وسط أجواء تراثية وبحضور عدد كبير من ملاك الإبل وجمهور التراث، وعلى وقع الأهازيج الشعبية والأغاني الوطنية فرحاً بالفوز والناموس، اختتمت في منطقة رزين بإمارة أبوظبي أمس فعاليات الدورة الحادية عشرة لمزاينة رزين للإبل لفئتي المحليات الأصايل والمجاهيم.وحققت المزاينة التي أقيمت بدعم ومشاركة عدد كبير من ملاك الإبل بدولة الإمارات، والمؤسسات الوطنية، واستمرت فعالياتها لمدة خمسة أيام، نجاحاً كبيراً وأصداء واسعة، باعتبارها من أهم المزاينات الفرعية والتأهيلية للمهرجانات الكبرى والخاصة بملاك الإبل من دولة الإمارات، وشهدت كافة أشواط المزاينة مشاركة عدد كبير من ملاك الإبل الأصايل والمجاهيم الذين تنافسوا لنيل المراكز الأولى والجوائز الكبرى، حيث تم تخصيص جوائز قيّمة لأصحاب المراكز الأولى، من سيارات ورموز ومبالغ نقدية، كما شهدت كافة أيام المزاينة حضوراً جماهيرياً كثيفاً وتغطية إعلامية مميزة.وتهدف مزاينة رزين إلى المحافظة على الإبل كجزء مهم من موروثنا العريق، وتؤكد عراقة التقاليد العربية الأصيلة لدولة الإمارات، كما تترجم حرص واهتمام القيادة الرشيدة ودعمها اللامحدود للمهرجانات الخاصة بالإبل باعتبارها ركناً مهماً من المنظومة التراثية، وكذلك دورها في غرس المحبة والألفة والتلاحم بين أبناء الوطن.واشتملت المزاينة في دورتها الحادية عشرة على 44 شوطاً لفئتي المحليات الأصايل والمجاهيم؛ بواقع 21 شوطاً لكل فئة، من سنّ المفاريد ولغاية سنّ الحول، وقد حرصت اللجنة المنظمة في هذه الدورة على التنويع في الأشواط، من أجل إتاحة الفرصة أمام أكبر عدد من الملاك للمشاركة وتحقيق الفائدة، والوقوف على مدى جاهزية مطاياتهم وقدرتها على المنافسة في ساحات المزاينة.واختتمت فعاليات المزاينة يوم أمس بشوطي «الجمل 10» لفئة المجاهيم، و«الجمل 5» لفئة الأصايل، وشوط التميز وشوط الثلاث «إنتاج العزبة» لفئتي المحليات والمجاهيم، والذي تم استحداثها في هذه الدورة، والتي شهدت مشاركة كبيرة من طرف أهم الملاك، ومنافسة قوية وحماساً كبيراً.وفي ختام المهرجان قام فرج بن علي بن حموده الظاهري، أحد أكبر الداعمين لمزاينة رزين منذ دورتها الأولى، وصالح بن عيد المنهالي رئيس اللجنة المنظمة للمزاينة بتكريم الفائزين وأعضاء لجان التنظيم والتحكيم والتشبية وممثلي وسائل الإعلام.وأعرب فرج بن علي بن حمودة الظاهري، أكبر الداعمين لهذه المزاينة، ومسابقات المزاينة والركض في أهم الميادين، عن سعادته بالنجاح الذي حققته هذه الدورة من المزاينة، وأكد أن هذه الدورة جاءت مختلفة من حيث التنظيم والإدارة وعدد الأشواط وتنوعها وقيمة جوائزها.وقال: حرصنا أن تأتي هذه الدورة مختلفة ونحن نعيش احتفالية عام زايد الخير، لنؤكد أننا ما زلنا نسير على خطاه في الحفاظ على موروثنا من الإبل التي تشكل أحد أهم أركان موروثنا العريق، فقد كان الشيخ زايد، طيَّب الله ثراه، أول من اهتم بالإبل وأنشأ لها الميادين وخصص لها الجوائز الكبرى، وشجعنا للحفاظ عليها والاهتمام بها باعتبارها جزءاً من هويتنا الوطنية بما قدمت من خدمات لآبائنا وأجدادنا، والآن وبفضل الرؤية المسقبلية والحكيمة للمغفور له الشيخ زايد، رحمه الله، فقد وصلت الإبل إلى مكانة مرموقة وأصبحت تحتل الصدارة في المشهد التراثي على مدار العام، ونحن سائرون على خطى زايد،طيَّب الله ثراه، للحفاظ على هذا الموروث وتقديم كافة أساليب الدعم له ليحافظ على مكانته وينتقل من جيل إلى جيل بكل أمانة. صالح بن عيد: نقلة نوعية في مسيرة رزين توجه صالح بن عيد المنهالي رئيس اللجنة المنظمة لمزاينة رزين، بالشكر والتقدير للقيادة الرشيدة وأصحاب السمو الشيوخ لاهتمامهم بالموروث والدعم الكبير الذي تحظى به مهرجانات الإبل، ما شجع جميع الملاك على المشاركة بكثافة في هذه الفعاليات ومنها مزاينة رزين للإبل المحليات والمجاهيم.وأوضح ابن عيد أن اللجنة المنظمة حرصت في هذه الدورة على تطوير المزاينة والارتقاء بها من خلال تنوع الأشواط وقيمة الجوائز، والعمل على منح الفرصة وإفساح المجال أمام جميع الملاك للمشاركة وتحقيق الفائدة، ضمن منافسات شفافة ونتائج ترضي الجميع.وأكد ابن عيد أن اللجنة المنظمة ركزت في هذه الدورة على التنوع في الأشواط وإضافة أشواط جديدة، ما شكل نقلة نوعية في مسيرة المزاينة التي انطلقت قبل أحد عشر عاماً، وما زالت تحتل مكانة مميزة في ساحة المزاينات وتحظى بإقبال كبير من طرف ملاك الإبل في دولة الإمارات، الذين يحرصون على المشاركة بكثافة والدفع بأجمل ما يملكون من مطايا باعتبار مزاينة رزين هي باكورة مزاينات الموسم والميدان الحقيقي لتقييم المطايا.
مشاركة :