وصل زعيم المتمردين في جنوب السودان رياك مشار صباح أمس إلى جوبا، بعد غياب دام أكثر من سنتين، للمشاركة في احتفال لمناسبة توقيع اتفاق السلام في جنوب السودان. ويستعيد مشار بموجب الاتفاق منصب نائب الرئيس الذي كان يشغله. وهو لم يزر جوبا منذ اضطر إلى الهرب بسرعة من العاصمة في تموز (يوليو) 2016 على أثر معارك طاحنة بين رجاله والقوات الحكومية. ووصل مشار إلى مطار جوبا حوالى في التاسعة والنصف صباحاً، وكان في استقباله الرئيس سلفاكير. كما وصل الرئيس السوداني عمر البشير ورئيسة إثيوبيا الجديدة سهلي ورق زودي إلى جوبا وعدد من المسؤولين الأفارقة. ولم يعرف ما إذا كان مشار سيبقى في جوبا بعد توقيع مراسم الاتفاق، إذ إن المحيطين به عبروا عن مخاوف مرتبطة بأمنه. وقال مشار في كلمة ألقاها في المناسبة: «كان لابد لي من القدوم إلى العاصمة جوبا، للمشاركة في احتفالات السلام حتى لا يعتقد البعض بأننا في المعارضة لا نرغب بالسلام. نحن مع السلام، ولدينا إرادة سياسية قوية من أجل إعادة السلام الى جنوب السودان». وأكد أن المعارضة المسلحة وقّعت على اتفاق السلام «من أجل وقف معاناة شعب جنوب السودان الذي أرهقته الحرب في السنوات الخمس الماضية». وتابع متوجهاً إلى الحشود: «وقعنا الاتفاق من أجلكم، من أجل شعبنا المتعب من حرب طويلة». وطالب مشار رئيس بلاده سلفاكير ميارديت بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين وأسرى الحرب، ورفع حالة الطوارئ التي فرضت في البلاد خلال السنوات الخمس الماضية. وشدد على أن اتفاق السلام «سيقود نحو بناء جيش قومي لا تسيطر عليه قبيلة بعينها في دولة جنوب السودان». وسرعان ما أعلن سلفاكير إنه سيفرج اليوم عن مستشار جنوب أفريقي لمشار وعن ناطق باسم جماعة متمردة في إطار اتفاق سلام. وأشار إلى أنه سيتم إطلاق سراح جيمس جاديت الناطق باسم المتمردين ووليام إندلي الكولونيل الجنوب أفريقي السابق ومستشار مشار. وزاد: «سأطلق سراحه غدا وسيتم ترحيله إلى بلده». ودعا رئيس بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، ديفيد شيرير، حكومة جوبا والمعارضة المسلحة إلى «بناء الثقة مع المواطنين، والعمل من أجل المصالحة». وقال إن «الأمم المتحدة والمجتمع الدولي سيكرسان جهودهما لدعم الحكومة والمعارضة في دولة جنوب السودان، من أجل بناء السلام والمصالحة».
مشاركة :