دبي: علاء الدين محمود لا تزال النسخة الأولى من معرض «بيج باد وولف»، الذي يقام في دبي، وينظم بالشراكة بين مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، والمجلس الوطني للإعلام، ومدينة دبي للإنتاج، تشهد إقبالاً منقطع غير مسبوق على الكتب والمؤلفات، على مدار اليوم، ويتطلع القراء من خلال حضورهم المكثف إلى إشباع رغباتهم في معرض للكتاب حقق شروط الشراء والإقبال، من حيث تعدد وتنوع المؤلفات، وزهد أسعارها، وتوقيت المعرض المفتوح طوال اليوم.قال المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، جمال بن حويرب، ل«الخليج»: «إن عدد المشترين بلغ حتى أمس 70 ألفاً، فضلاً عن أعداد الزوار»، وأضاف أن الإقبال على المعرض دفعهم لتكرار استضافته بصورة سنوية، وأشار إلى مشاركة 18 دار نشر عربية، ولفت إلى أن من أهم أسباب الإقبال الكبير على الشراء الحسومات الكبيرة في الأسعار، وتنوع الكتب من حيث الاهتمام والمحتويات، فهنالك كتب الاقتصاد، والأدب، والتاريخ والعلوم، والموسوعات، والمخطوطات، وكتب الأطفال والمرأة، كما أن طرق العرض المبتكرة أسهمت في هذا الإقبال من حيث استمرار العرض طيلة اليوم، وتركيزه في قاعة واحدة كبيرة، كما أن المعرض راعى التفاوت الاجتماعي، بحيث إن الأسعار ناسبت كل المستويات، فهو أكبر معرض في العالم من حيث عدد المؤلفات، والإقبال الجماهيري، وشهرته التي ضربت آفاق آسيا، فالإقبال على المعرض هو بمثابة إقبال كبير غير مسبوق، فهنالك نحو 33 ألف عنوان في مختلف مجالات المعرفة، وثلاثة ملايين ونصف المليون كتاب.وذكر ابن حويرب أن حركة الازدحام التي يشهدها المعرض ليست لها علاقة بتوقيت وساعة معينة، بل تسود المعرض طوال اليوم، وأنهم ظلوا يستقبلون زواراً حتى في ساعات متأخرة من الليل، وأول الصباح، ولا يشكل أية منافسة للمعارض الأخرى، وأضاف أن ما يميز هذا المعرض حقاً أن مؤلفاته أرخص من الكتب الإلكترونية، وهذا يشير إلى أن الكتاب الورقي لن ينتهي، طالما أن الأسعار ستصبح في متناول الجميع، كما أن ذاكرة العلاقة بين القارئ والورق ستظل قوية، فوجود الكتاب الرقمي لن يزحزح مكانة الورقي، كما أن التنوع الموجود في العرض يعكس قيمة التعدد الثقافي وضرورة التعارف بين الثقافات المختلفة، وهذا أحد أهداف المعرض الكبيرة، فهو يترجم فعلاً الفكرة التي صاحبت انطلاقته في عدد من العواصم الآسيوية، والتي تعزز ثقافة التنوع والتعارف بين الشعوب.وفي صالة العرض في قاعة الاستديوهات، كان الازدحام سيد الموقف، لكن التنظيم الدقيق خفف كثيراً من وطأته، لينصرف القراء إلى اختيار ما يتناسب معهم من الكتب المعروضة، وأكد عبد الله الباز الرئيس التنفيذي لدار «ظبي الريم» للنشر السعودية، أن الأجواء داخل صالة العرض مريحة وجميلة، لأنها تزخر بأجناس مختلفة، تلتقي في حب المعرفة والكتاب، ما يعزز ثقافة التعارف بين الشعوب، فيما ذكر الدكتور علي عبد العزيز عبيد المتخصص في علم الاجتماع، من المملكة العربية السعودية أنه قد جاء خصيصا ليحضر فعاليات هذا المعرض، وليشبع نهمه من الكتب المختلفة التي يزخر بها، خاصة المؤلفات الفكرية، باعتبار أن هذا المعرض يحفل بكتب الراهن والساعة من المؤلفات الاقتصادية والاجتماعية، ولفت إلى أن تصميم المعرض كمساحة واحدة مفتوحة جعل الناس ينفتحون على بعض من الجنسيات المختلفة، وهذا يضيف كثيراً للروابط المعنوية بين المجتمعات الممثلة داخل صالة العرض، وكذلك بين طبقات المجتمع الفكرية المختلفة، وأعرب عبيد عن أمله في أن يصبح مثل هذا المعرض مكاناً للتعارف بين الشعوب.و أكد حسين السعدي من سلطنة عمان أنه مهتم بكتب التدريب وتطوير الذات، وأنه وجد ضالته في المعرض الذي يحفل بمختلف أطياف المعارف، ما يتيح تبادل الخبرات والتجارب، ويرى أحمد البلوشي من سلطنة عمان أن المعرض متميز جداً، ويعتبر فرصة جيدة للانفتاح على ثقافة الآخر، والتعرف عن قرب إلى عادات الشعوب ومعارفها، خاصة أن دولة الإمارات تحفل بالتعدد الثقافي من مختلف الجنسيات، بينما أعرب الطفل «كريم» عن سعادته بتواجده في المعرض الذي حقق له رغبته في شراء القصص المصورة وكتب الأبطال الخارقين، وبتعرفه إلى عدد من الأطفال من داخل الدولة، ومن جنسيات مختلفة.
مشاركة :