عمّان: «الخليج»قرر البرلمان الأردني تشكيل لجنة تحقيق داخلية في «فاجعة البحر الميت»، فيما شن نوّاب هجوماً حاداً على الحكومة وطالبوا برحيلها فوراً خلال جلسة رقابية، أمس الثلاثاء، وأكد رئيس الوزراء عمر الرزاز تحمله وفريقه كامل المسؤولية الإدارية والأخلاقية وعدم البحث عن «كبش فداء» داعياً لانتظار نتائج التحقيق القانوني واتخاذ القرار بناء عليها.وأكد رئيس البرلمان عاطف الطراونة بعد تصويت أغلبية الأعضاء لصالح تشكيل لجنة التحقيق أنها تبدأ عملها اعتباراً من مساء أمس وستقدم تقريرها خلال 10 أيام فيما تمسّك 40 نائباً بمذكرة تطالب بعقد جلسة أخرى للتصويت على سحب الثقة من وزيري التربية والتعليم عزمي محافظة والسياحة لينا عناب على وجه التحديد.وأجمع النوّاب يحيى السعود وخليل عطية ومحمد الفناطسة وصداح الحباشنة ومصلح الطراونة وخالد رمضان وغيرهم خلال مداخلات غاضبة على مطلب رحيل الحكومة بالكامل أو استقالة وزراء التربية والتعليم والأشغال والسياحة والصحة والمياه والنقل بسبب «الفاجعة» التي راح ضحيتها 21 شخصاً أغلبهم من الطلاب كانوا في رحلة مدرسية الخميس الماضي إضافة إلى معلمين ومتنزهين.وقال النوّاب إن الدلائل تشير إلى اختلالات كبرى اعترت قرار الموافقة على الرحلة المدرسية ووجود مشاكل في البنى التحتية والجسور في منطقة «وادي زرقاء ماعين» وعدم اتخاذ احتياطات سياحية كافية للتنزه في الموقع وفتح مسارب مياه لأحد السدود في الوقت نفسه ما أسهم في تدفق السيول وجرف الحافلة وعدد من المتواجدين وصعوبة إنقاذهم إلى جانب تحفظات على التعامل مع المصابين والجثامين وخطأ تسليمها.ولوّح عشرات المتحدثين في الجلسة التي شهدت ملاسنات ومشادات منفعلة بين عدد من النوّاب بسبب مواقفهم من الحكومة بإحالة مذكرة تدعو لسحب الثقة من وزراء إلى الرئاسة العامة للبرلمان نحو بحثها حال عدم رحيلهم بأنفسهم.وواجه وزيرا التربية والتعليم والسياحة الهجوم الأكبر خلال الجلسة واعتبر نوّاب تصريحاتهما السابقة بعد «الفاجعة» متناقضة ومرتبكة لاسيما تحميل المدرسة الخاصة وحدها المسؤولية كاملة والسماح بتنظيم إحدى الشركات غير المرخصة رحلة للطلاب تعتمد على المغامرة في منطقة أودية وسط أجواء طقس سيئة وتساقط غزير للأمطار.وقال الرزاز في كلمته «لن نتنصل من المسؤولية وستتم محاسبة المقصرين بناء على نتائج التحقيقات».وشدد على أن هناك واجباً تجاه أرواح الأطفال الأبرياء الذين قضوا جرّاء هذه الفاجعة و«لا نريد البحث عن كبش فداء أو فشة غل» ولابد من تحديد المسؤولية بدقة والكشف عن أوجه الإهمال والخلل المؤسسي ومحاسبة المقصرين بكل حزم حتى لا تتكرر المأساة.وأضاف «إن الدول الناجحة ليست تلك التي لا تُخطئ، وإنما التي لا تكرر أخطاءها، وهناك من يخالف القوانين والتعليمات أو يهمل في تطبيقها وإذا ثبت ذلك فإنه يستوجب الإحالة للقضاء والجزاء العادل ومن يثبت عدم الارتقاء في أدائه إلى مستوى المسؤولية دون ارتكابه مخالفات فإن عليه التنحي وفتح المجال لغيره».وأعلن الرزاز عن تشكيل مجلس الوزراء فريقاً جديداً للتعامل مع حالات الطوارئ بالتنسيق مع الجهات المختصة.وتراجعت وزارة التربية والتعليم عن قرار سابق بتعليق الدوام في المدرسة الخاصة التي نظمت الرحلة وأصدرت تعميماً جديداً بعودة العمل فيها «حفاظاً على استمرار العملية التعليمية»، وذلك على أن تتولى الوزارة مهام الإدارة والإشراف حتى انتهاء التحقيقات.وتواصل الغضب الشعبي والنقابي على الحادثة وانتقد «الفريق الشبابي» الذي كان يشارك في حوارات سابقة مع رئيس الوزراء «عدم تحمل الحكومة مسؤوليتها الأخلاقية والسياسية» وكذلك «تشكيل لجان تحقيق حكومية عدّة متضاربة الصلاحيات» وشدد على ضرورة تشكيل لجنة واحدة محايدة تحقق مع الوزراء على ألاّ يكونوا أعضاء فيها.وتواصلت شهادات عدد من الناجين حول «رحلة الموت» وكشفت جميعها عدم أخذ الاحتياطات اللازمة والإصرار على الذهاب في جولة من المدرسة إلى منطقة البحر الميت (جنوب غرب) لممارسة سياحة المغامرة.
مشاركة :