كشف خريجو وخريجات درجة البكالوريوس "انتساب" تفاصيل معاناتهم والممتدة لما يقارب 10 سنوات بدأت وانتهت للمجهول، مؤكدين أن معظمهم حصل على معدلات مرتفعة، ويحلمون بأن تعترف الوزارات بشهادتهم على أن تكون الأولوية في التوظيف على أساس الجدارة وفقاً للنظام لا على نوع الشهادة. وقالوا: إن الأولوية بصورتها الحالية هي إنكار ضمني لصلاحية المؤهل وهو ما دفع المدارس الأهلية، وهي الملجأ الوحيد لبعض الخريجين والخريجات، لأن تلفظهم خارج حساباتها؛ حالها حال معظم القطاعات الخاصة الأخرى. أسئلة محيرة لهؤلاء الخريجين يطرحونها مع سرد معاناتهم عبر "سبق"، متأملين أن تكشف الوزارات المعنية والمسؤولة عنهم عن حلول عاجلة. وقال خريجو وخريجات الانتساب المتضررون لـ"سبق": في بادئ الأمر قبل عام 1430ه، كان لا فرق بين خريجي درجة البكالوريوس انتظام أو انتساب، كلاهما يمكن له التقديم على الوظائف التعليمية أو المدنية بدون أي قيود، فقط كل ما هو مطلوب هو درجة البكالوريوس، بالإضافة إلى اجتياز اختبار كفايات المعلمين بقسميه (العام والتخصص) للوظائف التعليمية أو اختبار القدرة المعرفية للوظائف المدنية. وتابع: بعد ذلك تم استبعاد خريجي الانتساب من الدخول إلى المفاضلة الوظيفية على وظائف السلم التعليمي، وكان ذلك في وقت الوزير السابق الدكتور عزام الدخيل، ثم بعد ذلك طلب من المنتسبين الغير تربويين الحصول على دبلوم تربوي مستقل بعد درجة البكالوريوس كي يتم دخولنا من جديد في مفاضلة الوظائف التعليمية، وبعد حصولنا على الدبلوم بدأت التخبطات التي كان الهدف منها إبعاد خريجي الانتساب وتهميشهم من دخول مفاضلة عادلة وتكافؤ الفرص بين المتقدمين. وقال الخريجون: وضعت اتفاقية بين وزارة التعليم وبين الخدمة المدنية، على أن تكون هنالك أولويات؛ وهي كالتالي: الأولوية الأولى خريجو البكالوريوس التربويون بنظام الانتظام، الأولوية الثانية خريجو البكالوريوس الغير تربويين بنظام الانتظام، الأولوية الثالثة خريجو البكالوريوس التربويون بنظام الانتساب، وبهذه الأولويات يعني استحالة تعيين المنتسب؛ أي إنه بعدما يتم تعيين الانتظام التربوي ويتم الانتهاء منهم يأتي دور الانتظام الغير تربوي حتى يتم تعيين آخر خريج انتظام غير تربوي؛ عندها يتم الالتفات لخريج الانتساب التربوي، وفي ظل ازدياد عدد خريجي الانتظام الغير تربويين كل ترم وكل عام فأمل خريج الانتساب بالتعيين يبتعد أكثر فأكثر، وتم استبعاد الانتساب غير التربوي رغم أنه تم إدراج الانتظام الغير تربوي. ويقول الخريجون بأنه ووفقًا لهذه الأولويات تمت مخالفة المادة الأولى من نظام الخدمة المدنية في شغل الوظائف؛ وهي المادة1: الجدارة هي الأساس اختيار الموظفين لشغل الوظائف العامة؛ فمقياس الجدارة على الوظائف العامة 40% معدل البكالوريوس + 40% الاختبار المهني + 20% أقدمية التخرج = 100% جدارة ورغم ذلك لم ينظر الى الجدارة بل أخذت بنوع الدراسة انتظام أو انتساب وهذا مخالف كونه لم يرد نص انتساب أو انتظام في المادة. وأضاف الخريجون في حديثهم لـ"سبق": لم يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ إنما في وقت الوزير الحالي لوزارة التعليم، تمكن البعض من الزملاء من الدخول والاجتماع بالوزير الحالي وأخبروه أن الأولويات لم تكن عادلة بحقنا كمنتسبين وقال لهم: أنا غير مقتنع بمخرجات طلاب الانتساب، وسوف أعمل على إيقاف برامج الانتساب في المملكة، وهذا ما حصل تم إيقاف الانتساب في جامعات المملكة قبل عام. وهنا يتساءل المتضررين: أليس الانتساب معتمد من قبل وزارة التعليم؟ ألم يدرس طلاب الانتساب نفس المناهج تحت أيدي نفس أعضاء التدريس التي تقدم لطلاب الانتظام؟ أليست الاختبارات تعتبر أداة قياس وتقييم لأداء ومخرجات الطلاب؟ أليس طلاب الانتظام والانتساب وأعضاء هيئة التدريس والجامعات هي جميعاً مدخلات وعمليات ومخرجات وزارة التعليم؟ أليست الاختبارات الوظيفية التي يقدمها المركز الوطني قياس معتمدة؟ فلما تعتمد للانتظام دون الانتساب؟ الى متى نحرم من حقوقنا لأجل قناعات شخصية تتغير كلما تغير صاحب المكان؟ وقال المتضررون في سرد معاناتهم لـ"سبق": لم يتوقف الأمر عند هذا؛ بل خريجو الانتساب التربويون صنفوا في موقع جدارة غير تربويين وألزموا كي يدخلوا المفاضلة التعليمية ان يحصلوا على دبلوم تربوي مستقل رغم أنهم درسوا المناهج التربوية ولديهم سجلات أكاديمية تثبت ذلك وطبقوا ميدانيًّا في مدارس حكومية، وللأسف الجامعات التي تقدم الدبلومات التربوية رفضتهم؛ لأنهم تربويون فكيف تدرس لهم نفس المقررات. وأيضًا تم منع خريجي الانتساب الغير تربوي من الدخول في المفاضلة التعليمية، علمًا بأن هذا فيه مخالفة للمادة الثانية في لائحة الوظائف التعليمية. وقالوا: صدر حكم من ديوان المظالم لخريجي الانتساب بعد مطالبات دامت لأكثر من ثلاث سنوات بالمساواة بين خريجي الانتظام والانتساب، ولا يوجد أي تعليق حتى الآن من وزارة التعليم بشأن الحكم باعتماده وما زلنا أولوية ثالثة، وللأسف لا يسمح لخريجي الانتساب التقدم لدراسة الماجستير ويتم رفضه بسبب نوع الدراسة أنها عن طرق الانتساب. وختم المتضررون: كل ما نطالب به هو أن تتم المساواة بين خريجي الانتظام والانتساب، وتعيين الأجدر بينهما، أو أن يتم حصر أعداد خريجي الانتساب بعدما أوقف برنامج الانتساب وتعينهم، إلى متى وخريجو الانتساب بين قناعات مسؤول تتغير مع تغير المسؤول.
مشاركة :