مسلسل من إخراج فيليب أسمر يتناول جزءا من تاريخ لبنان ويسلط الضوء على اندلاع ثورة قادهابيروت - يراهن صناع المسلسل اللبناني "ثورة الفلاحين" عن قصصٍ مستلهمة من التاريخ لتحقيق نقلة نوعية في مسيرة الدراما اللبنانية التاريخية. ويتناول المسلسل جزءا من تاريخ لبنان في القرن التاسع عشر، وتحديدا بين سنوات 1858 و1860، أي زمن اندلاع الثورة التي قادها طانيوس شاهين ضد الإقطاعيين. والعمل الجديد رصدت له ميزانية ضخمة ولم يتمّ تناوُله دراميّاً في السابق وفقا لما صرح به صناعه. العمل سيكون من أهم الإنتاجات اللبنانية وأضخمها، وهو يدور في القرن التاسع عشر، ويتطرق في رؤية جديدة الى الصراع بين الفلاحين وبين الإقطاعيين و"ثورة الفلاحين" من كتابة كلوديا مرشليان وإخراج فيليب أسمر، وإنتاج "إيغل فيلمز" ويشارك فيه عدد كبير من نجوم الدراما اللبنانية، وهم ورد الخال، باسم مغنية، إيميه صياح، سارة كنعان، كارلوس عازار، نيكولا مزهر، إليكو داوود، فادي إبراهيم، طوني عيسى، فيفيان أنطونيوس، تقلا شمعون، ختام اللحام، جناح فاخوري، سمارة نهرا، نقولا دانيال، وفاء طربيه، كما تشارك فيه ماغي بو غصن كضيفة شرف. ويعود المسلسل إلى حقبة الخمسينيّات من القرن التاسع عشر، ويروي قصّة عائلة "نسر نسر" المنتمية للبكاوات والتي تعيش حياة الرغد والثراء وتحيط بها منازل صغيرة للفلاحين. وتوزع عائلة نسر المهام على الفلاحين بكل حزم وصرامة وتعرض كل من يخالف أوامرها للعقاب. والعمل الضخم يدور ضمن إطار اجتماعي تشويقي درامي لا يخلو من العاطفة والرومانسية. ورد الخال فتاة قوية وجبارة في المسلسل وقالت كاتبة المسلسل كلوديا مارشليان "قصة المسلسل كانت حلما بالنسبة إلي، لا سيما وأنّها المرة الأولى التي تتم فيها الإضاءة على حقبة العام 1860، وثورة الفلاحين بالتحديد، اذ لا وجود لصور كافية حول هذا التاريخ الدقيق والمصيري في حياة شعب لبنان". واضافت "قد أجرى الصحافي جورج حايك البحث عن تلك الحقبة المهمة وقد استعنت ببحثه في كتابة حلقات المسلسل". وأضافت "قضية الفقر والعبودية هي الأساس، لا أريد أن أكتب عن زعيم ما، تهمني الناس، لذلك لم أكتب عن طانيوس شاهين وآل الخازن في المسلسل، فالثورة ليست مرتبطة بمنطقة معيّنة، حيث لا يزال المشهد هو نفسه في العام 2016، فلا شيء تغيّر للأسف". ولم يعرف لبنان عملاً درامياً يوثق مرحلة أساسية من تاريخ لبنان، قبل "ثورة الفلاحين". وقد أججت الثورة نقاشاً سياسياً حول عرابها طانيوس شاهين. مسلسل ينافس الدراما التركية ويضيء العمل على اشكالية اجتماعية عانى منها لبنان في القرن التاسع عشر والقرن العشرين، تتمثل بحكم البكوات، وتداعياته على الفلاحين. وتجسد النجمة إيميه صياح شخصية "منتورة"، والتي وصفتها بالعاطفية والجريئة والمتهورة. وأشارت إيميه إلى أنّ العمل يكشف جوانب عديدة من حياتنا اليومية، في ظل الفقر والجوع وعدم المساواة، ويُسّلط الضوء على علاقة الفلاحين بالبكوات. وقالت: "منتورة من طبقة الفلاحين ولها علاقة مع البكوات". وتجسد الممثلة تقلا شمعون دور الفتاة المنتمية لعائلة من البكوات معروفة بثرائها ووجهاتها ولكنها تساند في الخفاء الطبقة الكادحة. وقد تكون الفرد الوحيد في العائلة المالكة الّذي تجرأ أن يصنع ثورته الشخصية قبل بداية ثورة الفلاحين". وقالت تقلا شمعون "وجود نرجس في العمل يمنح نفحة من الرومانسية والأمل وحب الحياة ضمن جوّ ملطخ بالدمّ والحرب والقتل والظلم". ويلعب الفنان نقولا دانييل دور البيك الإقطاعي الذي يتشبث بالسلطة ويطمع في المناصب لكنه يكون الاب المثالي والمتدفق بالمشاعر في بيته. ويكشف نقولا دانييل "هنا سيشاهد الجمهور بعض الخفايا في حياة البكوات، من حبّ وخيانة وكلّ المواقف الإنسانية التي قد تصادفهم". وتجسد نجمة الدراما اللبنانية ورد الخال في المسلسل دور فتاة قوية وجبارة من عائلة البكوات تقع ضحيّة والدها البيك. وقالت الخال عن المسلسل "العمل سيكون من أهم الإنتاجات اللبنانية وأضخمها، وهو يدور في القرن التاسع عشر، ويتطرق في رؤية جديدة الى الصراع بين الفلاحين وبين الإقطاعيين". واعترف الممثل باسم مغنيّة بأنّ "المسلسل قد يحمل إسقاطات على الواقع اللبناني الحالي وإن كانت الظروف مختلفة بين الزمنين والظلم له وجوه كثيرة، ففي أيّام ثورة الفلاحين كانت الانتفاضة ضد ظلم الإقطاع الذي كان يستعبد الناس، أما اليوم فهناك أمور حياتية ومعاناة يومية يعيشها اللبناني وهي التي تشكّل ظلما بحدّ ذاته يثقل كاهل المواطن الساعي إلى لقمة العيش". واعتبر طاقم العمل ان المسلسل يزخر بعوامل الجذب البصري لتسليطه الضوء على جمال المنازل الفاخرة والقصور التي تدور فيها العديد من أحداث القصة. ويراهن نقاد على منافسة الدراما اللبنانية من بوابة "ثورة الفلاحين" الدراما التركية. طانيوس شاهين ضد الإقطاعيين.
مشاركة :