ساد التفاؤل الحذر أوساط المعارضة السورية بنتائج القمة الروسية- التركية- الفرنسية- الألمانية التي عقدت في إسطنبول أول من أمس، وإن كان غياب واشنطن عن القمة أثار جدلاً حول قدرة الأطراف الأربعة التأثير في الملف السوري. وكان «إعلان إسطنبول»، الذي صدر في ختام القمة الرباعية شدد على «دعم الحل السياسي» في سورية و «وقف نار دائم في إدلب». وحض القادة على «تأسيس لجنة صوغ الدستور السوري قبل نهاية العام. وتعهدوا بـ «العمل على تشجع حل سياسي يحقق السلام والاستقرار» في سورية. ولفت القادة إلى «أهمية زيادة التنسيق بين المبادرات الدولية كافة الرامية إلى إيجاد حل مستدام للنزاع السوري». وفيما أثنت المملكة الأردنية على لسان الناطقة باسم حكومتها جمانة غنيمات، بنتائج القمة التي «تنسجم مع مطلب المملكة وموقفها الدائم في إنهاء الأزمة السورية وحلها فقط عبر الخيار السياسي». قال لـ «الحياة» الناطق باسم الائتلاف السوري المعارض أنس العبدة إن «نتائج القمة الرباعية تبدو إيجابية وتدعو للتفاؤل، من حيث التأكيد على مرجعية القرار الدولي رقم 2254، والترحيب مجدداً باتفاق إدلب وما تحقق من بنود سواء ما يتعلق بسحب السلاح الثقيل، وانسحاب المنظمات المصنفة إرهابية من المنطقة العازلة، والتوضيح بأن أي عودة للاجئين يجب أن تكون طوعية وتوفير بيئة آمنة وظروف ملائمة وفق القانون الدولي، وبمشاركة الأمم المتحدة من خلال المفوضية العليا للاجئين». ورأى أن «هذة القمة من خلال مشاركة طرفين أساسيين من مجموعة آستانة، وعضوين أساسيين من المجموعة المصغرة، ترسم ملامحة توافق مهم لكلا المجموعتين حول القضايا الأساسية المتعلقة بالقضية السورية، وسيكون لها أثر في دفع العملية السياسية قدماً». وبالمثل اعتبر الناطق باسم «هيئة التفاوض» السورية يحي العريضي أن «ما يميز القمة حضور طرفين من مجموعة آستانة، وعضوين من المجموعة المصغرة، وهذا مهم لكسر الهوة بين الفريقين، على رغم غياب الثقل الأميركي عن القمة». وقال لـ «الحياة»: «المحصلة النهائية تصب في اتجاة السلام كخيار أساسي وحيداً للحل القضية السورية. وأن الخيار العسكري الذي يطمح النظام في الاستمرار في انتهاجه يحول من دونه صعوبات عدة وروسيا ليست مستعده لهذا الاستنزاف. هي فعلت كل ما بوسعها على الصعيد العسكري والآن جاء الوقت للدور السياسي. استمرار التوتر سيؤدي إلى خسارة موسكو كل شئ». ولفت إلى أن «ألمانيا وفرنسا تتحكمان في ملف عودة اللاجئين والإعمار، وهذا أحد هواجس (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين، وهو في حاجة إلى التقدم في هذا الملف، حيث شددت القمة على التقدم في الحل السياسي الذي من خلاله يوفر بيئة آمنة وصحية لعودة اللاجئين». وأضاف: «القمة توافقية وهو شيء إيجابي صحيح وإن كان لكل دولة من الأربع أجندتها الخاصة، لكن في المحصلة النهائية تم التأكيد على المضي في الحل السياسي». وأضاف: «من مصلحة روسيا أن تكون منسجم مع الأمم المتحدة ولا ترهن نفسها للنظام. النظام السوري يستطيع عرقلة الجهود السلمية التي ترمي للوصول إلى حل، لكنه لا يملك السيادة إطلاقاً وستتعامل روسيا لاحقاً مع تأثير عرقلته». أما رئيس «تيار الدولة السورية» لؤي حسين فقال لـ «الحياة»: «لا أعتقد أن لهذة القمة أهمية كبيرة على الوضع السوري، كان الهدف منها منذ بداية الإعلان عن الترتيب لها تكريس الإعتراف لروسيا بوصايتها على سورية، وأن يدها الطولى، لكن مع دخول الأميركان على الخط، بات ينقص هذة القمة مقعداً خامساً للجانب الأميركي. وبالتالي لا يصح أي قرارات تصدر من دون أن تقول واشنطن كلمتها». وأضاف: «اعتقد أن نتائج القمة كسيحة غير قادرة على السير. فرنسا وألمانيا لن تسيران خلافاً لما تريدة الإدراة الأميركية في سورية. وبقدر ما تركيا أيضاً لن تسير بعيداً من التوجهة الأميركي». ولفت إلى أن «من النتائج التي قيل إنها ظهرت عن القمة التسريع في تشكيل لجنة الدستور، وأنا اعتقد أننا لسنا على مشارف تشكيل هذة اللجنة بعدما وضع الروس أشكالاً جديداً في الملفـ وهو ما أثاره (وزير الخارجية السوري) وليد المعلم بالسيادة السورية على اللجنة، وبالتالي هذه نقطة يمكن ان تأخذ الكثير من الجدل وتقويض تشكيل هذة اللجنة». وزاد: «لا اعتقد أن الدول الأربع قادرة على السير حتى لو كانت تستحضر إيران، والأطراف الأربعة لم تنكر هذا، بل أكدت على الدور الإيراني. هذة القمة ليس لها أي تأثير مهم على الملف السوري. نحن بانتظار ماذا سيقول الأميركان بعد عودتهم إلى سورية».
مشاركة :