من “الشارقة للكتاب” .. “جاسم الصحيح” يُغرد شعراً ويتحدث فكراً راوياً قصة لقائه بالملك عبدالله

  • 11/3/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أبدى الشاعر “جاسم الصحيح” فخره وعزه بكونه يلقّب بـ”شاعر الوطن”؛ وذلك بعد أن كان قد ألقى قصيدة شعرية أمام الراحل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالله العزيز -رحمه الله- وقال: “أعتقد أن كل شاعر سعودي يطمح أن يقف الموقف العظيم في حضرة وجود خادم الحرمين الشريفين، ويشارك بقصيدة وطنية في أهم مهرجان تراثي وطني وهو مهرجان الجنادرية، بالفعل كانت فرصة من أهم فرص حياتي، وأشكر كل من سعى وراء ذلك الموقف، وأوصلني له؛ فلقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز كان لقاءً حميماً؛ لأنه هو في طبيعته إنسان حميمي -تغمده الله بواسع رحمته- ويدعو دائماً إلى تشجيع الشباب والمواهب؛ حيث وجد أمامه شاعراً شاباً، فشجعه بكلماته، حيث أعتبر هذه الكلمات التشجيعية جائزة مهمة في حياتي، وأعتبرها محطة زوّدتني بالكثير من الوقود الإنساني لمواصلة مسيرتي الشعرية”. وكان الصالون الثقافي لجناح المملكة العربية السعودية بمعرض الشارقة الدولي للكتاب، وبحضور الملحق الثقافي الدكتور راشد الغياض، قد بدأ حواراً ومسامرة مع شاعر الوطن “جاسم الصحيح”، أدارها مسؤول الشؤون الثقافية والمشرف على أنشطة الجناح السعودي الدكتور محمد المسعودي، وقد تميّزت المسامرة بمجموعة من القصائد للشاعر وطرح بعض الأسئلة حول تجربته الشعرية والمشاهد الشعرية في العالم العربي. وفي البداية، سُئل الشاعر عن الفوز بجوائز شعرية، وحصد مجموعة من الإصدارات، وردّ على السؤال قائلاً: “الشاعر دائماً يكون غير مقتنع بتجربته؛ لأن القناعة ليست كنزاً لا يفنى بل موت مُحتم، وكما يُقال: الذات متى ما وصلت ماتت، فالشعور بالوصول هو شعور بالموت للأدب والشعر”. وعن تخصصه العملي كمهندس ميكانيكا والانتقال من الهندسة إلى الشعر، يقول “الصحيح”: “لا أعتقد أني انتقلت عندما تفتحت حواسي تفتحها الأول على الحياة تفتحت على الشعر والجمال، وهذه الحواس مشدودة لكل جميل في الحياة، وليست مشدودة إلى الميكانيك، فالميكانيكا جاءت في وقتٍ متأخر، ثم إنها جاءت لهدف محدد بخصوص العمل، ومن خلالها نتعامل مع أشياء مادية، بينما الشعر هو هندسة الذات، نتحدث عن عالم الإنسان وليس العالم الخارجي”. وفيما يخص دور الجوائز الشعرية في نضج الشاعر، وهل يكون للجائزة اتجاهات مختلفة، قال الشاعر: “أعتقد أن الجوائز قد تتحول إلى مكايد ضد الشاعر إذا لم يكن حذراً ومنتبهاً إلى ما يفعل تجاه هذه الجائزة، فالجائزة لا تعني أنك الأهم، ولا تعني أنك الأفضل، الجائزة تمثل ذائقة ثلاثة أشخاص في لجنة التحكيم، قرروا أن الديوان أفضل من الدواوين الأخرى، ولربما لو جاءت لجنة أخرى لتم اختيار ديوان آخر”. ويؤكد “الصحيح” من خلال سؤال عن الكثير من الشعراء الشباب أنهم وضعوه كمدرسة لا يريدون الخروج منها، قال: “أعتقد هناك مبالغة كبيرة في هذا القول، الشعراء من جيلي، ونحن محطات، وعلى الشاعر الشاب أن يمر بهذه المحطات ولا يتوقف عندها”. وعن علاقته كشاعر بمواقع التواصل الاجتماعي وخاصةً “تويتر”، يؤكد أن علاقته وصلت إلى حد أنه يمكن أن يستغني عن كل وسائل التواصل، والصحف، والمجلات، مشيراً إلى أن “تويتر” وسيلة اجتماعية لتقديم الإبداع وتقديم ذواتنا للآخرين، ويجب ألا نسيء استخدامها، فقد صنع لي “تويتر” ما صنعه لي برنامج أمير الشعراء. وقد تخلل الأمسية بعض القصائد، وكان ختام القصائد قصيدة جاءت بعنوان: إلى ابني أحمد بعد وفاة أبي.. ما لم يقلهُ لقمان الحكيم لابنه”. منذُ هُيِّئْتُ لَكْ منذُ أنْ رَاوَدَتْكَ المشيئةُ عن نفسِها وارتقيتَ على شهوتي سُلَّماً أَوْصَلَكْ! منذُ فاضَتْ مياهُ الحقيقةِ من منبعي وسَقَتْ جَدْوَلَكْ كان ماضيكَ لي غير أنَّ كثيراً من الوقتِ ما زالَ لَكْ كان ماضيكَ لي كان ضوءاً/بصيصاً وكنتُ أُحَاوِلُهُ كوكباً في فَلَكْ وفيما يراهُ النبيُّونَ كنتُ رأيتُكَ تفتحُ آفاقَ روحي وتعرجُ بين سماواتِها كالمَلَكْ وفيما يراهُ المُحِبُّونَ كنتُ رأيتُ على شُرفة الشوقِ كم نجمةٍ عانَقَتْكَ وكم قمرٍ قَبَّلَكْ فاغتفرْ لي وفي الختام، قام الملحق الثقافي السعودي الدكتور راشد الغياض، بتكريم الشاعر جاسم الصحيح.

مشاركة :