«التعصب» و«الفساد» يهددان وحدة الوطن..

  • 9/23/2013
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أرسى الملك عبدالعزيز -رحمه الله- منذ توحيد المملكة وحدة وطن تستمد قوتها وثباتها من تحكيم كتاب الله وسنة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-، وتحكم الدين الإسلامي الحنيف في كل شؤون حياتها، ونظامها، وتوجهاتها، ومن هذا المنطلق استطاع الملك الموحد أن يجمع شتات الوطن، وينهي عزلته، ويبني انطلاقته الحديثة نحو الرقي والإزدهار، معتمداً على الله -عزّ وجل- وسواعد أبناء هذا الوطن من شماله إلى جنوبه ومن شرقه ووسطه إلى غربه، بعد أن أدركوا أنّ ما كانوا فيه يمزق أوصال الوطن؛ مما جعلهم يعيشون خارج الزمن، حيث تسيطر عليهم جاهلية فكرية، واجتماعية، وعقائدية، أبعدتهم عن التفكير في مستقبل الوطن، حتى جاء الموحد بفضل الله وعونه ليؤسس وطناً عظيماً، يحتضن أطهر الأماكن على وجه الأرض، من خلال وحدة تعدّ من أهم معجزات القرن العشرين. مخططات الحاقدين جمعت وحدة المملكة أنحاء بلدٍ مترامي الأطراف، تزيد مساحته على مليوني كيلومتر مربع في وطن واحد، وهي التي أكسبت هذا الوطن مكانته العظيمة بين شعوب وبلدان العالم اليوم، ومكنته من أن يكون نموذجاً يحتذى به في الأمن والأمان والرخاء بفضل الله وكرمه، وهذه النعم التي يعيشها الوطن أوقدت نار الحقد في قلوب الحاقدين، والحاسدين، والمرجفين، وبدأوا في العمل من أجل زعزعة إستقرار هذا الوطن، وبث سمومهم بكل الوسائل، من أجل تقويض وحدته، وزرع الفتن في المجتمع؛ لتحقيق مآربهم وتنفيذ مخططاتهم القذرة. وتتطلب وحدة الوطن في هذا الوقت من كل مواطن ومواطنة في هذا البلد الكريم وعياً حاضراً، ويقظة دائمة، لكشف مخططات مهددات وحدة الوطن، والحرص على عدم الإنجراف والإنصات لما يروج له الحاقدون والمتربصون، ويعتصر القلب أسفاً أنّهم من أبناء الوطن، لكنهم ضلوا الطريق، وأصبحوا يتبنون ما تنعق به أبواق الحقد والكراهية لهذا الوطن من خارجه، من المأجورين، والحاقدين، على اللحمة، والأمن، والإزدهار، الذي تعيشه بلادنا ومواطنيها. وسطية دينية وقال "حسين القحطاني" -أديب وصحفي-: "حقق الملك عبدالعزيز بهذه الوحدة نقلة فكرية، وحضارية، واجتماعية، واقتصادية، لبلد مترامي الأطراف، مختلف اللهجات، والعادات والطقوس الحياتية، وتمكن من خلق لحمة وطنية حقيقية، وهذا لم يأت من فراغ؛ لأنّ تحويل بلد من شتات إلى وطن واحد ما كان ليتحقق بالشكل النموذجي الذي نراه إلاّ من خلال حكمة الموحد، التي منحه إياها الله -عزّ وجل-، ومن خلال ما قدمه من لبنات بناء وتنمية، ساهمت في مدنية المجتمع، وصناعة وطن متكامل، يستمد منهجه من كتاب الله وسنة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- وإنشاء المؤسسات الوطنية النابعة من إطار البعد الديني الوسطي، البعيد عن الغلو والتزمت؛ مما أحدث متغيرات ايدولوجية على المجتمع ساهمت في وحدته". محاربة التعصب وأضاف "القحطاني": "لا شك أنّ هذه الوحدة النموذجية تواجه اليوم بمهددات مختلفة نتيجة الحسد الذي يضمره البعض لهذا الوطن ويسعى لهدم وحدته وتماسكه، ولكن هؤلاء الحاقدين سترتد حرابهم إلى نحورهم، من خلال ما يتمتع به المجتمع من ثوابت راسخة، ودولة محمية في إطار مجتمع متكامل، ولعل هذا يقودنا إلى حديث خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله-، وهو يؤكّد على أنّ كل من يحمل هوية وطنية له كل المميزات، وليس