ساد الترقب أمس مدينة السويداء (جنوب غربي سورية) لإطلاق دفعة ثانية من مخطوفي المدينة لدى تنظيم «داعش»، وسط معلومات عن تمسك النظام السوري بإطلاق قيادي إيراني وعناصر من حزب الله ضمن تلك الدفعة، التي سيجري في مقابلها إطلاق موقوفين من عوائل»داعش» لدى النظام و «قوات سورية الديموقراطية» (قسد). وقال لـ «الحياة» مصدر مطلع على المفاوضات: «تلقينا معلومات من أطراف دولية أنه سيتم خلال ساعات إطلاق مخطوفي السويداء، مقابل باقي المعتقلين الذين طلب داعش إطلاقهم» ضمن صفقة رعاها وسطاء بين النظام والروس من جهة والتنظيم من جهة أخرى. وأشار المصدر إلى أن النظام «فاوض أيضاً على أن تشمل تلك الدفعة إطلاق أحد ضباطه الكبار وقيادي ميداني إيراني وعناصر من حزب الله أسرهم داعش» في مكامن نفذها في البادية السورية. في وقت ترددت معلومات أن الصفقة تشمل أيضاً «تأمين ممر آمن لنقل عناصر داعش المتمركزين في تل الصفا في بايدية السويداء إلى دير الزور بسلاحهم الخفيف». وأفادت مصادر محلية بأن إطلاق سراح باقي المخطوفين لدى «داعش» ستتم على مرحلتين، مشيراً إلى أن التنظيم «اشترط أن تكون المرحلة الأخيرة إطلاق سراح بقية المخطوفات، مقابل خروج عناصره إلى بادية دير الزور». وأوضح «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «المساعي والتحضيرات تتواصلان لعملية تبادل جديدة بين داعش والنظام السوري عبر وسطاء، إذ من المرتقب أن تجري خلال ساعات الإفراج عن دفعة جديدة من مخطوفي السويداء الذين يحتجزهم التنظيم والبالغ عددهم 21 مخطوفاً ومخطوفة. وكان التنظيم أطلق السبت الماضي 6 من المخطوفين (سيدتين وأربعة أطفال) في حين أفرج النظام عن 17 معتقلة وثمانية أطفال من سجونه، وأفاد «المرصد السوري» بأنه سيتم إخراج دفعة جديدة من المعتقلات اللواتي طالب التنظيم بهّن قبل الإفراج عن دفعات جديدة من مخطوفي السويداء، كما تتضمن الصفقة تسليم مبلغ 27 مليون دولار إلى التنظيم. وتترافق تلك التطورات مع دخول وقف النار في منطقة الصفا شرق السويداء يومه السادس على التوالي، بين قوات النظام وحلفائه و «داعش» لحين إتمام عملية التبادل. إلى ذلك، قالت وكالة الأنباء السورية (سانا) التابعة للنظام، إن مدني قُتل أمس إثر انفجار لغم من مخلفات «داعش» في قرية مكسر الحصان بريف حمص الشرقي. وذكرت إن لغماً أرضياً من مخلفات الإرهابيين انفجر ما تسبب في مقتل رجل يبلغ عمره 59 عاماً أثناء قيامه بزراعة أرضه في قرية مكسر الحصان شرق مدينة حمص بنحو 75 كم. ويعمد «داعش» إلى استراتيجية زرع الألغام وتفخيخ مؤسسات خلال مواجهاته مع النظام السوري و «قسد».
مشاركة :