القدس- بدأ الإسرائيليون التصويت الثلاثاء في انتخابات بلدية تشهد مشاركة الدروز في هضبة الجولان للمرة الأولى منذ احتلاله في 1967، بينما يسعى مرشح مقرب من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو للفوز بمنصب رئيس بلدية القدس. وفتحت صناديق الاقتراع الساعة 07:00 ويستمر التصويت حتى الساعة 22:00 بالتوقيت المحلي. ولا يتوقع أن تصدر النتائج الرسمية قبل الأربعاء. وقال إيمانويل عطية الذي أدلى بصوته صباح الثلاثاء في مستوطنة أليعازر قرب القدس في الضفة الغربية المحتلة "أكثر ما يهم هو تحسين الظروف المعيشية اليومية للسكان". وتجمع مئات الدروز العرب، بعضهم يحمل الأعلام السورية، خارج بوابات مركز اقتراع في محاولة لمنع سكان بلدتهم من الإدلاء بأصواتهم في انتخابات بلدية. وفتح أفراد الشرطة الإسرائيلية الذين يرتدون الخوذات ويحملون قاذفات قنابل الغاز المسيل للدموع ممرا للناخبين خارج مركز الاقتراع في بلدة مجدل شمس. غرف خالية بعض الناخبين تمكنوا من المرور وسط الاحتجاجبعض الناخبين تمكنوا من المرور وسط الاحتجاج وداخل المبنى جلس مسؤولو الانتخابات في الغرف الخالية من الناس تقريبا وسط صناديق الاقتراع الزرقاء التي تحمل شارة إسرائيل. وتمكن بعض الناخبين من المرور وسط الاحتجاج. وينظر إلى انتخابات البلديات والمجالس المحلية التي تجري كل خمسة أعوام في إسرائيل على أنها شأن محلي بمعظمه يحمل انعكاسات محدودة على الصعيد الوطني، رغم أنها شكلت في الماضي منصة انطلاق لسياسيين يحملون طموحات على الصعيد الوطني. ويعد العنصر الجديد البارز في انتخابات الثلاثاء إدلاء أبناء الأقلية الدرزية بأصواتهم في أربع بلدات في الجولان للمرة الأولى منذ احتلت اسرائيل الهضبة. ويأتي تنظيم الانتخابات في بلدات مجدل شمس وبقعاتا وعين قنية ومسعدة بعدما قدم محامون دروز شكوى أمام المحكمة العليا الإسرائيلية للحصول على قرار بإجرائها، إذ كانت اسرائيل في السابق هي التي تعين المسؤولين المحليين في القرى. لكن الانتخابات أثارت جدلاً في الأوساط الدرزية حيث يخشى كثيرون ممن يشعرون بأنهم على ارتباط بسوريا من أن تكون اسرائيل تسعى عبر الاقتراع إلى إضفاء شرعية على سيطرتها على الهضبة السورية التي لم يعترف المجتمع الدولي بضمها من جانب الدولة العبرية. والبلدة هي أكبر تجمع للدروز في المنطقة الجبلية التي احتلتها إسرائيل من سوريا في حرب عام 1967 وضمتها عام 1981 في خطوة لا يعترف بها المجتمع الدولي. والدروز أقلية عربية مستقلة تعتنق أحد مذاهب الإسلام، ويقيم نحو 22 ألف درزي في الجولان المحتل. ويتمتع العديد من الدروز برخاء اقتصادي على الجانب الآخر من الحدود مع سوريا التي تمزقها الحرب. وعرضت عليهم إسرائيل، التي تسعى لدمجهم في المجتمع بدرجة أكبر، الحصول على الجنسية لكن أغلبهم رفض، فهم في الأغلب يعتبرون أنفسهم سوريين حتى بعد أكثر من نصف قرن من العيش تحت الحكم الإسرائيلي. مقاطعة الانتخابات الهوية سوريةالهوية سورية وحصلت حملة دعت لمقاطعة الانتخابات، بينما انسحب عدد من المرشحين. ويسري جدل مشابه في القدس الشرقية التي احتلتها اسرائيل كذلك في 1967 قبل أن تعلن ضمها. وبخلاف الانتخابات العامة، يحق لسكان القدس الشرقية الفلسطينيين الذين لم يحصلوا على الجنسية الاسرائيلية التصويت في الانتخابات المحلية، لكن الأغلبية يختارون مقاطعة العملية الانتخابية للتعبير عن رفضهم الاعتراف بسلطة اسرائيل على هذا القسم من المدينة التي يعتبرونها عاصمة دولتهم المستقبلية. ويعيش نحو 300 ألف فلسطيني في القدس الشرقية. وبين الفلسطينيين القلة الذين ترشحوا الى الانتخابات، رمضان دبش الذي يتصدر قائمة من 12 مرشحاً عربياً يسعون للفوز بمقاعد في المجلس المحلي للمدينة. ويحمل دبش الجنسية الاسرائيلية، وهو أمر نادر بين فلسطينيي القدس، وكان المرشح عضواً سابقاً في حزب نتانياهو اليميني (الليكود). ولا يرتبط المرشحون الذين يخوضون الانتخابات البلدية عادة رسمياً بالأحزاب الوطنية، وينظمون حملاتهم مع تحالفات تشكلت محلياً. وقال جدعون راهت من معهد الديمقراطية في اسرائيل والجامعة العبرية في القدس "هناك محاولات لتحويل السياسات المحلية إلى سياسات وطنية". وأضاف "في بعض المناطق، ينظم اليمين حملات ضد العرب أو ضد العمال الأجانب. وهذه محاولة لنقل القضايا الوطنية إلى الانتخابات المحلية، إلا أنني لا أعتقد أنها ناجحة كثيراً". ويتنافس ستة مرشحين على رئاسة بلدية القدس، ما يزيد من احتمال إجراء جولة ثانية من الاقتراع في 13 نوفمبر، في حال لم يحظ أي منهم ب40 بالمئة على الأقل من الأصوات. جولة ثانية حرق البطاقات رفضا للمشاركة في الانتخاباتحرق البطاقات رفضا للمشاركة في الانتخابات ويسعى المرشحون للحلول محل نير بركات الذي يغادر المنصب بعد ولايتين، ويتوقع أن يحصل على منصب حكومي عن حزب الليكود. أما نتانياهو، فيدعم وزيره لشؤون القدس زئيف اليكين رغم صعوبة المنافسة وصعوبة التنبؤ بمن سيكون رئيس بلدية المدينة. وبين الآخرين الذين حظوا باهتمام بارز موشيه ليون المدعوم من مجموعات من اليهود الأرثوذكس المتشددين دينياً أو المرشح العلماني عوفر بركوفيتش إلى جانب مرشح الأرثوذوكس المتشددين يوسي ديتش. ويشكل اليهود الأرثوذكس المتشددين دينياً نحو 10 بالمئة من سكان اسرائيل ويتمتعون بنفوذ في القدس خصوصاً حيث كان رئيس بلدية المدينة سابقاً ينتمي إلى هذه الشريحة. لكن سيتعين على أي رئيس بلدية التعامل مع المجموعات المتباينة الممثلة في مجلس بلدية القدس الذي يضم 31 مقعداً. وأكد ناطق باسم الشرطة أنه تم نشر نحو 16 ألف شرطي ومتطوع لتأمين الانتخابات.
مشاركة :