أثارت تصريحات المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية (محكمة لاهاي) فاتو بنسودا، اعتبرت فيها أن هدم إسرائيل لقرية الخان الأحمر يرقى فعلاً إلى «جريمة حرب»، تفاؤلَ الفلسطينيين بإمكان ردع دولة الاحتلال عن هدم القرية البدوية وتشريد سكانها. وأفادت بنسودا في بيان مكتوب أول من أمس، بأن «التدمير الشامل للممتلكات، من دون ضرورة عسكرية، ونقل السكان في الأراضي المحتلة، يشكل جرائم حرب» بموجب معاهدة روما الأساسية التي أنشأت المحكمة الجنائية الدولية. ورأت أن «الإخلاء بالقوة يبدو وشيكاً الآن». وقدّم الفلسطينيون بلاغاً إلى المدعية العامة للمحكمة الشهر الماضي، مطالبين باعتبار القرار الإسرائيلي هدم القرية وتشريد سكانها «جريمة حرب». وتجري المحكمة الجنائية الدولية تحقيقاً أولياً، منذ العام 2015، يتناول إمكان وقوع جرائم حرب في ملفي الاستيطان وحرب العام 2014 في قطاع غزة. وقال منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الاستيطان عبدالله أبو رحمة، إن هناك تفاؤلاً بوجود فرصة لردع إسرائيل عن تنفيذ قرار الهدم. وأضاف: «صحيح أن إسرائيل ترمي القانون الدولي عرض الحائط، لكن اعتبار هدم القرية جريمة حرب سيجلعها عرضة لمساءلة دولية قانونية كبيرة». يُذكر أن إسرائيل ترفض الانضمام إلى المحكمة الجنائية الدولية، لكن إدانة عدد من مسؤوليها بجرائم حرب، ستجعلهم مطلوبين في مختلف دول العالم، باستثناء الولايات المتحدة التي ترفض أيضاً الاعتراف بسلطة المحكمة الدولية على حليفتها. وبعد ساعات من إعلان بنسودا، قام رئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمدالله أمس، بزيارة إلى الخان الأحمر، يرافقه خمسة وزراء، للإعراب عن دعم السلطة الفلسطينية للقرية المهددة بالهدم والإزالة. وأصدر الوزراء الخمسة قرارات تدعو وزاراتهم إلى توجيه دعم مباشر إلى أهالي القرية لتعزيز بقائهم في وجه العدوان الإسرائيلي. وشملت القرارات تزويد السكان أعلافاً لمواشيهم، وتوفير مبالغ مالية دعماً للعائلات المحتاجة وتوفير والرعاية الصحية والتعليمية وغيرها. وقال الحمدالله في كلمة لأهالي القرية والمتضامنين معهم الذين يعتصمون في الخان بصورة دائمة منذ ثلاثة شهور لمقاومة الهدم المتوقع في أي لحظة: «إن صمودنا وثباتنا في الخان الأحمر، هو الخطوة الأولى لإفشال صفقة القرن التي تبدأ بفصل شمال الضفة عن جنوبها، والقدس عن محيطها، وقطاع غزة عن الضفة الغربية». وأضاف: «نؤكد أن القيادة وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، متمسكة بإفشال هذا المخطط مهما بلغت التحديات والضغوط الدولية التي هي بالفعل موجودة وبدأت بحصار مالي، ولكن من المستحيل أن تقبل القيادة بمقايضة الأرض والوطن بأي مال سياسي». وتابع: «أتينا إلى الخان الأحمر، لتأكيد وقوفنا مع أهلها وإلى جانبهم، وسنبقى نساندهم ونسخر كل الإمكانات هنا وفي كل التجمعات البدوية، مهما طُلب منا، حتى نفشل المخطط الاستيطاني، وسنستمر في المقاومة الشعبية السلمية ضد الاستيطان والاحتلال في كل أماكن وجودنا». وطالب رئيس الوزراء المجتمع الدولي ومنظماته وهيئاته بـ «توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني»، مشيراً إلى أن هناك طلباً فلسطينياً مقدماً إلى الأمم المتحدة لتوفير هذه الحماية. وقال رئيس المجلس القروي في الخان الأحمر عيد خميس إن «الاحتلال يسعى إلى السيطرة على البوابة الشرقية للقدس، من خلال هدم الخان». وأضاف: «إذا تم هدم قرية الخان الأحمر سيتأثر كل فلسطيني، وسينتهي حلم الدولة الفلسطينية». وأكد أن أهالي الخان الأحمر سيقومون، بمساعدة أبناء الشعب الفلسطيني جميعاً، بإعادة بنائها، مشيراً في ذلك إلى تجربة قرية العراقيب في صحراء النقب، التي هدمتها سلطات الاحتلال 134 مرة، وأعيد بناؤها.
مشاركة :