الأقفال والمفاتيح.. هوس البشر بالأمان والخصوصية

  • 10/21/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

إعداد: محمد فتحيطالما كانت الأقفال رمزاً للصعوبات والضيق، والمفاتيح رمزاً للحلول والراحة الأبدية، ولكل قفل مفتاحه، ولكن من لا يمتلكه، لا يمكنه الوصول للحقيقة وفك اللغز أبداً. وما بين أهميتها المعنوية والمادية اهتدى الإنسان عبر التاريخ لصناعة الأقفال؛ سعياً وراء الخصوصية والحماية، وبرع في صياغة المفاتيح؛ ليدلل على قوته وسطوته وحكمته أحياناً. ويعتقد أن المصريين القدماء هم أول من توصل للأقفال منذ ألفي عام قبل الميلاد، وكان عبارة عن مزلاج خشبي كبير مثبت في البوابة من الخارج. كانت عبارة عن أوتاد موضوعة في ثقوب في المزلاج؛ لمنعه من التحرك. يقوم المفتاح برفعها و تنفتح البوابة. كان المصريون يؤمنون ب «مفتاح الحياة» الذي يرمز للحياة الأبدية.تطورت بعد ذلك الأقفال وفقاً لثلاث قواعد رئيسية للإغلاق، أولاها وأهمها قاعدة المسننات، والروافع، والريشة والوتد. ابتكر الرومان قاعدتها. وتتضمن الآلية الموجودة في أقفال المشبك وغيرها من سلسلة الأسنان التي كانت بمثابة عوائق، حيث لابد للمفتاح من اجتيازها لفتح المزلاج. وكانت أكثر الأقفال شيوعاً حتى منتصف القرن التاسع عشر، ولا يزال الكثير منها يستخدم. وحين شارفت العصور الوسطى على الانتهاء، شهدت صناعة الأقفال المزيد من الفن؛ إذ اكتسبت أوروبا رونقاً حضارياً بسبب القلاع والقصور والسجون ودور العبادة، التي تجلَّت فيها كل أشكال البذخ الهندسي والتكلّف أحياناً، وهو ما كان جلياً في الأبواب والأقفال والمفاتيح.اخترع صانع الأقفال الأمريكي لينوس ييل قفل الريشة الوتد الحديث في عام 1865. واعتمد على قاعدة مشابهة لتلك المتبعة في قفل قدماء المصريين. ويعتبر هذا الاختراع، والمستخدم في معظم الأبواب الآن، الأكثر أماناً على الإطلاق. و أول قفل ينتج بكميات كبيرة.ومع التطور الهائل خلال القرن العشرين، شهدت الأقفال والمفاتيح تحسينات مطردة، مع إنتاجها بدقة أكبر بشكل آلي، وتعزيز خصائصها الأمنية على نحو قلل من احتمالات فتحها. وظهرت العديد منها بتقنيات متنوعة ومتعددة الاستخدامات، فتم تطوير الأقفال الإلكترونية، التي تستخدم مفتاحاً لتشغيل دائرة كهربائية، كمفاتيح السيارات والطائرات، وهناك الأقفال الموقوتة؛ حيث تستخدم في خزائن المصارف والمؤسسات المالية.مع بداية القرن الحادي والعشرين، كانت القفزة العملاقة في ظهور الهواتف الذكية، وتطوير نظم رقمية لفتح الهواتف والاطلاع على المعلومات. وزادت الجهات المطورة أساليب الأقفال بإضافة الأبعاد الحيوية، مثل بصمة اليد، وبصمة القرنية، وتقنيات التعرف إلى الوجوه، وفي المقابل يعمل آخرون على تحدي تلك التقنيات واختراقه.

مشاركة :