أكدت الخارجية الأمريكية أنه يجب العثور على رفات الصحفي السعودي القتيل، جمال خاشقجي، وتسليمها لأفراد عائلته في أسرع وقت ممكن. وأشار نائب المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأمريكية، روبرت بالادينو، في مؤتمر صحفي عقده اليوم الخميس، إلى ضرورة تحديد مكان وجود جثة خاشقجي لنقلها إلى أسرته بأسرع ما يمكن من أجل إجراء مراسم دفن جثمان الصحفي السعودي. واختفى خاشقجي، الصحفي السعودي المتعاقد مع صحيفة "واشنطن بوست" والمعروف بمقالاته وتصريحاته التي انتقد فيها سياسات بلاده في مجالات عدة، يوم 2 أكتوبر الجاري إثر دخوله مقر قنصلية المملكة في اسطنبول التركية لإنهاء وثائق خاصة بحالته العائلية. وقدمت السلطات التركية والسعودية في البداية روايات متضاربة بشأن مكان وجود خاشقجي، الذي لم يره أحد منذ دخوله القنصلية السعودية في اسطنبول، حيث قالت أنقرة، التي تحقق رسميا في القضية منذ 2 أكتوبر، إن الصحفي لم يخرج من المبنى بينما أصرت الرياض على أنه غادره بعد وقت وجيز من إنهاء العمل المتعلق بحالته العائلية. لكن لاحقا أعلنت السعودية رسميا أن التحقيقات الأولية في قضية اختفاء خاشقجي أظهرت "وفاته" نتيجة "اشتباك بالأيدي" نجم عن شجار مع أشخاص قابلوه في القنصلية، وذكر أنه تم توقيف 18 شخصا حتى الآن في إطار التحريات وهم جميعا من الجنسية السعودية، دون الكشف عن مكان وجود جثمان الصحفي، واعترفت سلطات المملكة بأن الصحفي قتل على يد فريق أمني سعودي وصل إلى المدينة في 2 أكتوبر وضم 15 فردا، مشددة على أنهم ومن وراء هذه المجموعة "تجاوزوا صلاحياتهم" ومن ثم حاولوا "التغطية على الخطأ الجسيم الذي ارتكبوه". بدورها، أكدت النيابة العامة في اسطنبول التركية، أمس الأربعاء، أن خاشقجي قتل جراء خطة تم إعدادها مسبقا وتم تقطيع جثته والتخلص منها بهدف إخفاء الجريمة. كما أعفى العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، مجموعة مسؤولين استخباراتيين بارزين، على رأسهم نائب رئيس الاستخبارات العامة، اللواء أحمد عسيري، بالإضافة إلى المستشار بالديوان الملكي، سعود بن عبد الله القحطاني، وأمر بتشكيل لجنة برئاسة ولي العهد، محمد بن سلمان، لإعادة هيكلة الاستخبارات العامة و"تحديد صلاحياتها بدقة". وأعربت مجموعة من الدول الغربية تشمل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإسبانيا وهولندا والدنمارك وكندا عن شكوكها في رواية السعودية بشأن قضية مقتل خاشقجي، داعية لتحقيق نزيه وشفاف وشامل في الحادث. أما الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، فقد وصف في البداية التفسيرات السعودية بالجديرة بالثقة، لكنه أشار لاحقا إلى أنه "غير راض" عن أسلوب تعامل المملكة مع هذا الحادث، وذلك في الوقت الذي تتعالى فيه أصوات داخل الصفوف السياسية الأمريكية تدعو لفرض عقوبات على السعودية بسبب هذه القضية وتتهم ولي العهد السعودي بالوقوف وراءها. المصدر: وكالات
مشاركة :