عندما وجه الأنبا مكاريوس الشكر لمسؤولي الأمن قوبل بصيحات احتجاج من حشود غاضبة داخل إحدى كنائس المنيا أثناء تشييع جثامين ستة من الأقباط، بينهم أطفال، قتلوا في هجوم لـ"داعش" الجمعة، أثناء عودتهم من تعميد طفل بأحد الأديرة. في أجواء حزن غاضبة، شيع آلاف الأقباط في المنيا بوسط مصر اليوم السبت (الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني 2018) جثامين ستة أفراد من عائلة واحدة قتلوا على يد مسلحين وهم في طريق عودتهم من تعميد طفل في دير بمحافظة المنيا، فيما طالب أسقف عام المنيا بـ"معاقبة الجناة". وفتح المسلحون النار أمس الجمعة على حافلتين قرب دير الأنبا صموئيل المعترف في المنيا على بعد 260 كيلومترا إلى الجنوب من القاهرة فقتلوا سبعة أشخاص وأصابوا 18 شخصا آخرين بينهم أطفال، وأعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) المسؤولية عن الهجوم. وكان التنظيم الإرهابي وجماعات تابعة له قد أعلنوا مسؤوليتهم عن عدة هجمات على الأقلية المسيحية بمصر في أوقات سابقة، بما في ذلك هجوم أسفر عن مقتل 28 شخصا في نفس المنطقة تقريبا في مايو/ أيار 2017. احتجاج ورفض للعزاء ومنذ فجر السبت، احتشد مئات من الأقباط الغاضبين داخل وحول كنيسة الأمير تادرس في مدينة المنيا والتي انتشر حولها رجال أمن ملثّمون وأكثر من عشر سيارات إسعاف، لحضور جنازة الضحايا. وبعد انتهاء الصلاة، أُخرجت ستّة جثامين في توابيت بيضاء، وسط هتافات "بالروح، بالدم نفديك يا صليب". وستدفن الجثامين الستّة، وهم ينتمون كلّهم الى أسرة واحدة ومن بينهم ثلاثة أشقّاء وطفلة صغيرة، في مقابر الأقباط بإحدى ضواحي مدينة المنيا. أما القتيل السابع، وهو مسيحي انغليكاني، فتم تشييعه مساء الجمعة في قرية سودا الواقعة أيضاً بمحافظة المنيا. حزن في أوساط أقباط مصر بعد الهجوم الإرهابي على حافلتي المنيا وفي كلمة ألقاها بعيد انتهاء القدّاس الجنائزي قال الأنبا مكاريوس أسقف عام المنيا للمشيعين في كنيسة الأمير تادرس "نحن لا ننسى وعود المسؤولين، بمن فيهم رئيس الجمهورية، بمعاقبة الجناة". وقوبل الأنبا مكاريوس بصيحات احتجاج من الحضور الغاضبين عندما قدّم الشكر خلال الكلمة نفسها إلى مسؤولي الأمن . وأثناء تدفقهم من داخل الكنيسة وسط صراخ ونحيب وصلوات برفقة النعوش الستة، رفضت الحشود قبول العزاء من مسؤولين أمنيين. وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد نعى ضحايا الهجوم مساء الجمعة في تغريدة على "تويتر"، مؤكدا "عزمه على ملاحقة الجناة". ص.ش/هـ.د (أ ف ب، د ب أ، رويترز)
مشاركة :