الإعدام للمؤذن قاتل إمام مسجد بن شدة بإجماع الآراء

  • 11/1/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

44 يوما فقط استغرقتها المحكمة الكبرى الجنائية الأولى لتسدل الستار على قضية قاتل إمام مسجد بن شدة وتقضي بإجماع الآراء بإعدام المتهم الذي صمم على اعترافاته بارتكاب الجريمة الشنعاء التي هزت المملكة نظرا لقساوتها، لتظهر على أقارب الضحية الشيخ عبدالجليل حمود علامات الارتياح بعد إصدار الحكم، مؤكدين أنه أثلج صدور أفراد عائلته بعد القصاص لروحه الطاهرة. وقال حسين خميس رئيس نيابة محافظة المحرق ان الحكم صدر حضوريا وبإجماع الآراء بمعاقبة المتهم الأول (القاتل) بالإعدام عما اسند إليه، ومعاقبة المتهم الثاني (شريكه) بالحبس سنة عما اسند إليه ومصادرة المضبوطات وأمرت بإبعاد المتهمين نهائياً عن البلاد عقب تنفيذ العقوبة، وفي الدعوى المدنية بإحالتها إلى المحكمة المدنية المختصة بلا مصاريف. وأضاف أن النيابة كانت طالبت بإنزال أقصى العقوبة بالمتهمين بعد أن وجهت الى المتهم الأول مؤذن المسجد تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار، وإخفاء جثة المجني عليه بالاشتراك مع المتهم الثاني، واسناد تهمة عدم الابلاغ عن جريمة لشريكه مع علمه بوقوعها وإعانة المتهم الأول على الفرار من وجه القضاء. خان الأمانة وقالت المحكمة في اٍسباب الحكم ان المتهم قدم من بلاده على مملكة البحرين الآمنة المطمئنة الطيب أهلها والتي لا تفرق بين مواطنيها ووافديها وأن الكل له حق الحياة والتمتع بأمنها وأمانها، باحثا عن رزقه فوسعته المملكة له هو وأفراد أسرته وأغدقت عليه من خيراتها وعمل مؤذنا للصلاة وخادما لبيت الله إلا أنه أخل بتلك المكانة ونال من قدسيتها وباشر أعمالا أخرى تمثلت في المتاجرة بالتأشيرات الخاصة ببني جلدته وتأجير العقارات، وهو ما أثر على عمله المكلف به داخل المسجد وبدأ يهمل في نظافة المسجد ويتغيب كثيرا ويغلق الباب قبل انتهاء المصلين، مما دفعه الى الاستعانة بأحد الأشخاص للعمل مكانه مقابل 100 دينار ونشب خلاف بين المتهم وبين المجني عليه دفع الأخير على أثره بشكوى ضد المتهم بإدارة الأوقاف السنية التي أمهلته شهرين للالتزام بعمله وإلا فسيتم إنهاء عمله بالمسجد. وأضافت أن المتهم كرر أفعاله وحضر الى المسجد الباحثون عنه لمطالبته بمبالغ مالية، وهو ما كان السبب في إنهاء عقده من قبل إدارة الأوقاف التي أمهلته شهرا لتدبير أموره، فعقد العزم على الانتقام من المجني عليه وبدأ يخطط لتنفيذ ما انتوى عليه ووقع اختياره على بيت الله ليكون مسرحا لجريمته وهو المكان الذى يلوذ به ضيوف الرحمن منقطعين عن صخب الدنيا باعتباره ملجأ للخائفين وإصلاحا للمتخاصمين، وفي يوم الواقعة رفع أذان الفجر بعد أن اطمأن على القطعة الحديد التي سيقتل بها المجني عليه وذهب المجني عليه للصلاة ولم يكن يدري أنها الصلاة الخاتمة، ثم استدرجه المتهم بعد الانتهاء من الصلاة وخروج المصلين بحجة إصلاح مصباح وباغته بالضرب بقطعة معدنية على رأسه ثم ثلاث ضربات على كتفه ثم قام باستخدام سكين صغير لقتل المجني عليه للتأكد من وفاته مستبيحا حرمات الله بقتل النفس الطاهرة التي حرم الله. خطة شيطانية ثم هداه تفكيره الشيطاني إلى تذكر ما كان يفعله في بلده بشأن الأضاحي حيث لديه الخبرة في تقطيعها واتخذ قراره بتقطيع الجثمان الطاهر وذهب الى أحد المتاجر ليشتري ساطورا يمكنه من تقطيع الجثة ووضعها في أكياس سوداء ثم وضعهما في برميلين ثم اغتسل من آثار الدماء ولم تطهر روحه من دنس ما ارتكبه ثم نقل الجثة إلى مكتبه وقام بتشغيل التكييف حتى لا تنبعث الرائحة وتوجه الى المسجد لرفع صلاة الظهر وكرر صلاة العصر والمغرب متجاهلا تساؤلات أهل المجني عليه، ثم أخبر زوجته ان المجني عليه اختفى، إلا أنها لم تقتنع فألحت عليه فأخبرها بأنه استأجر آخر لقتله. واستكمل خيوط الرواية التي مسها الشيطان واستأجر سيارة ووضع عليها البرميلين وتوجه إلى منطقة السكراب واتصل بصديقه الثاني وأخبره أن لديه أغراضا يريد أن يتركها في المنطقة فوافق الأخير إلا انهما تقابلا وعلم صديقه بالأمر واستقلا سيارة أخرى وطالباه بالابتعاد عن المنطقة فرفض الأخير وأنزلهم من السيارة مع البرميلين، فجاء آخر واستفسر عما بداخل البرميلين فأخبره المتهم أنها أسلاك مسروقة ويريد التخلص منها فقام بتصويرهم والسيارة، فهرب قائد السيارة وأعاد عليهم السؤال فأخبره أن بداخلها جثمان ابنه المتوفى يريد دفنه فاستغاث الأخير بآخرين وهنا أقر المتهم بالواقعة. إجماع الآراء وأشارت المحكمة الى أنه ثبت من تقرير الطب النفسي أن المتهم لا يعاني من أي أمراض او اعراض نفسية او عضوية اثناء ارتكابه الواقعة وأنه مسؤول عن أفعاله مسؤولية كاملة وتنتفي كل الاعذار المخففة الموجبة لتخفيف العقوبة، وأنه عن توافر القصد الجنائي فإن اعترافات المتهم أكدت ع أنه انتوى قتل المجني عليه نظرا لخلافات بينهما وقام بالواقعة، الأمر الذى يكون معه القصد الجنائي متوافرا في حقه، بالإضافة إلى ظرف الإصرار لدى المتهم من خلال توافر الباعث على القتل وهو الضغينة التي اختزنها المتهم في نفسه للانتقام من المجني عليه نتيجة الخلافات السابقة. وأضافت أن أعضاء المحكمة اجمعوا على إيقاع عقوبة الإعدام بالمتهم الأول جزاء وفاقا لما اقترفت يده ومصداقا لقول الله عز وجل «ولكم في القصاص حياة يا أولي الالباب لعلكم تتقون»، ولذلك حكمت المحكمة على المتهم الأول بالإعدام وبمعاقبة الثاني بالحبس سنة عما أسند إليه. يحيا العدل وعقب الحكم التقت «أخبار الخليج» أسرة الضحية الشيخ عبدالجليل حمود إمام المسجد حيث طالبوا في البداية بإيصال رسالة شكر إلى جلالة الملك وسمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد ولشعب البحرين على الوقوف بجانبهم خلال الفترة الماضية، وأبدوا ارتياحهم للحكم، حيث حضر خال الضحية والد زوجته بالإضافة إلى شقيقه وآخرين. وقال شقيق الضحية لـ«أخبار الخليج» ان الحكم أراح الأسرة بأكملها وخاصة بعد القصاص لشقيقه وبعد أن اتخذ العدل مجراه، وقال انه يريد إيصال رسالة الاسرة الى جلالة الملك وسمو ولي العهد وسمو رئيس الوزراء وحكومته لشكرهم على الوقوف إلى جانبهم، موضحا أن الحكم أراح زوجة الضحية وأولاده بعد شعورهم بالعدل، وأضاف أن الحكومة ما قصرت مع العائلة في كل شيء وحققت كل ما وعدت به الأسرة بعد الواقعة، فيما أشار بكيل الزيادي شقيق زوجة الشيخ عبدالجليل وابن خاله الى أن العدل أخذ مجراه وأن الأجهزة المعنية لم تدخر جهدا في كشف الحقيقة وأنهم حتى صدور الحكم لم يصدقوا وفاة الشيخ عبدالجليل بهذه الطريقة البشعة إلا أن الحكم أشعرهم بالارتياح.

مشاركة :