حوار: مها عادلقادتها موهبتها وشغفها بفن التصميم إلى صقلها بالدراسة الأكاديمية، واستعانت بخبرتها العملية وعلاقاتها بالمجال لتحفيزها على البدء بمشروعها الخاص. إنها مصممة الأزياء الإماراتية شذى عيسى، التي استطاعت في فترة وجيزة أن تترك بصمتها على الساحة وتحقق مجموعاتها رواجاً كبيراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف الوصول إلى العالمية. «الخليج» التقتها في هذا الحوار .حدثينا عن دراستك وبدايتك في مجال تصميم الأزياء ؟  - درست في جامعة زايد بتخصص التصميم والفنون، ولكني دربت نفسي في هذا المجال وتضافرت معلوماتي الأكاديمية مع خبراتي الحياتية لتصل بي إلى ما أنا عليه اليوم، فقد قادني شغفي لهذه الهواية في بداية حياتي للعمل في قسم التسويق بدبي مول، وهو ما أفادني كثيراً، حيث فتح أمامي فرصة للتعرّف إلى مصممين عالميين ومحليين كان لمعرفتهم أثر كبير في تحويل مساري وتشجيعي على تحقيق حلمي، وقد بدأت مشواري فعلياً بعد لقاء جمعني مع فرانكا سوزاني رئيسة تحرير مجلة «فوج» العالمية، حيث أثنت على تصميماتي وبشرتني بأن لدي موهبة يجب تنميتها. ما أهم التحديات التي واجهتك في مشوارك ؟ - بطبعي أحب الأناقة والأزياء، وأصعب تحديات مهنتي هو الانتهاء من كل التفاصيل في الموعد المحدد وعلى أكمل وجه، والدقة في اللمسات الأخيرة وهما أهم سمات التصميم الجيد، وأنا لا أقبل إلا الجودة العالية في تصميماتي، وهذا يتطلب الكثير من الوقت والجهد. ومن أين تستلهمين أفكاراً لتصميماتك؟ - فلسفتي في تصميم الأزياء هي صنع موديلات عابرة للزمن وتتسم بالرقة والجمال، لهذا فإن الطبيعة هي الكنز الذي أنهل منه بلا حدود، فمثلاً فقد استوحيت مجموعتي لشهر رمضان من أشكال وتصميم أوراق الشجر باختلاف أنواعها، والطيور التي تتنقل بين الأشجار، فأنا أعشق ترجمة هذه المناظر الطبيعية إلى تصميم أنيق يدعم المرأة ويزيد ثقتها بنفسها بظلال من الألوان العصرية التي تكسبها لمسة أنثوية، وأسعى لإطلاق خط إنتاج يعكس أسلوبي ويعبر عن رؤيتي في مجموعاتي التي أستطيع أن أصفها بالراقية والفاخرة والدقيقة، وكما كان دعم أسرتي هو الحافز لي على النجاح دائماً لاستكمال حلمي. تعتمدين بشكل كامل على الدعاية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، فماذا عن مدى فاعليتها ؟ - التسويق الإلكتروني والدعاية عبر هذه المنصات لها تأثير كبير لجذب المستهلك، فهي الوسيلة الأمثل للوصول للعميل بكل مكان، ووجدتها الأنجح والأسرع لترويج المنتج والتعريف به لأكبر شريحة ممكنة وهذا ما يؤكد فاعليتها. ماذا عن سمات مجموعتك الجديدة لفصل الشتاء؟ - هي مستوحاة من الحدائق والخضرة المغطاة بالجليد وما تحمله من خصوصية وجمال، وقد ألهمتني بتصميم مجموعة تتميز بالسحر والأناقة، وقد اهتممت بفساتين المساء والسهرة أكثر من أي مجموعة سابقة، فقد كان من أحلامي التميز في فساتين (السواريه)، وقد حرصت على أسلوبي الخاص وليس فقط اتباع الموضة السائدة، ففي رأيي المهم هو اقتناء قطعة مميزة ومعمّرة ولا تنتهي صلاحيتها بانتهاء الموسم الذي ظهرت فيه. ما أهم طموحاتك ؟ - أتمنى أن تصل تصميماتي للعالمية، وأن تحتل مكانة مرموقة بجميع عواصم العالمية، وأحلم بقدرتي على عرض أزيائي في أسبوع الموضة بباريس، وأنا في طريقي لفتح محل ليكون بمثابة مساحة خاصة بعملائي والباحثين عن الأناقة والفخامة، وكذلك من خططي أن أكمل دراسة الماجستير في إدارة الأعمال بجامعة هارفارد. من أين تلقيت الدعم والتشجيع للاستمرار بالنجاح؟ - أسرتي الداعم الأول والأخير بالنسبة لي، وخاصة زوجي الذي ساعدني على البدء في إطلاق خط الإنتاج الخاص بي، وكل خطوة في حياتي أثرت بي وأفادتني ودفعتني للأمام. بماذا تنصحين كل سيدة تهوى التصميم؟ - أنصحها بأن تتبع حلمها وتعمل بكل جد واجتهاد وتؤمن بقدرتها على النجاح، ففي داخل كل منا طاقة وإرادة تساعد على تحقيق الحلم والطموح، وأنا أؤمن بأن كل امرأة تتمتع بقدرة وحماسة تمكنها من صناعة نجاحها بنفسها، ولكن مجال التصميم تنافسي للغاية، وإذا أرادت الوصول للعالمية فعليها أن تصنع لذاتها هوية وطابعاً خاصاً يميزها عن منافسيها بالمجال، وهذا هو الأهم.