أُعلن أمس أن سلطان عُمان قابوس بن سعيد استقبل أول من أمس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وذلك بعد يومين من استضافة الرئيس محمود عباس، في إطار تحريك عملية السلام في الشرق الأوسط. وأفادت وكالة الأنباء العُمانية بأن اللقاء بحث السبل الكفيلة بدفع عملية السلام في الشرق الأوسط، وبعض القضايا التي تحظى بالاهتمام المشترك، بما يخدم الأمن والاستقرار في المنطقة. وقالت مصادر فلسطينية لـ «الحياة»، إن سلطان عُمان اقترح على الجانبين استئناف عملية السلام المتوقفة، لكن الجانب الفلسطيني أبلغه بأنه لا يرى أي فرصة لذلك في ظل الحكومة اليمينية الحالية في إسرائيل. وأضافت: «الجانب الفلسطيني يرحب بأي جهد عربي أو دولي لإحياء عملية السلام، لكنه لا يرى فرصة لتحقيق ما لم يستطع فعله الأميركيون في عهد إدارة (الرئيس السابق باراك) أوباما وقبله وبعده، وما لم يتمكن الفرنسيون وغيرهم من الأوروبيين أو العرب من فعله في عملية سلام سُحقت تحت الجرافات والمستوطنات». وأعلن مكتب نتانياهو في بيان أمس عن الزيارة، قائلاً: «عاد رئيس الوزراء وزوجته قبل قليل إلى إسرائيل في ختام زيارة رسمية لسلطنة عمان حيث التقى السلطان قابوس» الذي «وجه دعوة إلى نتانياهو وزوجته للقيام بهذه الزيارة في ختام اتصالات مطوّلة أُجريت بين البلدين»، مضيفاً أن الزيارة «تشكل أول لقاء رسمي يعقد في هذا المستوى منذ عام 1996»، وتمثل «خطوة ملموسة في إطار تنفيذ سياسة نتانياهو التي تسعى إلى تعزيز العلاقات مع دول المنطقة من خلال إبراز الخبرات الإسرائيلية في مجالات الأمن والتكنولوجيا والاقتصاد». وذكر الناطق باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي أوفير جندلمان على حسابة في «تويتر»، أن الزيارة ناقشت «سبل دفع عملية السلام وقضايا تتعلق بتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة». وكان شمعون بيريز زار السلطنة عام 1996 عندما كان قائماً بأعمال رئيس الوزراء. وفي العام 1994، زارها رئيس الوزراء آنذاك إسحق رابين، وفي العام 1996، وقع الجانبان اتفاقية لفتح مكاتب تمثيلية تجارية. وبعد أسابيع من اندلاع الانتفاضة الثانية في كانون الأول (أكتوبر) 2000، أغلقت عُمان هذه المكاتب. وتأتي زيارة نتانياهو بعد أيام قليلة من زيارة عباس عُمان تلبية لدعوة من السلطان قابوس دامت ثلاثة أيام، بحث خلالها الجانبان عدداً من القضايا، وفي مقدمها آخر تطورات القضية الفلسطينية، والظروف التي تحيط بالخطوات الأخيرة في ما خص مدينة القدس، والعلاقات الثنائية وسبل تطويرها. وكان الرئيس الفلسطيني أعرب أخيراً عن استعداده لمفاوضات ثنائية فورية مع إسرائيل، لكن من دون وساطة أميركية، وشرط توافر أساس جيد. ويتوقع مراقبون اتصالات فلسطينية- إسرائيلية سرية بهدف تعديل الاتفاقات الموقعة بين الجانبين، خصوصاً الاتفاق الاقتصادي الذي مضى على توقيعه أكثر من 23 عاماً.
مشاركة :