تركي الفيصل يلجم المسيئين: من كان بيته من زجاج لا يلقينا بالحجارة

  • 11/2/2018
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

أكد الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، أن إخضاع العلاقات السعودية – الأمريكية لقضية خاشقجي أمر غير صحي للطرفين، لافتًا إلى أن هذه العلاقة أقوى من أن تتأثر بمثل هذه الأمور. وأوضح الفيصل ، في كلمته أمام المجلس الوطني للعلاقات الأميركية العربية في واشنطن الأربعاء الماضي، أنه يجب أن تعمل المملكة والولايات المتحدة بجدٍّ ودَأَب للحفاظ على هذه الثقة المتبادلة، فهذه العلاقة ممتدة ومتعددة المجالات وتشمل الدبلوماسية والتجارة والنفط والسلاح والاستثمار والمال والتعليم والتدريب، والعلاقة بين الشعبين، ليس هذا فقط، بل والعمل البيني لسنوات طويلة بين البلدين لإحلال السلام العالمي والسلام في الشرق الأوسط واستقرار الاستثمار العالمي واستقرار أسعار النفط، ومواجهة الإرهاب والتشدد إقليميّاً ودوليّاً؛ حسب تعبيره. وأشار الأمير تركي الفيصل إلى أن السعودية دفعت ثمناً غالياً خلال هذه السنوات الطويلة من أجل سمعتها في العالم العربي من خلال تعاونها مع السياسات الأميركية، وتحملت تلك التكلفة لأنها تؤمن بقيمة صداقتها مع الأمريكان، مبيناً أن المملكة تقدّر علاقتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة وتأمل في الحفاظ عليها، وأوضح أنه يأمل في أن تستمر أميركا في مبادلة السعودية في هذا المسعى، وأن تظلَّ أمريكا والسعودية أصدقاء وأن يتم السعي لتعزيز علاقتهما. وقال سموه: “في عصر الالتباس الاستراتيجي والشعبوية والاصطفاف، فإن الحديث عن العلاقة الأميركية السعودية يشكل تحدياً؛ فمنذ سبعة عقود الولايات المتحدة والمملكة جمعتهما علاقة خاصة، وتحالف خدم المصلحة الوطنية للبلدين خلال 70 عاماً، وهذه العلاقة المهمة استمرت وازدهرت في ظل 13 رئيساً أميركياً و6 ملوك للسعودية، فهم أقرُّوا بالمصلحة المشتركة للطرفين، رغم وجود بعض المنغصات؛ مثل أزمة النفط في عام 1973م، واليوم المأساوي الذي عصف بنا في 11 سبتمبر؛ مما أثَّر على العلاقة بعض الشيء، لكن رغم الهجمة الإعلامية المكثفة على المملكة من خلال السياسيين ومراكز البحث وأساطين الإعلام في حينها، إلا أن العلاقة تعافت وتوسَّعت”. وأضاف الفيصل : “في هذه الأيام: العلاقة السعودية الأميركية تتعرض مرة أخرى للتهديد، إن الجريمة المأساوية وغير المبررة التي حدثت في القنصلية السعودية في إسطنبول، وأزهقت روح جمال خاشقجي، رحمه الله، هي موضوع هذه الهجمة وشيطنة السعودية بالطريقة ذاتها التي حصلت بها الأزمات السابقة بين البلدين، كما أن كثافة وفظاظة هذه الهجمة غير منصفة وخبيثة. وأنا أؤكد أن المملكة ملتزمة بجلب الجُناة في هذه القضية للمثول أمام العدالة، لمحاكمة القتلة الذين خالفوا القانون، والعدالة ستأخذ مجراها”. وذكر الفيصل أن العالم اليوم يتغير ويتبدَّل، والركائز التي أرست علاقة المملكة بالولايات المتحدة يتم تحدِّيها، ولكن أهمية المملكة لم تتغير؛ فهي القطب الروحي وحجر الزاوية في العالم الإسلامي، وأكثر من 1.5 مليار مسلم حول العالم يتوجهون صوب مكة المكرمة خمس مرات يوميّاً، كما أن المملكة تلعب دوراً استراتيجيّاً مهمّاً، إقليميّاً ودوليّاً، للوصول إلى السلام والازدهار من خلال العمل مع الولايات المتحدة الأميركية والحلفاء الآخرين، لوضع حد للنزاعات في الشرق الأوسط، وتابع: “نحن نوفر ما نسبته 4% مقارنة بالناتج المحلي كمساعدات للبلدان الفقيرة، ومنذ ساعات فقط شطبت المملكة 6 مليارات دولار من الديون عن الدول الفقيرة. وبطبيعة الحال فإن قتال المملكة ضد قوى الظلام مستمر، بجانب الوقوف ضد مطامع الهيمنة الإيرانية ومكافحة الإرهاب”. واستغرب سموه من تجاهل القيم العالمية على يد أولئك الذين يحاولون إبعاد الولايات المتحدة عن السعودية، مؤكداً على أنه يجب على البلدان التي عَذَّبت وسجنت أبرياء وقتلت الآلاف من الناس في الحروب بسبب معلومات مفبركة، أن تتواضع في معاملتها مع الآخرين، وأيضاً الدول التي اضطهدت وأخفت الصحفيين وأفراداً آخرين لا ينبغي أن تدَّعي البطولة في الدفاع عن حرية التعبير؛ حسب تصريحه. مستنكراً عدم وجود حملات إعلامية مكثفة تطالب بمثول المجرمين الذين يقتلون الأطفال الفلسطينيين العزّل كل يوم من جيش الاحتلال الإسرائيلي أمام العدالة، أو الذين قتلوا 11 يهوديّاً في كنيس ببطرسبورج. وقال سمو رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية: “نحن نتمسَّك بقيمةٍ عربية أصيلة: “من كان بيته من زجاج فلا يقذف الآخرين بالحجارة”، وقيمنا الإسلامية في القرآن الكريم: {مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا}، وبالنسبة لنا: “من قتل جمال خاشقجي فكأنما قتل الناس جميعاً”.

مشاركة :