من يتزعم الشر في السنوات المقبلة؟ هل يعود تنظيم القاعدة لفرض زعامته على سلاسل الإرهاب الأسود في العالم، مستثمرا حالة الضعف التي يعيشها داعش، أم تتسع الساحة للاثنين معا، وما مستقبل التنظيمات الأخرى الصغيرة التي بدأت تتلقى ضربات مؤلمة؟ هذه الأسئلة وغيرها طرحها تقرير جديد لمركز مكافحة الإرهاب، كشف خلاله مدير المركز الدكتور دانيال ميلتون السيناريوهات المحتملة للصراع في الفترة المقبلة، وأجاب على النقاط المهمة، وأكد أنه ارتكز على 13 وثيقة من وثائق داعش الداخلية، وقدم نظرة من وراء الكواليس، وشدد على أهمية الإعلام في صراع الشر القائم بين التنظيمات الإرهابية. استخدم التقرير وثائق داخلية ومذكرات ومنشورات حصلت عليها قوات التحالف في أفغانستان لتسلط الضوء على ما يحدث داخل صناع الموت. صراع عروش الشر مع انهيار داعش أصبحت التنظيمات الإرهابية العالمية في حالة تغير مستمر، وبدلا من الدخول في مرحلة من الاندماجات أو عمليات الاستحواذ، من المرجح أن تصبح هذه التنظيمات في المستقبل المنظور تنظيمات متنافسة، وفي حين تأرجحت الثروات النسبية لداعش والقاعدة في السنوات الأخيرة، فإن التطورات في البيئة الإرهابية في سوريا زادت من حدة الخلافات القديمة بينهما في العقيدة والنهج. اعتراف العدناني وسخرية الظواهري في السنوات الأخيرة كانت التنظيمات الإرهابية العالمية في حالة تغير مستمر، فعندما أعلن داعش ما يسمى بالخلافة عام 2014، استولى على أجزاء كبيرة من سوريا والعراق، ومن ثم زاد من نشاط المتطرفين في جميع أنحاء العالم، وتوقع البعض أنه سيتفادى إلى الأبد تنظيم القاعدة، لكن بإثارة الصراع مع معظم العالم جمع داعش ائتلافا قويا ضده، ونتيجة لذلك وبحلول منتصف عام 2016، أصبح التدهور الإقليمي لداعش واسعا ومرئيا، وبدأ محللو مكافحة الإرهاب يتساءلون عما إذا كان تنظيم القاعدة يمكن أن يستعيد مكانته كحامل قياسي للحركة الإرهابية العالمية. في مايو 2016 اعترف المتحدث باسم داعش آنذاك أبومحمد العدناني بأن مجموعته يمكن طردها من معاقلها الرئيسة في سرت والرقة والموصل، بينما سخر زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري من التدهور المتصاعد لداعش. 3 سيناريوهات محتملة الأول تنظيم القاعدة سيعزز صفوفه مع أعضاء داعش المهزومين، إما عن طريق استعادة عباءة ما يسمونه بالجهاد العالمي أو دفع أيديولوجيته الخاصة لتكون أقرب إلى أيديولوجية داعش. الثاني داعش سيتكسر في مجموعات أصغر. الثالث الاندماج بين الخصمين من خلال تسوية الخلافات بين القادة وإيجاد أرضية مشتركة. تاريخ التنظيمات الإرهابية شهدت التنظيمات الإرهابية الحديثة منذ نشأتها قبل نصف قرن انقسامات كبيرة بين المجموعات، وتشعبات لها أسباب معقدة، وكما لوحظ، فإن بعض الجذور تعود إلى الاختلافات في النهج في أفغانستان بين القيادة العليا للقاعدة وأبومصعب الزرقاوي الأكثر تطرفا. جاء التوسع بعد ما حدث في 2011، قتل أسامة بن لادن، وتولى الظواهري