هو حادث إرهابي لاشك قد أدمى قلوبنا، ذلك الذي ذهب ضحيّته ثلاثة من خيرة رجالنا من رجال سلاح الحدود، وهم يُؤدّون واجبهم على حدودنا الشمالية الشرقية في درجات حرارة متدنية، يُوفون بعهدهم ووعدهم، الذي قطعوه على أنفسهم، فسالت على إثر ذلك دماؤهم الزكية على تراب هذا الوطن الغالي، وقدموا أرواحهم رخيصة في سبيل عزّته ونصرته، هذا الحادث المشؤوم لم يجد استنكارًا من قبل الحكومة فقط، بل شاركها في ذلك الشعب الوفي بمختلف طبقاته، لدرجة أننا شعرنا معها بأن ذلك المصاب يسكن في كل بيت، ويتقبل العزاء فيه كل فرد، وسيظل هذا الإرهاب البغيض يستهدف رجال حدودنا طالما ظلت أعين رجالنا ساهرة ومتحفّزة تُفشل مخططاتهم وتُعيق عمليات التهريب والتخريب، التي يُمارسها أولئك، وتتصدى لهم بكل قوة. الأمر يحتاج إلى تطوير الخطط التي تؤمِّن الحماية لرجال الحدود، خصوصًا بعد أن تكرّرت هذه الحوادث الإرهابية في شمال وجنوب المملكة، الأمر يحتاج إلى تنصيب كاميرات متطورة ترصد المتسللين من على بعد مناسب، بحيث يُمكِّن القوات من كسب الوقت لعمليات التحضير ومفاجأة العدو، كما يقتضي دعمهم بقوة إسناد من رجال قواتنا المسلحة للتدخل وقت الضرورة، وحمايتهم وتسهيل مهامهم، فتضافر الجهود ما بين هذين القطاعين من شأنه أن يفوّت على الأعداء تحقيق مخططاتهم الإرهابية، ويُسهِّل الوصول إليهم ويقضي عليهم داخل أوكارهم، لاسيما أن هذين القطاعين يخدمان أمن هذا البلد، ويسهران على حماية حدوده. الأوضاع مع التطورات التي نشهدها بات مقلقًا، فالجار الذي كُنّا نُعوّل عليه حماية حدوده على الأقل، أصبح يُعاني من تلك القوى الإرهابية، التي استباحت أرضه وعاثت فيها فسادًا، وأصبحت أراضيه منطلقًا لتلك الجماعات الإرهابية تُنفِّذ مخططاتها الإجرامية، ومن ثم تلوذ بالفرار داخلها، جيراننا في الشمال والجنوب لا يملكون التأثير على تلك الجماعات ولا يستطيعون إيقافها، ولذلك فإن الأمر يستدعي أن نعتمد على أنفسنا في التصدي لأولئك، وأن نجعل من أراضينا مقابر لهم. لابد من التهيؤ لحالة استنفار أمني وشن حملات واسعة النطاق داخل كافة حدودنا، واكتشاف البؤر التخريبية والقبض على أفرادها. رحم الله أبناءنا الذين قدَّموا أرواحهم فداءً للوطن، وأسكنهم فسيح جناته. hnalharby@gmail.com
مشاركة :