لدينا مواطن من درجة أولى ودرجة ثانية، وهذه الثوابت الناصعة لا نجدها في أي بلد، حتى في البلدان التي تدّعي الديموقراطية فيها تفريق بين فئات شعبها، ولا شك أنّ هناك منقصات، ولكنها لن تصل إلى تفكيك الوطن، أو تفكيك وحدته؛ لأنّ هذه الوحدة أصبحت وساماً وتاجاً على رأس كل مواطن، وسيدافع عنها بالغالي والنفيس، وسيعمل على حمايتها من كل هذه المنقصات، مثل بعض المهرجانات التي تساهم في إحياء النعرة القبلية، وبعض القنوات التلفزيونية الفضائية التي تساهم في تكريس العنصرية، ولكن الوطن والمجتمع سيرقى فوق كل هذه الترهات". وعي المجتمع وأشار "القحطاني" إلى أنّ وحدة الوطن ليست سلعة للمزايدة أو المراهنة عليها، وهي مكتسب غير قابل للمساومة، وكل مواطن يدرك أنّ وحدة الوطن هي شرفه وتاجه الذي يفاخر به، وهي التي فجرت ينابيع الخير والازدهار في جميع أرجاء الوطن، وحققت له أمنه، واستقراره، وانطلاقته الحضارية نحو المستقبل، وساهمت في بناء المجتمع على مرتكزات دينية وأخلاقية، ترفض التشرذم، والتشتت، والتمزق، والعصبية بكل أشكالها، مبيّناً أنّ وعي المجتمع في زمن التخبطات اليوم مطلب ملح ومهم؛ للخروج بالوطن من من هذه الزوابع والإشكالات سليماً محافظاً على لحمته واستقراره، مشدداً على أنّ مهددات وحدة الوطن ليست خفية على المواطن، ويجب أن لا تترك فرصة للكارهين للوطن، واستقراره أن ينالوا من وحدة الوطن، أو يستغلوا بعض الوسائل الإعلامية الرخيصة والحاقدة لبث سمومهم، معتبراً أنّها المسألة هنا ليست شعارات أو عواطف وقتية، وإنما هي مسألة حب حقيقي، يتضح من خلال الأفعال، والأقوال، والتوجهات، للحفاظ على مكتسبات الوطن ووحدته، من خلال الإرتقاء بالوطن فوق التعصب القبلي أو المناطقي العفن، وقبل هذا وذاك نبذ التعصب الديني، الذي يفتت لحمة المواطنين، ويدعو لتكفير الناس، والنيل من إيمانهم ودينهم حسب أهواء أشخاص يريدون تفكيك لحمة الوطن، وزرع البغضاء والكراهية بين أفراد المجتمع. تهديد المنجزات وشدد "القحطاني" على أنّ وحدة الوطن وحماية مكتسباته التاريخية يجب أن تكون هدفاً نعمل عليه جميعاً، ولعل في أولويات تكريس هذه اللحمة والوحدة، وحمايتها من أي مهددات، إلى جانب ضرورة أن يكون الانتماء للوطن عند كل فرد في المجتمع في أعلى درجاته؛ لأنّ ذلك سيدفع الإنسان لخدمة وطنه بإخلاص، وتفاني، وأمانة، وصدق، وأن تكون غيرته على وحدة وطنه في أعلى مستوياتها، بهدف نمو الوطن ورقيه؛لأنّه متى ضعف الإنتماء للوطن قل العطاء، وأصبح كل فرد يبحث عن مصلحته بالدرجة الأولى، حتى لو جاء ذلك على حساب مصلحة الوطن والمجتمع بأسره، وأدى ذلك إلى تقويض الكثير من منجزات الوطن وتهديد وحدته. معايير موضوعية وأكّد "د.نايف الشريف" -أستاذ جامعي- على أهمية وضع خطة شاملة من قبل الدولة، تعالج متطلبات الإصلاح وصون المجتمع من مخاطر التدخل الخارجي، وهذا بدوره يستلزم إيجاد خطة واضحة تعالج الإعلام المسيس، بالإضافة إلى إيجاد موقف موحد مع دول الخليج الأخرى تجاه المهددات الأمنية المشتركة، مطالباً بوضع خطة واضحة تعالج مشكلة البطالة في المجتمع بصورة أكثر فاعلية، مع محاربة الفساد المالي والإداري، لافتاً إلى أنّ حماية وحدة الوطن من أي مهددات يستوجب نبذ التعصب القبلي والمناطقي، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، حمايةً للوطن، وتحقيقاً لنموه وتطوره بالصورة التي تحمي مكتسباته الوطنية والاجتماعية.

مشاركة :