بيروت - ينهمك فريق عمل المسلسل اللبناني التاريخي "ثورة الفلاحين" بتصوير مشاهده في جنوب لبنان وتحديداً في منطقة جزين. ويمثل المسلسل وفقا لصناعه بداية تحقيق حلم طالما رواد اللبنانيين بانتاج مسلسل تاريخي لبناني من الحجم الثقيل. وتجسد نجمة الدراما اللبنانية ورد الخال في "ثورة الفلاحين" دور فتاة قوية وجبارة من عائلة البكوات تقع ضحيّة والدها البيك. وقالت الخال عن المسلسل "العمل سيكون من أهم الإنتاجات اللبنانية وأضخمها، وهو يدور حول الصراع بين الفلاحين وبين الإقطاعيين برؤية جديدة فيها قصص متشعبة وبشخصيات كثيرة ومثيرة". وتدور أحداث "ثورة الفلاحين" خلال زمن الإقطاع مع معاناة الفلاحين آنذاك ضمن صراع طبقي اجتماعي اقتصادي. تنقسم أدوار أبطاله لفئتين، الأولى فئة الفلاحين والثانية فئة "البكاوات" الإقطاع. ويتناول المسلسل اللبناني المتوقع عرضه في شهر رمضان القادم على قناة "آل بي سي إي" جزءا من تاريخ لبنان في القرن التاسع عشر، وتحديدا بين سنوات 1858 و1860، أي زمن اندلاع الثورة التي قادها طانيوس شاهين ضد الإقطاعيين. وطانيوس شاهين، هو رجل من كسروان قاد ثورة الفلاحين بين عامي 1858 و1860 ضد الإقطاعيين في كسروان المتمثلين بآل الخازن، وقد تأثر بموت والده بواسطة فنجان قهوة مسموم من قبل حاكم زوق مكايل وكسروان الشيخ بشارة جفال الخازن، لأنه تجرأ على إلقاء السلام عليه يوما، ما أشعل بداخله حقدا على الإقطاعيين وصار يدعو إلى الثورة ويحرّض الفلاحين على الوقوف والتصدي لآل الخازن. والمسلسل مؤلف من 60 حلقة للكاتبة كلوديا مارشليان ويحمل توقيع المخرج فيليب أسمر من إنتاج جمال سنان. ويشارك في العمل التاريخي الجديد باقة من نجوم الدراما في لبنان عى غرار ورد الخال، باسم مغنية، إيميه صياح، كارلوس عازار، وسام حنا، سارة أبوكنعان، فيفيان أنطونيوس، وسام صبّاغ، تقلا شمعون، فادي إبراهيم، نقولا دانيال، وفاء طربيه، ختام اللحام، جناح فاخوري، مارينال سركيس، أليكو داوود، سمارة نهرا، نيكولا مزهر، فرح بيطار، ناظم عيسى، ماري أبوجرجس، نوال كامل، أسامة العلي، تانيا فخري، يمنى بوحنا ووسام فارس. ولم يتوانَ منتج العمل جمال سنان، صاحب شركة إيغل فيلمز، عن التعبير عن حماسته لتنفيذ العمل خاصة أنه أول عمل لبناني تاريخي بهذه الضخامة ويأمل تصديره للعالم العربي. وشاطرته الرأي كاتبة العمل كلوديا مرشليان، أما مخرج العمل فيليب أسمر فأفصح أنه منذ بداياته الفنية يحلم بإخراج مسلسل تاريخي واليوم سوف يحقق حلمه مع مسلسل ثورة الفلاحين. والمسلسل مؤلف من ستين حلقة وسيستغرق تصويره ما يقارب ستة أشهر. وقالت كاتبة المسلسل كلوديا مارشليان عنه "قصة المسلسل كانت حلما بالنسبة إلي، لا سيما وأنّها المرة الأولى التي تتم فيها الإضاءة على حقبة العام 1860، وثورة الفلاحين بالتحديد، ولا وجود لصور كافية حول هذه الحقبة، وقد أجرى البحث عنها الصحافي جورج حايك، الذي استعنت ببحثه في كتابة حلقات المسلسل". وودعّت المسلسلات التاريخية عصرها الذهبي الذي عاشته في السابق بعد ان سحبت المسلسلات العصرية والشبابية البساط من تحت اقدامها. واعتبر نقاد ان عدم وجود دراما تاريخية ودينية في رمضان 2016 يرجع بالاساس الى ضخامة تكاليفها الإنتاجية وتحريم تجسيد بعض الشخصيات الدينية وقلة التسويق وعزوف القنوات الفضائية عن شراء المسلسلات الدينية وغلبة الرؤية المتطرفة على بعضها. وافاد نقاد أن معظم نجوم السينما لا يجيدون اللغة العربية، و"ليس لديهم الاستعداد للمشاركة في أعمال تاريخية تلزمهم بالاجتهاد والمثابرة في اتقان الدور". واكد متابعون للاعمال الفنية أن المسلسل التاريخي لا يتم إنتاجه بهدف تحقيق مكسب مادي و"إنما هو جزء من الدور الأساسي الذي تم إنشاء القطاع من أجله، وهو تقديم أعمال تعبر عن ثقافة المجتمع".
مشاركة :