركي القطري الذي يلعب على كل الأطراف في مقديشو مستغلا تواطؤ الحكومة، لتحويل الصومال إلى بؤرة للإرهاب عبر دعم الحركات المتشددة، خاصة حركة الشباب المتطرفة. وفي يوليو، قال الصومال وإريتريا إنهما يعتزمان إقامة علاقات دبلوماسية مع تحسن العلاقات في منطقة القرن الأفريقي بعد تقارب إريتريا وإثيوبيا. وتأتي الخطوة الجديدة بعدما اتهمت حكومات صومالية سابقة إريتريا بإمداد متمردين إسلاميين مناهضين للحكومة بالسلاح. ونفت أسمرة ذلك مرارا، قائلة إن الاتهامات لفّقتها عدوتها إثيوبيا. وفي 2007 انسحبت إريتريا من الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيغاد) احتجاجا على دخول قوات إثيوبية إلى الصومال لمحاربة المتشددين. وقبل هذه الخطوة، كان وزير الخارجية الإثيوبي ورقينه جبيو ونظيره الإريتري عثمان صالح، قد زارا الصومال لبحث فرص توسيع التعاون بين البلدان الثلاثة، إلى جانب تناول قضايا ذات اهتمام مشترك.

مشاركة :