التعليم الإبتدائي من منظور رؤية 2030

  • 10/20/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

التعليم الإبتدائي من منظور رؤية 2030د. عبدالله بن معيوف الجعيد بات الاهتمام بالتعليم الإبتدائي في مراحلة الأولى أمرًا ضروريًا من أجل الإرتقاء بمستوى الطلاب الجُدد الذين يطرقون أبواب العلم في مراحله التمهيدية.فرؤية المملكة العربية السعودية2030 تعتمد في أبرز مضامينها على أهمية الإرتقاء بالتعليم في مراحله الأولى باعتباره اللبنة الأساسية لتقويم النشء وإخراج علماء وخبراء مبدعين تستفيد المملكة منهم في كافة مناحي الحياة.فرؤية 2030 ترى أهمية كبرى في الاهتمام بتعليم المواطن السعودي، خاصة المرحلة الابتدائيّة التي تُعد أولى مراحل التعليم النظاميّ، التي يتكون عندها عقلية الطفل وهو في السادسة من عمره وحتى الثانية عشرة، من خلال انتقاء المعلم المؤهل تعليمياً وتربوياً والمعد لهذه المرحلة وخصائصها.فالتعليم الابتدائي المبكر يقوم عليه منظومة التعليم في البلاد، وهو الأساس الذي ترتقي به الأمم، وأهميته تكمن في متطلبات العصر وما هو المطلوب من هذه المرحلة التعليمية، هل المطلوب تخريج طلاب يقرأون فقط، أم مبدعون تستفيد منهم البلاد، ولذلك فهذه المرحلة تكُسب الأطفال المفاهيم الأساسية، وتتشكل الميول والاتجاهات عندهم.ومن خلال ذلك نجد أنه من الطبيعي الاهتمام بالتعليم الإبتدائي في مراحله الأولى الذي يُعد نتاج طبيعي للتطبيق العملي لرؤية المملكة “2030” وبرامجها التنفيذية.فقد أضحى الاهتمام بالتعليم المبكر بمثابة أيقونة النجاح التي تسعى حكومة المملكة لتحقيقها والإمساك بتلابيبها من اجل توفير كافة الفرص التعليمية لجميع الأطفال في هذه المرحلة وفق خطة زمنية محددة بما يضمن مستقبلا أفضل للطلاب في هذه المرحلة السنية المبكرة.وهذا لن يأتي من فراغ، إنما بوضع استراتيجية منظمة تسعى إلى الاهتمام بالنشء الجديد، من خلال إجراء دراسة تقويمية شاملة للتجربة التعليمية الموجودة بالفعل وإسناد تطويرها إلى أحد بيوت الخبرة العالمية والمتخصصة شرط استقلالها عن وزارة التعليم لدراسة الأمر والتعرف على أوجه الخلل التي يجب علاجها ومن ثم يستطيع القائمين رؤية المناطق والعمل على حلها مبكراً.وتشير رؤية المملكة للنهوض بالتعليم الابتدائي على ضرورة تدريب الطفل على التفكير بشكلٍ سليم، وتُأمين الحدّ الأدنى عنده من المهارات، والمعارف، والخبرات، التي تُهيِّئه للحياة، وممارسة دوره كشخصٍ مُنتجٍ فعال، سواء كان الطالب في المدينة ، أو في القرىة، بما يساهم فيتزويد الأطفال بالاتجاهات الصحيحة ، والعقيدة السليمة ، والخبرات والمهارات من أجل تزويد الطالب بالقَدْر المناسب من المعلومات في مختلف المجالات والموضوعات، وإلمام الطالب بكافة نِعَم الله عليه سواء كانت في النفس، أو في البيئة الجغرافية والاجتماعيّة مع التأكيد على أهميّة المَدرسة والتعليم في إكساب الأطفال قِيَم الحياة. فوزارة التعليم تسعى بكل جهدها في تحقيق رؤية 2030 الطموحة من خلال طرح برامج ومشاريع ومبادرات، حيث أنها صانعة الاجيال والمحرك الرئيس لتنمية المملكة عبر بناء الطالب المعتز بدينه وقيمه، مزودً بمجموعة من المهارات والمعارف اللازمة لمتطلبات التحول والعمل بهذه الرؤية وفق أهدافها الاستراتيجية.لكن هناك مجموعة من التحديات التي تواجه وزارة التعليم لإتمام فعالياتها الكاملة في طرح مرحلة ابتدائية بلا مشاكل أو هموم تتمثل في رفع قيمة مهنة التعليم وتعزيز مكانتها وإعادة هيبة المعلم من خلال برامج فاعلة، وإعادة تشكيل خارطة المعلم إعداداً وتنمية مهنية قبل وبعد الإلتحاق بالمهنة، والتحول في عمليات التعليم والتعلم داخل بيئات التعلم من عمليات تركز على أداء المعلم إلى عمليات تركز على أداء المتعلمين وأخيراً ضرورة تعزيز التواصل بين المجتمع والأسرة والتعليم وتحقيق مزيداً من التكامل بينهما .ولذلك فالرؤية اهتمت بالتعليم الإبتدائي كونه اللبنة الأولى لتقدم المجتمع، وطالبت بضرورة تطوير المنظومة التعليمية والتربوية بجميع مكوناتها، بما يحقق تطلعات الرؤية الطموحة لإخراج جيل يتمتع بالشخصية المستقلة، ممسكاً بكافة المعارف والمهارات والسلوكيات ومتمسكاً بروح المبادرة والمثابرة والقيادة.كما راعت الرؤية بضرورة إيجاد شراكة بين المدرسة والبيت واهتمت بدور الأسرة خصوصاً باعتبارها الكيان المسؤول عن تنشئة جيل المستقبل؛ لذا اقترحت الرؤية إشراك أولياء الأمور في العملية التعليمية، وتمكينهم من كافة العمليات اللازمة لتحقيق ذلك من خلال برامج تُصمم لهذا الغرض.

مشاركة :