أطلقت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية أمس (الثلثاء)، حملة توعية عن أخطار الزلازل البراكين في مدارس محافظة أملج، بالتعاون مع مكتب التعليم في المحافظة، قدمها فريق التوعية والتثقيف في المركز الوطني للزلازل والبراكين، وذلك ضمن برامج الهيئة التوعوية في أخطار الزلازل والبراكين والإجراءات الوقائية، بعد ما سجلت أملج تسع هزّات أرضية خلال الأيام الماضية. وأوضح المهندس البراء وديع التمراوي من وحدة التوعية والتثقيف، أن البرنامج يأتي ضمن خطة الهيئة للتوعية والتثقيف في مخاطر الزلازل والبراكين، مبيناً أن الحملة تهدف للتعريف في الظواهر الطبيعية مثل الزلازل والبراكين، وأسبابها، وأماكن حدوثها، والفوائد والأضرار الناجمة منها، وتوعية وتثقيف الطلاب ومسؤولي الأمن والسلامة المدرسية بكيفية التعامل مع الزلازل قبل وأثناء وبعد حدوثها، ونشر ثقافة استخدام كود البناء السعودي المقاوم للزلازل؛ لتقليص الخسائر في الأرواح والممتلكات، والمشاركة مع القائمين في إدارة الأمن والسلامة المدرسية لإعداد خطة للطوارئ والإخلاء والتدريب عليها، والتثقيف بدور الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي في مراقبة النشاط الزلزالي والبركاني في السعودية. وكان المركز الوطني لرصد الزلازل والبراكين، في هيئة المساحة الجيولوجية السعودية كشف قبل أيام، أن محطات الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي سجّلت تسع هزّات أرضية خلال 14 يوماً، على بعد 25 كيلومتراً جنوب شرقي مدينة أملج، وبلغت أكبر قوة في هذه الحشود 3.7 درجة على مقياس ريختر، متوقعاً استمرار هذا النشاط الزلزالي المحلي في الفترة المقبلة. وأفاد المدير العام للمركز الدكتور هاني زهران، في بيان صحافي، بأن الهيئة أبلغت مركز القيادة والسيطرة في المديرية العامة للدفاع المدني في حينه عن هذا النشاط، ومازالت تراقب عن كثب النشاط الزلزالي في هذه المنطقة من خلال عمل منسوبي المركز الوطني للزلازل والبراكين في «الهيئة» على مدار الساعة يومياً لسرعة التبليغ الفوري للجهات ذات الصلة، مشيراً إلى أن «الهيئة» اتخذت الإجراءات اللازمة لمراقبة ومتابعة المتغيرات والمستجدات، عبر إرسال فريق متخصص لإجراء القياسات الحرارية في الآبار الموجودة في المنطقة ورصد أي شقوق وتصدعات في منطقة النشاط الزلزالي. وأشار إلى أنه بعد الرجوع إلى قاعدة البيانات الزلزالية في «الهيئة»، وإجراء ربط مكاني مع الخريطة الجوية المغناطيسية لقراءة الوضع التركيبي للمنطقة، وربطها في مواقع الهزات الأرضية، اتضح وجود صدوع موازية للبحر الأحمر تأثرت بضغط المحقونات البركانية التي تحدث على بعد حوالى 50 كيلومتراً شرق منطقة الهزات الحالية التي تقع في الجزء الجنوبي الشرقي من حرة الشاقة، لافتاً إلى أن «الهيئة» لاحظت تزايداً في معدل النشاط الزلزالي جنوب شرقي حرة الشاقة في شهر ذي القعدة من العام الماضي، وذلك يرجع إلى اندفاع محقونات بركانية جديدة في المنطقة نفسها التي حدثت فيها الحشود الزلزالية في عام 2009، وأثرت هذه المحقونات البركانية الجديدة على الصدوع المجاورة لحرة الشاقة، وتسببت في إعادة تنشيط أحد الصدوع القديمة الموازية للبحر الأحمر الواقع على بعد 25 كيلومتراً جنوب شرقي أملج. وأضاف زهران أنه بالرجوع أيضاً إلى خرائط النشاط الزلزالي في هذه المنطقة خلال السنوات الماضية ومنذ عام 2007، وحتى الآن أتضح أن النشاط الزلزالي يمتد مع مرور الزمن من مواقع الزلازل الأولية داخل حرة الشاقة لعامي 2007 و2009، باتجاه خارج الحرة، إذ بدء نشاط زلزالي ملحوظ في 6 شباط (فبراير) 2017، وحتى الآن على أحد الصدوع الواقعة على بعد 84 كيلومتراً شمال أملج بالقرب من قرية حمبق، ووصل إلى مئات الهزات الأرضية، وبمقادير تراوحت بين 0.2 درجة إلى 3.7 درجات على مقياس ريختر، تلا ذلك حدوث نشاط زلزالي اعتباراً من يوم الخميس الثاني من صفر الجاري، على بعد 25 كيلومتراً جنوب شرقي أملج بقوة أقصاها 3.7 درجة على مقياس ريختر، ما يوضح أن مناطق النشاط الزلزالي في هذه المنطقة تتوسع مكانياً مع مرور الزمن مع ظهور مناطق زلزالية جديدة على بعد 84 كيلومتراً شمال أملج، و25 كيلومتراً جنوب شرقيها. ورجح المدير العام للمركز الوطني لرصد الزلازل والبراكين استمرار هذا النشاط الزلزالي المحلي في الفترة المقبلة، ولفت إلى عدم توافر أية معلومات أو دراسات عن مدى كفاءة المباني ومقاومتها للزلازل في أملج والقرى والهجر المجاورة لها، وقال: «تحسباً من استمرار تصاعد هذه الهزات الأرضية في السنوات المقبلة، توصي الهيئة بعمل دراسة ميدانية توضح مدى كفاءة المباني حتى مسافة 40 كيلومتراً حول مركز الهزة الأرضية».
مشاركة :