المنازل التقليدية في إثيوبيا هوية عابرة للزمن

  • 9/23/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في الوقت الذي تُقبل فيه المدن الإثيوبية على تصاميم العمارة الجديدة لتواكب عصر البنايات الشاهقة بالواجهات البلورية، تحافظ الأرياف على منازلها التقليدية المبنية بالطوب والقش والخيزران، هذه البيوت التي تعبّر عن هوية أثيوبية خالصة ثبتت جدواها البيئية حتى صارت مزارات سياحية. أديس أبابا - رغم انسياب الزمن، إلا أنّ سكان المناطق الريفية في إثيوبيا، يصرّون حتى اليوم على الاحتفاظ بالطابع المحلّي لمنازلهم القبلية التقليدية، المشيّدة بالقشّ والخيزران والتراب. ويقوم أفراد القبائل الإثيوبية، من سكان المناطق الريفية، ببناء منازلهم مستديرة الشكل، مستخدمين اللوازم التي تجود بها الطبيعة من قشّ وخيزران وتراب، مضيفين على الأبواب والنوافذ زخارف متنوعة، تختلف من قبيلة إلى أخرى. وتتألف هذه المنازل التقليدية المميزة بقبابها المصنوعة من القشّ، من غرفة واحدة أو غرفتين، ويتمّ بناؤها وفق تقاليد انتقلت من جيل إلى آخر منذ المئات من السنين. لم تكن هذه المنازل التقليدية في إثيوبيا حكرا على المناطق الريفية، إذ كان من الممكن أيضا رؤيتها في كبرى المدن الإثيوبية حتى 20 عاما خلت، إلا أن هذا النوع من المنازل المصنوعة من الخيزران والقصب يغيب عن المدن اليوم، بعد التطوّر العمراني الذي شهدته المدن عموما، بالإضافة إلى والبنايات العصرية. وتُعرف هذه المنازل التقليدية باللغة الأمهرية، لغة إثيوبيا الرسمية، باسم “كوكوبيت”، إلا أنّ هذا الاسم يختلف بين اللغات المحلية في هذا البلد الإفريقي الذي يتحدث سكانه أكثر من 80 لغة ولهجة. يقول المواطن الإثيوبي من سكان المناطق الريفية، مبارك رشيد، إنه وعائلته وأقاربه يعيشون منذ ولادتهم في منازل تقليدية بمنطقة هاديا القبلية، جنوب غربي العاصمة أديس أبابا. ويضيف رشيد، أنه كبر وترعرع في المنازل التقليدية المعروفة باسم “كوكوبيت”، مشيرا إلى أنّ منزله الريفي يعكس ثقافة قومية هاديا المحلية. ويشير إلى أن سكان المناطق الريفية في إثيوبيا يعانون الفقر، ورغم ذلك، يحرصون على الاهتمام ببناء منازلهم بالوسائل التقليدية التي توارثوها جيلا عن آخر على مدى قرون عديدة. كما لفت رشيد إلى أن أفراد قبيلته، وجميعهم من المسلمين، يعيشون بسعادة في وطنهم، ويعملون من أجل الحفاظ على تقاليدهم وموروثهم الثقافي، كما يولون أهمية كبيرة للعيش بسلام جنبا إلى جنب مع بقية القبائل. من جهته، يقول المواطن الإثيوبي من سكان منطقة هاديا الريفية، إبراهيم إسلام، إنه يعيش في منطقة هاديا، منذ ولادته، وإنه كبر وترعرع وتزوج في نفس المنزل الريفي. ويضيف إسلام، أن لديه 7 أطفال ولدوا في منزله الريفي وكبروا فيه، وأنه يملك حقلا بالقرب من منزله الريفي، وأن العمل في هذا الحقل الذي ورثه عن أجداده يوفر له مصدر دخل لا بأس به. وفي منطقة هلأبا حوالي 300 كم جنوب غرب أديس أبابا يزيّن سكان المناطق الريفية منازلهم بمختلف الرسوم وبألوان متعددة حول المنزل، كنوع من العرف المتداول في المناطق الريفية، فصارت مزارات سياحية يأتيها الباحثون عن المختلف من كل دول العالم. والزراعة جزء مهمّ في الحياة اليومية حيث يميل الرجال إلى التركيز على الأنشطة الزراعية، وفي الناحية أخرى، تتحمل النساء مسؤولية الطهي ورعاية الأطفال والقيام بالأعمال المنزلية كل يوم. ويشير إسلام إلى أنّ سكان منطقة هاديا يقومون ببناء منازلهم بأنفسهم، وأنّ المنازل التقليدية لا توفّر سقفا لإقامة أفراد الأسرة وحسب، بل توفّر أيضا ملاذا لحيوانات الأسرة أيام البرد والحر الشديدين. بدوره، يقول إبراهيم حسين أحد سكان المنطقة، إن منزله مبني من خشب البامبو والقصب والتراب، وإن المنزل يتكوّن كبقية منازل المنطقة من مطبخ وغرفة للنوم وغرفة للجلوس. ويضيف حسين، أن أسلافهم استخدموا منذ قرون طويلة، الطريقة ذاتها لبناء منازلهم، وأنّ الأجيال القادمة في منطقة هاديا ستحافظ على طريقة البناء ذاتها.

مشاركة :