ذكر موقع «بلومبيرج» الإخباري الأميركي، أن الصحف السعودية نشرت بياناً موجّهاً، ذكّرت فيه السلطات المواطنين بعقوبات المادة 6 من قانون مناهضة جرائم الإنترنت، المتعلقة بنشر شائعات أو أخبار زائفة على أنه خبر عادي. ولفت إلى أن جميع سكان المملكة متيقنون من أن نشر البيان متعلق بتكهنات تورط النظام في قتل جمال خاشقجي، لافتاً إلى أن الغضب الدولي إزاء اختفاء الصحافي لم يهدأ، رغم تمسك الإعلام السعودي بما قاله بن سلمان من أن خاشقجي دخل وخرج من قنصلية بلاده في اسطنبول التركية قبل أسبوعين.نقل الموقع عن رجل أعمال سعودي قوله: «أنا أرتعد حرفياً الآن»، متحدثاً في حالة تأرجح بين الخوف وعدم التصديق، أن بلده لجأ إلى الوسائل التي استعملها حكام سلطويون راحلون مثل صدام حسين ومعمر القذافي. وأضاف الموقع، أن المواطنين السعوديين يتحدثون الآن للإعلام شريطة عدم ذكر هوياتهم، وهو طلب عادي في «بلد قرر فيه ولي العهد احتجاز كل من يقف في طريقه، حتى لو كان مليونيراً أو عضواً في العائلة الحاكمة». وتابع الموقع، أن احتواء آثار الضرر نتيجة فضيحة اختفاء خاشقجي، يتضمن معالجة القمع الداخلي، فعلى مدار العامين الماضيين ومع تعزيز بن سلمان لسلطاته، بات كثير من سكان الرياض متزايد الحذر من الحديث على الملأ، ونقل الموقع عن أكاديمي سعودي قوله، إن «الحديث يمكن أن يكلفك كثيراً». وأضاف «بلومبيرج»، أن السعوديين الراغبين في الحديث لصحافيين أجانب، يتركون هواتفهم في منازلهم أو يضعونها في حاويات بغرف أخرى، آملين ألا تستخدم ميكروفونات الهاتف كوسائل تجسس عليهم من قبل النظام السعودي. وذكر الموقع: «غير أن مضاوي الرشيد، الأستاذة بكلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، وأحد أشد منتقدي النظام السعودي، أشارت إلى أن المجتمع السعودي خلا من الأصوات التي تقدم وجهة نظر مختلفة أو أية سياسة جديدة»، وأضافت الرشيد في حديثها لـ «بلومبيرج»، أن قواعد اللعبة تغيرت الآن، ولم يعد أحد من السعوديين آمناً، وساقت إحصائية حول طالبي اللجوء السعوديين، وقالت إن عددهم تزايد من 575 عام 2015 إلى 1256 عام 2017، وفق الأمم المتحدة. ويرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة باريس ستيفان لاكروا، أن السعودية القديمة -التي اتسمت بالأفعال الدبلوماسية الحذرة، وتجنبت المواقف الراديكالية- رحلت، وحلّ محلها نظام سلطوي أكثر قمعاً. أما نبيل خوري مسؤول وزارة الخارجية الأميركية السابق، وكبير زملاء مؤسسة «أتلانتك كونسول»، فرأى -وفقاً للموقع الأميركي- أنه بات من الواضح أن ادعاء بن سلمان أنه إصلاحي كان هشاً، مضيفاً أن ولي العهد تحول إلى طاغية تمثل السلطة أولوية له بأية كلفة، وأضاف خوري، أن تداعيات مقتل خاشقجي ستكون صعبة المعالجة، لأن العالم سيفقد الثقة في الاستثمار بالمملكة، إذا ما ظهرت شكوك لدى الشركات الكبرى في «وول ستريت» بشأن السعودية.;
مشاركة :