يُعد الإدمان وتعاطى المخدرات ظاهرة خطيرة، فلذلك قامت غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعى ورئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، والدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، بتوقيع بروتوكولى تعاون بين الصندوق والأمانة العامة للصحة النفسية، بشأن إنشاء مراكز جديدة لعلاج مرضى الإدمان من المراهقين.فالإدمان قضية شائكة تحاول كل الجهات، ومن بينها السينما والدراما مواجهتها خاصة مع انتشار التعاطى بكثرة خلال الفترة الماضية بين الشباب فى المجتمع المصري، وخاصة المراهقين، لكن البعض شن هجومًا عنيفًا على صناعة الفن، واتهم الصناعة بأنها ساهمت فى زيادة الظاهرة.يقول الناقد الكبير طارق الشناوي، هناك أعمال فنية مهمة قامت بتسليط الضوء على ظاهرة الإدمان، مثل مسلسل «تحت السيطرة»، ورغم أنه تعرض للهجوم الضارى من بعض الجهات، إلا أنه يعتبر من أهم المسلسلات التى قدمت خلال الفترة الماضية، ولعب دورا مهما فى مكافحة الإدمان، وإذا تحدثنا عن الماضى أرى أن حسن فايق زمان قدم معالجة عن المخدرات عن طريق مونولوج قدمه فى الثلاثينيات واجه من خلاله الهيروين قائلًا: «شرب الهيروين خلانى مسكين».وتضيف الناقدة الكبيرة ماجدة موريس، أن توقيع بروتوكولى تعاون بين وزارتى التضامن والصحة لمعالجة الإدمان مبشر للغاية، لافتة إلى أن وزارة التضامن قامت بإنشاء صندوق مكافحة الإدمان منذ سبع سنوات، وعملت مرصدًا لكل مسلسلات رمضان ليروا ما الأعمال التى استطاعت تقديم هذه الظاهرة، ولذلك خطوة التضامن والصحة جيدة للغاية لمحاربة الإدمان، وأكد أنه مما لا شك فيه أن الفن استطاع تقديم هذه الظاهرة بشكل جيد للغاية سواء سابقًا أو الآن، ومن أهم الأعمال التى تناولت هذه الظاهرة مؤخرًا هو مسلسل تحت السيطرة، للرائعة مريم نعوم، وأطالب الجميع أن يتخذوا هذا المسلسل نموذجًا، لأنه وضع المشكة فى ملعب المجتمع كله، وأشارت إلى أن قضية الإدمان قضية اجتماعية لا بد من تكاتف المجتمع بأكمله. فيما يقول الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطبى النفسي، إن الفن هو من ساهم فى زيادة ظاهرة الإدمان وانتشارها فى المجتمع المصري، وأوضح للأسف الشديد هناك كثير من الأفلام قدمت عن الإدمان وكانت تبالغ من تقديم صورة المدمن ووقائع الإدمان ذاته، وإظهار التأثير اللحظى على المدمن خلال الفترة التى يعالج فيها، وعلى سبيل المثال يصورون فى السيناريو الشاب الذى يتعاطى المخدرات، هو الجان الذى أغلب الفتيات يلهثون وراءه، وفى نهاية الفيلم يموت أو يتم القبض عليه، وهذا بالطبع خطأ كبير، لأنه لا يفرق مع الجمهور اللقطة الأخيرة بقدر طوال أحداث الفيلم، لأن تلك المشاهد تؤثر على فئة المراهقين الشاب الشقى والمحبوب، ويقومون بعد ذلك بتقليدهم. ويضيف الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع، أن الفن لم يستطع تقديم هذه الظاهرة بشكل كاف من خلال أعماله، وهو فقط لديه وعى بها وليس الوعى بالمشكلة، هذا معناه حلها.
مشاركة :