العاهل الأردني يتوعد المقصرين في فاجعة البحر الميت

  • 10/27/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

عمان – طالب العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني خلال ترؤسه الجمعة اجتماعا لمجلس السياسات الوطني لمتابعة تداعيات فاجعة البحر الميت، بضرورة أن يكون هناك تقرير يحدد بدقة تفاصيل ما حدث بالضبط، والعمل بشفافية لتحديد من يتحمل المسؤولية. وقتل 20 شخصا غالبيتهم من طلاب مدرسة كانوا في حافلة جرفتها الخميس سيول تسببت بها أمطار غزيرة في منطقة البحر الميت في غرب الأردن، فيما أصيب 42 شخصا بجروح. وفي وقت سابق قال الملك عبدالله الثاني في تغريدة على حسابه في موقع تويتر “حزني وألمي شديدان وكبيران، ولا يوازيهما إلا غضبي على كل من قصّر في اتخاذ الإجراءات التي كان من الممكن أن تمنع وقوع هذه الحادثة الأليمة”. وألغى الملك عبدالله الثاني زيارة عمل إلى البحرين، كانت مقررة الجمعة، وأمر بتنكيس العلم الأردني لمدة 3 أيام حدادا على ضحايا السيول. وأعلنت السلطات الأردنية فتح تحقيق شامل في ظروف المأساة فيما عكست الصحف المحلية حالة الصدمة والحزن السائدة في المملكة. وهذا النوع من الفيضانات الناجمة عن أمطار غزيرة ليس أمرا نادرا في مثل هذه الفترة من السنة في الأردن، لكن الخسائر البشرية مرتفعة هذه المرة، الأمر الذي يضع حكومة عمر الرزاز في إحراج شديد جراء عدم استعدادها لمثل هذه التقلبات. وتعالت الأصوات أمس منتقدة الحكومة التي تطالب بمصادقة البرلمان على قانون جديد يثقل كاهل المواطن الأردني بالضرائب دون أن تتخذ في المقابل أية إجراءات عملية لتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين والارتقاء بالبنية التحتية المتهالكة. وكان رئيس الوزراء عمر الرزاز قد زار المنطقة التي وقع فيها الحادث مطالبا بتسريع محاسبة المسؤولين عن هذه الكارثة. بحسب مصادر أمنية، فإن طلاب المدرسة والأساتذة المرافقين لهم نزلوا من حافلة توقفت قرب شاطئ البحر الميت عندما باغتتهم سيول قوية جرفتهم مع الباص باتجاه البحر الميت. وقال مصدر في الدفاع المدني الأردني “لغاية الآن تمكنت فرق الإنقاذ من انتشال جثة 21 قتيلا والعشرات من المصابين، وما زال البحث جاريا عن مفقودين آخرين جرفتهم السيول”. وذكر مصدر أمني أن “البحث جار عن ثمانية مفقودين”، الأمر الذي يعني أن حصيلة القتلى قد ترتفع. وأوضح أن “الضحايا جلّهم من الطلاب تتراوح أعمارهم بين 11 إلى 14 سنة، وكانوا في رحلة مدرسية إلى منطقة البحر الميت (50 كلم غرب عمان)”. وتابع أن “بين القتلى أناسا آخرين كانوا يتنزهون في تلك المنطقة” السياحية التي يطلق عليها اسم “المياه الساخنة” و“داهمتهم السيول”. كما أن “بين الجرحى رجال أمن كانوا يشاركون في عمليات الإنقاذ”. ونقلت القنوات التلفزيونية المحلية مشاهد مباشرة لعمليات البحث عن المفقودين في منطقة البحر الميت. وظهر العشرات من عناصر أجهزة الدفاع المدني والقوى الأمنية والسكان المحليين وهم يقومون بتمشيط ساحل البحر الميت الذي تحولت مياهه إلى طين وأوحال. كما كان في الإمكان مشاهدة مراكب تبحث عن ضحايا محتملين. ونقلت قناة “رؤيا” الأردنية المستقلة صورا لوالد عراقي وهو يبكي ويصيح “ماتت زوجتي قبل شهر واليوم مات ابني”. وأشار المصدر الأمني إلى “انهيار جسر في منطقة البحر الميت” نتيجة السيول. وقال وزير التربية عزمي محافظة في بيان إن “الوزارة ستفتح تحقيقا شاملا للوقوف على حقيقة ما جرى”، مشيرا إلى أن “منظم الرحلة يتحمل بالكامل مسؤولية ما جرى”. وتشارك في عمليات الإنقاذ والبحث وتمشيط للمنطقة طائرات مروحية وآليات للجيش. وأعلن سلاح الجو الإسرائيلي الخميس إرسال مروحيات إلى الأردن للمساعدة في عمليات الإنقاذ. وتعد منطقة البحر الميت أكثر بقعة انخفاضا على وجه الكرة الأرضية. ونتيجة الأمطار تتشكل السيول أحيانا وتفيض المياه القادمة من الجبال في الوديان القريبة التي تصب في البحر الميت.

مشاركة :