* بأسلوب يتسم برجاحة العقل وسلامة الفكر، وسداد الرأي والبصيرة، وقوة المنطق، أدلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران مؤخَّرًا، بحديث صحفي مطول لا تنقصه الصراحة لوكالة (بلومبيرغ) عن العديد من القضايا والموضوعات الراهنة، التي تهم بلادنا والعالم أجمع، فكان موفّقاً في حديثه وملماً لما يدور في الساحة من أحداث، واضعاً لها النقاط على الحروف، موضحاً عن علم ودراية سياسة المملكة ومنهجها القويم حاضراً ومستقبلاً، كاشفاً ما يدور في الخفاء من تساؤلات الهدف منها إثارة تحديات مختلقة لا تمت للواقع بصلة، الغرض منها زعزعة أمن واستقرار المملكة والحد من نجاحاتها الباهرة في شتى مجالات الحياة، تعوّد أعداء النجاح إثارتها بين الحين والآخر. * لقد جاء حديث سموه نابضاً بالحكمة والقول البليغ، أوضح من خلاله ما يطفو على الساحة السياسية وخاصة ما جاء في تعليقه على ما قاله الرئيس الأمريكي ترامب عن (حماية أمريكا المزعومة للمملكة) وهو قول لا يصدقه العقل والمنطق، وكذا حول قضية اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي، مؤكداً أن المملكة قادرة بإذن الله على حماية أرضها وتعزيز أمنها دون الاستعانة بأحد، وقوتها الدفاعية كوَّنتها ووفرتها بمالها الوفير سواءً من أمريكا أو غيرها من الدول الأخرى، وكل العالم يدرك ذلك؟. *وقضية «خاشقجي» تجري وفق تحقيقات وضوابط قانونية ودولية، مثلها مثل غيرها من القضايا التي تحدث على مستوى العالم بين الحين والآخر، وما يدور حولها مجرد زوبعة روّجتها إيران ووليدتها قطر وأبواقها المأجورة في قناة الجزيرة، ليست خافية على أحد، الهدف منها التشويش على المملكة ونشر صورة سيئة عنها من خلال استغلال مثل هذه المواقف المختلقة، ولكنها لن تجني من وراء ذلك إلا الفشل والندم. * إن المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز-طيب الله ثراه- ومن بعده أبناؤه البررة... تأسست على الاعتماد على النفس دون طلب الحماية من أحد، وعلاقتها بأمريكا وغيرها من الدول الصديقة، على امتداد التاريخ، بُنيت على مبدأ الأخوة والتعاون وحسن العلاقة بعيداً عن الحماية المزعومة التي أطلقها ترامب دون تريث أو دقة. * وليس غريباً على إيران وقطر وأبواقهما المسعورة أن تثير مثل هذه البلبلة المفتعلة، فهي عادةٌ دأبتا عليها ومصيرها البوار والفشل الذريع. * لقد جاء حديث سموه بلسماً يداوي من أصيبوا بالهوس، وبالتالي يلجم أفواه الذين يدسون ويكيدون في الظلام الدامس لبلوغ أهدافهم الشريرة ونواياهم السيئة دون تحقيق شيء منها. وستظل المملكة العربية السعودية عالية الهمم، قوية العقيدة، سامقة بتاريخها الوضيء، خالدة بأمجادها، فخورة بشعبها الوفي، حاضنة للخير والسلام.. في ظل قيادة حكيمة تسير وفق نهج كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، لا يضرها من تمادى في زرع الفتن واختلاق المشاكل وبث المؤامرات (ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله). وبالله التوفيق.
مشاركة :