أقيمت، مساء اليوم الأربعاء، ندوة لمناقشة كتاب "انتصار أكتوبر في الوثائق الإسرائيلية"، بالمركز القومي للترجمة، بحضور كل من اللواء محمود طلحة، اللواء محمد عبدالمقصود، اللواء وائل ربيع، والكاتب الدكتور إبراهيم البحيري، والدكتور أنور مغيث مدير المركز القومي للترجمة. وناقشت الندوة عدة محاور تتعلق بحرب أكتوبر من حيث النظرة الإسرائيلية لها وما كتبته السطور الإسرائيلية عن حرب أكتوبر.وقال أنور مغيث مدير المركز القومي للترجمة عن ندوة انتصارات أكتوبر: "هي ذكرى سنوية نحتفل بها فخرًا في كل عام فرحين بما قدمته قواتنا المسلحة في أكتوبر 1973".وتابع "مغيث" أن المركز القومي للترجمة حريص على الوثائق الخاصة السرية كي يتاح الاطلاع عليها من قبل الباحثين.وتقدم "مغيث" بوافر الشكر لكل من يعملون بالترجمة لمثل هذه الأشياء التي ترسخ تاريخ مصر ونتاج أبنائها البواسل في الأذهان.ومن جانبه قال الكاتب الدكتور إبراهيم البحراوي إن المقاتل المصري هو من هزم الهكسوس في عهد الفراعنة، وهو من هزم التتار، وهو من هزم الصليبيين في عهد صلاح الدين الأيوبي. وأضاف أن المقاتل المصري هو الذي هزم الهكسوس الجدد في أكتوبر 1973 على أرض سيناء، والمقاتل المصري ما زال حتى يومنا هذا يقاتل من أجل الوطن، ومن أجل أمنه واستقراره. وتابع "البحراوي" خلال كلمته أن المقاتل المصري هو من الجندي إلى المشير، والمقاتل المصري هو من يطعمنا في السلم ويحمينا في الحرب فلكل مقاتل مصري قديما وحديثا كل التحية والتقدير. وأوضح أن الزعيم الراحل أنور السادات بذكائه ودهائه أوهم العدو الصهيوني بأنه ضعيف ويخشى الحرب، وقام بخداعهم؛ حيث تأكدت إسرائيل أننا لن نحارب الى أن نجح في خطته وقام بالضربة القاضية للعدوان. بينما قال اللواء محمود طلحة، أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة: إن كل ما يتعلق بإسرائيل في انتصار أكتوبر في الوثائق الإسرائيلية، مصدره إسرائيل ذاتها، وانه قام بكتابتها قاده إسرائيل آنذاك ولا تدخل لنا فيها سوى ترجمتها بعد الحصول عليها من إسرائيل. وأضاف" طلحة" كتبت قادة إسرائيل أن حرب أكتوبر تختلف عن كل الحروب، وكان لنا التحرك امرا سهلًا، مستعرضا بعضًا من مقولات وزير الدفاع الإسرائيلي حول الصدمة التي مروا بها في أكتوبر 73. كما قام باستعراض الخطة الإسرائيلية، وكيف تعاملت معهم قواتنا المسلحة في حرب أكتوبر 1973.وتابع "طلحه" خلال مشاركته بندوة "انتصار أكتوبر في الوثائق الإسرائيلية" انه قد تم إقناع اسرائيل بان حربهم دون جدوى ولا، يمكنهم احتلال مصر. وأكد "طلحه" فيما يتعلق بخطة الخداع الاستراتيجي كانت مائة وخمسون مخططًا، تم تنفيذ منهم مائة وخمس وثلاثون مخطط فقط. وأضاف "طلحة" كان لا يعلم أحد ما يدور في رأس "السادات" وكان للزعيم الجرأة في التخطيط، والتي لا يتوقعها أحد، وهذا ما حقق النصر في أكتوبر 1973. ومن بعده تحدث اللواء محمد عبدالمقصود، أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، قائلا: عندما قرأت الوثائق الإسرائيلية التي تحدثت عن حرب أكتوبر شعرت بفخر شديد، وأن حرب أكتوبر المجيدة 1973 هي معجزة بكل المقاييس، لكننا حتى الأن لم نوثقها أدبيا كما تستحق. وأضاف "عبدالمقصود" أن قمة العظمة التي شهدتها القوات المسلحة المصرية أن مخابراتنا كانت تمدنا بالمعلومات الدقيقة تجاه الجيش الإسرائيلي وكانت تعكس لنا الصورة عن الجيش الإسرائيلي والصورة الواقعية لأسلحتهم وقواتهم، وليس بتلك الصورة البسيطة التي نشاهدها في الأفلام. وأضاف "عبدالمقصود" أن خطة الخداع الاستراتيجي لن يكررها التاريخ مرة أخرى، ومن بين خطته بث برنامج باللغة العبرية ضمن برامج الإذاعة المصرية لإيهام العدو برغبة مصر بالبعد عن الحرب.وأوضح "عبدالمقصود" أن إسرائيل عندما استحوذت على ثلاث أضعاف أرضها من أرض مصر ملئهم الغرور، وتكرار المناورات العسكرية المصرية أكد لهم عدم استعدادنا للدخول في معركة، وأن ما يحدث ماهو إلا مناورات دون جدوى. واستطرد: عندما قامت قواتنا المسلحة بتنفيذ خطتها حققنا النصر، وأكدت مصر لإسرائيل بأنها لم ولن تقدر على اختراق الأرض المصرية أو احتلالها او التغلب عليها، وذكر رئيس الدفاع الإسرائيلي بأن مصر تفوقت على إسرائيل بكل المقاييس. وأكد "عبدالمقصود" أنه لن يكون هناك سلام في المنطقة دون تدخل مصر أو دون أن يكون لمصر دورا أكيدا هاما ورسميًا في تحقيق هذا السلم.واختتم اللقاء اللواء وائل ربيع مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية، وعضو مركز الدراسات الإسرائيلية بجامعة الزقازيق، قائلا: إن كتاب "انتصارات أكتوبر في الوثائق الإسرائيلية" كتاب به كم هائل من المعلومات التي دونتها إسرائيل عن قوه ومتانه الجيش المصري، لذلك يعد من المؤلفات الهامة والمميزة.
مشاركة :