ما أن تمر السنوات الاولى من الزواج من دون ان يحدث حمل للزوجة حتى تبدأ اصابع الاتهام تتوجه لها وتتهمها بانها عاقر ولا تستطيع الإنجاب وتدور الاسئلة حول وجود عيب في الرجل، إلا ان هؤلاء الزوجات يتحملن ذلك بصمت شديد ويصبحن ضحايا هذا الزواج الذي يضعهن في قفص الاتهام امام الأهل والاصدقاء والمجتمع الذي دائما ما يتهم الزوجة بعدم قدرتها على الإنجاب.زوجات ارتضين لأنفسهن ان يصبحن في هذا الوضع خشية من افتضاح أمر الزوج الذي لا يستطيع الإنجاب حفاظا على كيان الاسرة وعدم إفشاء الاسرار الزوجية وأن كان ذلك يسبب لهن حرجا اجتماعيا وسؤالا دائما عن سبب ذلك واحاطتهم بنظرات الاتهام من الغير. ناهد حسين تؤكد ان كثيرا من الزوجات ما ان تمضي بضع سنوات من الزواج من دون حدوث حمل حتى تتهم بانها عاجزة وليست لديها قدرة على الإنجاب اطلاقاً بل ويطالبها المحيطون بها بان تباشر في العلاج وإن كان الزوج نفسه هو غير القادر على الإنجاب، منوهة الى ان مجتمعاتنا العربية دائما ما تتهم الزوجة ولا توجه اي تهمة للزوج. بين نارين وتتابع وكأن مسألة الإنجاب والعقم فقط مسألة تختص بالزوجة وحدها لذلك اول ما يتبادر الى ذهن الأهل والاصدقاء ان الزوجة التي تأخرت في الحمل ربما تعاني من العقم ، فتكون الزوجة بين نارين أولهما نار كلام الناس الذي لا يرحم وبين نار معرفتها بعقم زوجها الذي تتحمل هي وحدها تبعاته. وتوافقها في الرأي فاطمة عبدالله حيث تلوم المجتمع الذي يتهم الزوجة هكذا جزافا بانها عقيمة من دون بيان الامر ففي كثير من الحالات يكون الزوج هو العقيم بينما الزوجة قادرة على الحمل وأحيانا تكون المسألة مشتركة بين الاثنين اذا كانا يعانيان خطب ما وربما هي مشيئة الله. وتواصل لكننا بتنا في زمن سوء الظن، وأول اصابع الاتهام ما توجه للزوجة من قبل اهل الزوج الذين احيانا يتمادون في مضايقة الزوجة واتهامها بالعقم ومطالبة ابنهم العقيم بطلاقها والزواج من اخرى فقط من اجل الانجاب وهذه للاسف نماذج تتواجد بكثرة في مجتمعنا اليوم. قسوة المجتمع وتقول الغريب في الامر ان المجتمع اذا عرف بعقم الزوج يطالب الزوجة بالصبر والوقوف الى جانب الزوج لكن في المقابل اذا عرف ان العقم من الزوجة يطالب الزوج سريعا بطلاقها والزواج بأخرى قادرة على الحمل وهذا قمة القسوة والظلم بحق المرأة وكأن عقم الزوجة عيب وعقم الرجل أمر عادي جدا.
مشاركة :