القيادة، توترت العلاقة بين داعش والقيادات العليا للقاعدة، واتبع داعش العراق نهجا أكثر تطرفا، وحدث انشقاق صيف 2011 في سوريا، حيث أرسل عدد من أعضاء داعش إلى العراق لإنشاء مجموعة إرهابية أخرى. بداية جبهة النصرة 2011 - 2012 بدأت جبهة النصرة في ظروف متواضعة للغاية، حيث تأسست من قبل خمسة إلى سبعة مقاتلين كانوا قد سافروا من العراق بعد أربعة أشهر من اندلاع الاحتجاجات الأولى ضد نظام بشار الأسد، ووفقا لزعيمه أبومحمد الجولاني، فإن فكرة القتال في سوريا كانت قد تمت مناقشتها داخل ما تسمى بدولة العراق الإسلامية، واتخذ القرار بإقرارها من قبل القيادة العراقية، التي خصصت نصف مواردها إلى جبهة النصرة. توسع وخلافات 2012 -2014 عام 2012 وسعت جبهة النصرة من الأراضي الخاضعة لسيطرتها إلى جانب قوات أخرى مناهضة للحكومة، وأصبحت قوة رئيسة داخل التمرد السوري، ووجهة رئيسية للمقاتلين الأجانب الذين يتدفقون على البلاد، وعلى الرغم من وجود القليل من التفاصيل التي يمكن التحقق منها حول سبب الاحتكاك بينها وبين ما تسمى بدولة العراق الإسلامية، فإن كثيرا يمكن إعادة بنائه من المطالبات التي ظهرت في التنظيمين. بداية النزاع 2013 بدأ النزاع بعد رسائل سرية في سوريا تشير أن جبهة النصرة تنجرف بعيدا عن القاعدة، رفضت هذه التقارير في البداية من قبل قيادة ما يسمى بدولة العراق الإسلامية بسبب الثقة في آل الجولاني وأبومريع القحطاني، وكان في ذلك الحين ثاني أكبر شخصية في النصرة ومفتيها الأعلى، أرسلت المجموعة في العراق نائب أبوبكر البغدادي، أبوعلي الأنباري للتحقيق شخصيا في الوضع. قضى الأنباري شهرا في التجول في قواعد جبهة النصرة ومقابلة أعضائها، وخلص إلى أن الجولاني ينحرف عن التنظيم، قبل أن يتعمق النزاع. صعود داعش 2014 ساهمت مجموعة البغدادي في السيطرة على مساحات شاسعة في سوريا والعراق، مما ساهم في تفكك عدد من القوى المناهضة للحكومة في سوريا، وفي يونيو 2014 أعلنت المجموعة إقامة ما يسمى بالخلافة بعد أن استولت على مدينة الموصل. ساهمت المكاسب العسكرية المذهلة في لفت الأنظار للمجموعة، وظهرت المحاولات من الجماعات الأخرى للتخلص منها، واستمر الوضع في التدهور للقاعدة، واستمر داعش في توسيع أراضيه، وبحلول خريف عام 2014 كانت الضربات التي قادتها الولايات المتحدة ضد التحالف وفرت للمنظمة قضية أخفق الصراع السوري في تقديمها، لأن الجماعة كانت تميل إلى القتال ضد السنة، بدأ تنظيم داعش يتحول إلى منافس للقاعدة من أجل قيادة الإرهاب الأسود، وفي النهاية قام بتوجيه وتنسيق سلسلة من الهجمات الإرهابية في أوروبا، ورسح هذا التحول الاختلافات القائمة منذ فترة طويلة في التكتيكات والرؤية بين التنظيمين. تغيير الحظوظ 2015 -2018 على الرغم من صعود داعش، فإن تنظيم القاعدة ضاعف إلى حد كبير من نهجه، فبعد وقت قصير من إعلان داعش ما يسمى بالخلافة حدث الآتي: - بدت جبهة النصرة قلقة من الزخم العسكري لداعش، وفي تصريحات صوتية سربت في