المنامة – سلطت الجلسات العامة لمنتدى حوار المنامة 14 التي انعقدت بمملكة البحرين من الجمعة إلى الأحد، الضوء على مناقشة السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، والعلاقات المتحولة والنظام الشرق أوسطي الناشئ، وتثبيت الاستقرار وإعادة الإعمار في المنطقة، والأمن والتنافس في منطقة القرن الأفريقي. وناقش المشاركون في جلسات الحوار الخاصة التحديث والتصنيع الدفاعي في الشرق الأوسط، وأمن باب المندب، والطاقة النووية وعدم انتشار الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، والمصالح المشتركة بين آسيا والشرق الأوسط. وشارك في حوار المنامة أكثر من 50 وزيرا إضافة إلى كبار المسؤولين الحكوميين الإقليميين والدوليين، السياسيين والعسكريين، الذين يمثلون 25 دولة من مختلف أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا وأميركا الشمالية من أجل مناقشة التحديات الأمنية الأكثر إلحاحا في الشرق الأوسط والتطورات المرتبطة بمجالات الأمن والدفاع والسياسة الخارجية في المنطقة. وانعقدت قمة هذا العام في ظروف استثنائية إذ تعي مملكة البحرين بحجم الضغوط التي تتعرض إليها المنطقة العربية من الإرهاب إلى الدور الإيراني التخريبي إلى تواطؤ قطر، والطموح التركي بالتوسع على حساب المصالح العربية. وتدرك أن أبرز تحديات المنطقة والعالم، هي قضية “إعادة ترتيب الشرق الأوسط”، حيث خصص المنتدى فعالياته وجلساته لبحث هذا الموضوع بأبعاده المختلفة. وحملت الجلسة الختامية العامة لحوار المنامة، الأحد، عنوان “اجتياز التغير الجيوسياسي: الشرق الأوسط في السياق العالمي”. وتطرق ديفيد جوردون مستشار أول للجغرافيا الاقتصادية والاستراتيجية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، خلال الجلسة الختامية، إلى ثلاثة مواضيع وهي “العلاقة بين الشرق الأوسط وجمهورية الصين الشعبية”، و”العلاقات الصينية الأميركية” بالإضافة إلى “تطور استراتيجية الصين حول طريق الحرير”. وأكدت فيرجينيا كمولي ، زميل وباحث أول في الصراع والأمن والتنمية بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، خلال جلسة “الأمن والتنافس في منطقة القرن الأفريقي” أن حوار المنامة في نسخته الأخيرة قدم فرصا كبيرة لاكتشاف آفاق جديدة في القارة الأفريقية. وأشادت باتفاقية السلام الذي توصلت إليها إثيوبيا وإريتريا بعد سنوات من الصراع وقد كان للسعودية دور كبير في التوصل إلى هذا السلام بفضل الجهود التي بذلتها في هذا الصدد، موضحة بأن الاتحاد الأفريقي يبقى مؤسسة قوية جدا وأن العلاقات بين القرن الأفريقي ودول الخليج العربية في ازدهار. من جهته أكد الفريق المتقاعد توماس بيكيت المدير التنفيذي للمعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في الشرق الأوسط، أن الإرهاب من بين التحديات التي تواجه هذه المنطقة، لذا وجب إقامة التحالفات لمواجهة هذا الإرهاب. وأضاف أن سياسة الولايات المتحدة الأميركية تركز على ضمان هزيمة تنظيم داعش الإرهابي بالإضافة إلى انسحاب القوى التي تقودها إيران داخل الأراضي السورية وضرورة تفعيل أداة إعادة الإعمار للحد من النزاعات وإعادة الاستقرار إلى الشعب السوري. أكدت السعودية والبحرين إن دول الخليج العربية تلعب دورا مهما في الحفاظ على الاستقرار بالشرق الأوسط من خلال مواجهة الرؤية "الظلامية" الإيرانية وقال وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة السبت أمام المؤتمر إن مجلس التعاون لدول الخليج العربية “يعد دعامة للاستقرار الإقليمي وأهم عنصر، إلى جانب جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية، في مساعدة المنطقة على الاستقرار”. وأضاف أن التحالف الأمني الخليجي المزمع تشكيله، والذي يضم مصر أيضا، سيكون في طور العمل بحلول العام المقبل. ويهدف “تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي” إلى مواجهة خطر إيران ومعضلة التطرف. وقال الوزير البحريني الشيخ خالد “هذا التحالف سيسهم في تعزيز الأمن والازدهار في المنطقة وسيكون مفتوحا أمام من يقبلون بمبادئه” مشيرا إلى أن التحالف سيشمل أيضا التعاون في الملفات الاقتصادية. وأكدت السعودية والبحرين السبت إن دول الخليج العربية تلعب دورا مهما في الحفاظ على الاستقرار بالشرق الأوسط من خلال مواجهة الرؤية “الظلامية” الإيرانية، وذلك في وقت تواجه فيه الرياض أسوأ أزمة سياسية منذ عقود نتيجة حملة إعلامية شرسة ضدها، استغلت قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي لاستهدافها وتشويه صورتها أمام الرأي العام الدولي. وشددت السعودية والبحرين في أشغال المنتدى على التزامهما الصارم بتقوية مجلس التعاون لدول الخليج العربية، باعتباره المؤسسة الخليجية الأهم، وأكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أن منطقة الشرق الأوسط تشهد نزاعات كثيرة وحربا على الإرهاب مستمرة منذ سنوات، وتلك النزاعات تقودها محاولات لتغيير النظام الإقليمي والسيطرة على الشرق الأوسط، مشددا على أن المتورطين في قضية الصحافي السعودي جمال خاشقجي سيحاكمون داخل المملكة العربية السعودية. وأضاف الجبير أن علاقات السعودية مع الولايات المتحدة “صلبة وثابتة” وسط ما وصفه بأنه “هيستيريا إعلامية” في شأن مقتل خاشقجي بالقنصلية السعودية بإسطنبول في الثاني من أكتوبر الحالي، وقال الوزير أيضا إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تتبع سياسة خارجية “عقلانية وواقعية” يمكن أن تدعمها كل الدول الخليجية العربية. وقال وزير خارجية البحرين، إن المنامة ملتزمة بجعل مجلس التعاون الخليجي ركيزة للاستقرار الإقليمي، مضيفا أن “السعودية هي ملاذ للاستقرار وللرؤية المستقبلية لمنطقتنا”.
مشاركة :