أبوظبي: علي أسعد كثّفت المصارف الإسلامية العاملة في الدولة منذ بداية العام ولغاية نهاية سبتمبر الماضي من استثماراتها في صكوك الدين التي قامت بشرائها من الحكومات والشركات والمؤسسات في القطاعين العام والخاص التي سبق لها ان أصدرتها في وقت سابق. وارتفع حجم استثمارات هذه المصارف في صكوك الدين خلال الفترة 50.7% ليصل حجمها مع نهاية سبتمبر الماضي 11.3 مليار درهم مقارنة مع 7.5 مليار درهم نهاية العام الماضي. وتعد صكوك الدين التي تشتريها المصارف الإسلامية إحدى أدوات الاستثمار التي تدر دخلا ثابتا لها وبعائد جيد خاصة ان أسعار الفائدة ارتفعت خلال العام الحالي 3 مرات بمقدار ربع نقطة من قبل مجلس الاحتياطي الفدرالي الأمريكي والسلطات النقدية المرتبطة عملاتها الوطنية بالدولار ومنها دول مجلس التعاون الخليجي، وهو ما عزز من ربحية البنوك من هذه الصكوك.عززت المصارف الإسلامية من استثماراتها في الأوراق المالية والصكوك المحتفظ بها لتاريخ الاستحقاق خلال الشهور التسعة الأولى من العام الحالي بنسبة 21.7% ليصل حجم هذه الاستثمارات إلى 48.8 مليار درهم نهاية سبتمبر الماضي.وخلال نفس الفترة اتجهت المصارف الإسلامية نحو تخفيض محفظتها الاستثمارية من الأسهم التي في معظمها اسهم شركات في دول المنطقة التي تشهد أسواقها المالية ضعفا في السيولة نظرا لعدم رغبة المستثمرين في المجازفة والمخاطرة في الاستثمار في هذه الأسواق التي تحملت أعباء سلبية جراء رفع الفائدة هذا العام 3 مرات، إضافة إلى الانعكاسات السلبية للتوترات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة منذ فترة ليست بقصيرة. وتفيد آخر البيانات المصرفية التي اصدرها المصرف المركزي مؤخرا بأن حجم استثمارات المصارف الإسلامية في الأسهم تراجع 11.1% خلال الشهور التسعة الاولى من العام الحالي ليصل الى 4 مليارات درهم مقابل 4.5 مليار درهم نهاية العام الماضي.وبشكل عام فان المصارف الإسلامية قامت خلال العام الحالي بزيادة إجمالي محفظتها الاستثمارية بنسبة 19.7% ليصل حجمها إلى 73.5 مليار درهم نهاية سبتمبر الماضي مقابل 61.4 مليار درهم نهاية العام الماضي.والمؤكد أن إعادة هيكلة المصارف الإسلامية لمحفظتها الاستثمارية باتجاه تقليص الاستثمار في الأسهم وزيادة استثماراتها في صكوك الدين والأوراق المالية المحتفظ بها لتاريخ الاستحقاق تأتي في سياق خططها لتوظيف الأموال في القنوات الاستثمارية بالشكل الأمثل والأكثر أمناً والأقل مخاطرة. كما تأتي زيادة إجمالي محفظتها الاستثمارية بنسبة 19.7% خلال فترة الشهور التسعة الأولى من العام الحالي مع تحسن كبير وواضح في مؤشرات السيولة لدى هذه المصارف، فقد أظهرت هذه المؤشرات تحسناً في مؤشر نسبة القروض إلى الأموال المستقرة وانخفضت هذه النسبة من 83.1% نهاية العام الماضي إلى 80.8%. وفي نفس الوقت ارتفعت الودائع التي استقطبتها هذه المصارف خلال الفترة بنسبة 4.4% (حوالي 16.8مليار درهم ) ليصل إجمالي ودائع العملاء لديها إلى 400.6 مليار درهم مع نهاية سبتمبر الماضي.والمؤكد أن تحسن السيولة والتوظيف الأمثل للأصول المالية للمصارف الإسلامية وبأقل المخاطر وجودة أصولها هو ما يعزز من نمو هذه المصارف والأرباح العائدة إلى المساهمين، وخلال الشهور التسعة الأولى من العام الحالي فقد حققت 5 مصارف إسلامية مدرجة في أسواق المال من اصل 8 مصارف إسلامية مرخصة من قبل المصرف المركزي نمواً في أرباحها الصافية بنسبة 12.49% لتصل إلى 6.546 مليار درهم بمعدل 727.33 مليون درهم شهريا (24.24 مليون درهم يوميا).
مشاركة :