يوليو 2014، كشف النقاب عن خطة لتشكيل إمارة في شمال سوريا تتألف من أربعة فروع، مع «جيش متحرك» بداعي تنفيذ الشريعة في أجزاء مختلفة من سوريا. - في الأشهر الأولى من عام 2015، بدأ الوضع يتحسن بالنسبة للقاعدة وحلفائه، بعد سلسلة من المكاسب العسكرية التي طردت النظام السوري من أجزاء كبيرة من شمال غرب سوريا. - بدأ القاعدة في سوريا يبدو ناجحا من منظور الإرهابيين. - بحلول السنة التالية، كان من الواضح أن موقفه بالنسبة للدولة الإسلامية يتحسن أيضا. - كان هذا واضحا بشكل متزايد في ربيع عام 2016، عندما ضعفت قدرة داعش على الاحتفاظ بالمكان بشكل واضح. ـ مع ضعف القاعدة وداعش، ظهرت علامات على وجود أزمة تواجه هذه التنظيمات، وفي يوليو 2016 غيرت جبهة النصرة اسمها إلى جبهة فتح الشام، وهي محاولة للاندماج مع التنظيمات المتمردة ووضع مسافة بينها وبين القاعدة، ولا تزال طبيعة تغيير العلامة التجارية محل نقاش بين المحللين الذين يتتبعون التنظيم في سوريا. ـ اتفق التنظيم مع ممثلي القاعدة داخل سوريا على الإعلان عن قطع العلاقات مع أي كيان خارجي والحفاظ على الولاء للظواهري، وفي عام 2006 بدؤوا تشكيل ما يسمى بمجلس شورى المجاهدين، لكن الخدعة واجهت في وقت لاحق نكسة غير متوقعة عندما علم الظواهري بها، ورفضها وطالب بانعكاسها. مستقبل صراع داعش والقاعدة لا يوجد سبب كبير للاعتقاد بأن داعش سوف ينجذب نحو تنظيم القاعدة بعد زوال ما سموه بالخلافة، خاصة بعد أن ادعى من قبل بأنه وحده يحمل ما عده جهادا، فسيحاول على الأرجح مواصلة التمسك بهذا الوشاح، ومن المحتمل أن تحدد القدرة التنافسية، بدلا من التعاون أو التقارب، استراتيجيته للسنوات القادمة. وبالمثل، من غير المرجح أن ينجذب القاعدة نحو مجموعة تنكره عندما كان في تصاعد، بعد أن تعرض، إلى حد ما، للهزيمة وعدم المصداقية. ومن المرجح أن يكون تركيز تنظيم القاعدة مقصورا على تجنيد أعضاء داعش المحبطين، ولن يحدث أي تقارب بين تنظيمي القاعدة وداعش، ولا يتوقع حدوث أي انشقاقات واسعة النطاق بينهما. مهام المركز الإعلامي للتنظيمات الإرهابية • التوثيق من خلال جمع ما يحدث من أخبار. • نشر الإصدارات المختلفة والمجلات. • التعاون مع الإعلام العسكري. • نشر العمليات العسكرية التي تحدث لأعدائهم. • نشر أخبار الحسبة والقضاء والدعوة. ركائز الإعلام الإرهابي 01 التشفير: • اهتمت التنظيمات بالتشفير وشرحت لأعضائها أن برنامج TrueCrypt هو الأفضل في العملية. • حثت المجموعة الشباب على تشفير جميع محتوياتهم. • طمس مساحة القرص لكروت الذاكرة لتجنب استرجاعها بعد مسحها. 02 الاتصال الآمن • استخدام الوسائل الآمنة للاتصال من أجل منع عمليات التجسس. • استخدام برامج التشفير في الاتصال. 03 الحذر من وسائل التواصل الاجتماعي • إزالة الواي فاي من المكاتب الإعلامية • عدم إيصال أجهزة المونتاج بالانترنت • تجنب كشف الهويات في مواقع التواصل الاجتماعي • عدم الإشارة إلى كونهم جنودا في داعش
مشاركة :