عبد الله الثاني لتحديد المسؤولين عن «فاجعة البحر الميت» ومحاسبتهم

  • 10/27/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أكد ملك الأردن عبدالله الثاني ضرورة «العمل بشفافية لتحديد من يتحمل المسؤولية عن مأساة السيول» التي أودت الخميس بحياة 21 طالباً ومعلماً وأصابت 35 آخرين كانوا في رحلة مدرسية إلى منطقة البحر الميت عندما داهمتهم السيول بعد انهيار جسر على طريق رئيس. وشدد عبدالله الثاني، خلال ترؤسه أمس اجتماعاً لمجلس السياسات الوطني في قصر الحسينية من أجل متابعة تداعيات ما وصفه بـ «المأساة الأليمة»، على «تقديم أفضل الرعاية الصحية والعلاجية للمصابين». وأعرب عن شكره لـ «جهود الدفاع المدني والأمن العام والقوات المسلحة والطواقم الطبية الذين واصلوا الليل بالنهار لإنقاذ المصابين» ولـ «المواطنين الذين ساعدوا الأجهزة في عمليات الإنقاذ». وكان الدفاع المدني الأردني أردني مساء أمس، آخر حصيلة لضحايا «فاجعة البحر الميت»، كاشفاً أنها أدت إلى مقتل 21 طالباً ومعلماً وإصابة 35 آخرين، وسط أنباء أفادت بأن من بين الضحايا مواطنين حاولوا المشاركة في عمليات الإنقاذ لحظة وقوع الحادث. وفيما تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات توثق لحظات انهيار الجسر، وسحب مياه السيول أعداداً من الطلاب حاولوا التحصن بمناطق آمنة، أقيمت أمس صلاة الغائب على أرواح الضحايا. وظلت كوادر الدفاع المدني الأردني والأجهزة الأمنية تبحث عن مفقودين على امتداد خط تشكل السيول، حتى ساعات مبكرة من فجر أمس، ليتوقف البحث إلى حين الإبلاغ عن مفقودين جدد من أسر وأهالي المنطقة. وأشرف الملك عبدالله الثاني، من مركز الأزمات، على مجريات عمليات إنقاذ المصابين وانتشال جثث الوفيات، بعدما ألغى زيارته التي كانت مقررة أمس إلى مملكة البحرين. وتواجدت في موقع الحادث قيادات أمنية، ورئيس الوزراء عمر الرزاز، الذي زار الأربعاء الماضي مديرية الدفاع المدني، وغرّد بعدها على حسابه في «تويتر» بالقول: «توزيع واضح للأدوار والمسؤوليات، استعداد لفصل الشتاء والظروف الجوية المتوقعة، حمايةً لأرواح المواطنين وممتلكاتهم». وأضاف أن «هذه سمة دولة المؤسسات التي تعرف كيف تدير المخاطر وتشكر المبادر وتحاسب المقصّر، دولة التكافل التي تحفظ قيمة الإنسان وتحفظ كرامته». وتداول مواطنون تغريدة الرزاز مطالبين بمحاسبة المقصرين بعد تسريب كتب رسمية تثبت موافقة وزارة التربية والتعليم على مسار الرحلة مع علمها المسبق بالأحوال الجوية التي كانت دائرة الأرصاد الرسمية حذرت منها، مؤكدة إمكان تشكل سيول في الأودية جراء توقع تساقط الأمطار بغزارة؛ لكن الوزارة حملت المدرسة «المسؤولية الكاملة». وطالب نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بمحاسبة المسؤولين عن التقصير في الرقابة على مراحل صيانة الجسر الذي انهارت أجزاء منه صيف العام 2017، وسط شبهات في خلل يتعلق بمراحل الإشراف على عطاء الصيانة والمقاول الذي نفذ مراحل بناء الجسر، الذي انهار إثر أول اختبار له مع موسم الأمطار الحالي. ووثقت كاميرات التلفزيونات المحلية وهواتف مواطنين تواجد الأهالي عند موقع الحادث وأمام المستشفيات التي توزعت عليها الإصابات، وسط حال من الغضب بسبب التأخر الرسمي في الإعلان عن أسماء الضحايا والناجين الذين تم إسعافهم، مع تحميل المدرسة مسؤولية الإصرار على انطلاق الرحلة على رغم علمها بتفاصيل الأحوال الجوية التي بدأت تأثيراتها منذ ساعات الصباح الباكر. يأتي ذلك في وقت دعت لجنتا التربية والتعليم والنقل والخدمات النيابيتان إلى اجتماعات غداً مع وزراء الاختصاص في الحكومة، لتحديد المسؤولين عن التقصير والإهمال الذي تسبب في سقوط هذا العدد من الضحايا الطلاب. وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي وسم «فاجعة البحر الميت» الذي حمل صور أطفال نجوا من الحادثة، فيما استعرض جانب من الصور عمليات الإنقاذ التي تطلبت جهداً كبيراً جراء وعورة المنطقة وخطر الانهيارات المترتب بعد مداهمة السيول لمناطق واسعة من جوانب الطريق تحت الجسر المنهار. تعازٍ عربية وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، بعثا إثر وقوع الحادث، ببرقيتي تعزية إلى الملك عبدالله الثاني، متمنيين الشفاء العاجل للجرحى وعودة المفقودين سالمين. كما أجرى الملك سلمان اتصالاً هاتفياً بعبدالله الثاني، أكد خلاله أن المملكة العربية السعودية تضع إمكاناتها كافة في خدمة حكومة الأردن وشعبه، لتجاوز ما خلفته السيول من أضرار. وقدم نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تعازيه بالضحايا. كذلك، أعربت البحرين وفلسطين ومصر عن تعازيهما للأردن ملكاً وحكومة وشعباً، وأكدت وقوفها إلى جانبهم.

مشاركة :