الرأي ومنهج احترام الرأي الآخر!

  • 10/24/2018
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

قالت النائب صفاء الهاشم «إن اللقاء الذي جمعنا بسمو الأمير كان أبوياً جميلاً كعادة حكيمنا وكبيرنا٬ الذي بدأ كلماته كما جرت العادة بتأكيد الوحدة الوطنية والحرص على الديموقراطية، وعلى الرأي والرأي الآخر من دون أن يكون هناك سقف لإبداء الرأي»... «الراي» عدد الإثنين الماضي.إذا كان هذا قول صاحب السمو - حفظه الله ورعاه - والمعلوم عنه الحنكة ورعايته للجميع وفق مسطرة واحدة، والتي تجلت في رسم معاني الوحدة الوطنية بمقولته المشهورة: «هذولا عيالي»٬ فما بال البعض من أبناء جلدتنا يريدون لرأيهم أن يسود، وما سواهم من رأي لا يجب أن يعتد به، وإن كانت الديموقراطية، التي حرص على تطبيقها سموه حفظه الله وألبسه ثوب الصحة والعافية، تقول: إن رأي الأغلبية هو السائد... هنا يقصد بالأغلبية الحرة لا المصطنعة أو المجتمعة على ضوء مصالح ضيقة من شأنها تفريغ الوحدة الوطنية ومفهوم الولاء الوطني من محتواهما.نذكر هنا، أن منتدى الموارد البشرية الذي عقد في 8 أكتوبر 2011 تطرق إلى نظرية احترام الرأي الآخر وجاء فيه «إن الرأي هو اعتقاد أو استنتاج يتمسك به الفرد في أي مناقشة كدليل٬ وكما نعلم أن الأدلة أو الاستنتاج أو الاعتقاد... أشياء قابلة للجدال وطبعا كما نعرف أنه حتى في وجود حجة جيدة، يمكن رؤية الحقيقة وكأنها شيء من الخيال٬ ومع ذلك كثير من الأشخاص تعتبر رأيها حقيقة مؤكدة لا تقبل النقاش٬ يعود الأمر عليك أن تفرق بين الرأي والحقيقـة، في كل الحالات عليك أن تظهر الاحترام وتعتبر أنك مكان هذا الشخص ولديك عـلمه وخبرته، وهناك احتمال أن يكون رأيك مـثل رأيه تماما... وأن احتقار الرأي الآخر أو رفضــه يـؤدي للتـوتر والعـصبية وفـشل العلاقــات بين البشـر٬ بل وقد يصل الأمـر بين الطرفين لتصرفات غير قـانونية تؤدي لمشاكل يصعـب حلها»... انتهى الاقتباس.الشاهد أنه حتى في العلم الحديث... جاءت الفلسفة بمعناها «البحث عن الحقيقة»: فأين نحن من الحقيقة المراد بنا الوصول إليها لإصلاح جميع مجريات العمل في مؤسساتنا وطريقة تعاملنا في ما بيننا للوصول إلى علاقات إنسانية، تدفع بتعزيز الوحدة الوطنية ومنح شرف تولي المناصب القيادية للأخيار، عبر فتح قناة مع من يبحث عن الإصلاح ولا يجد آذان صاغية؟كثير منا يعلم أن الوصول إلى الحقيقة يتطلب تفعيل عادة الاستماع والحديث مع جميع الأطراف، وأن الوصول إلى مسامعنا خبر ما عن فرد ما وجب علينا التحقق فيه من الطرف الآخر... احتراما لحقه في إبداء رأيه.لهذا السبب قال الله تعالى في محكم تنزيله «إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين»، وهذا فيه دليل على وجوب البحث عن الحقيقة عبر التحقق من صاحب الرأي، الذي ربما يكون واشياً أو لأجل مصلحة ما وزيف في الحقائق، وذلك من خلال استدعاء الطرف الآخر للاستماع لرأيه!الزبدة:الخلافات التي تحصل هنا وهناك - حتى على مستوى العلاقات الأسرية - بعضها أو ربما كثير منها، يعود لعدم احترامنا للرأي الآخر، وإصدارنا الأحكام عبر قبول ما يصلنا من وكالة «يقولون».لهذا السبب٬ أعتقد اعتقاداً أقرب إلى اليقين بأن أصحاب القرار تستدعي الضرورة أن يكونوا حذرين من أشخاص تحركهم المصالح وبعضهم من «المترفين»، أو ممن ينطبق عليهم وصف «الرويبضة»، وهؤلاء في طبيعتهم لا يملكون العلم والخبرة وحسن السيرة والسلوك: فكيف نتجنب الضرر الواقع منهم؟المكاشفة... المصالحة ومنح كل صاحب رأي يختلف معنا الحق في إبداء رأيه، خصوصاً في جزئية طريقة إدارة مؤسساتنا العام منها والخاص، وقس عليها كل ما يخص المواطن والمقيم من خدمات وخلافه.صلاح العلاقات محلياً تتطلب استبدال الكادر الاستشاري، وتكوين حائط سد من خلال بطانة صالحة تعين أصحاب القرار على اتخاذ ما هو مناسب في الوقت المناسب، وهذا من أهم أبجدياته احترام الرأي والرأي الآخر، التي حرص على تطبيقها سمو الأمير قائد الإنسانية حفظه الله ورعاه وسدد على الحق خطاه... الله المستعان.terki.alazmi@gmail.com Twitter: @Terki_ALazmi

مشاركة :