من الممكن أن يؤدي رفع القدرات الإنتاجية الحالية لمنتجي النفط من دون وجود مؤشرات على زيادة الطلب من قبل عدد كبير من اقتصادات العالم، إلى مضاعفة الخسائر إذا ما جاءت مسارات الطلب الحقيقية أقل من التوقعات، في وقت تتحمل فيه الدول المنتجة الخسائر التي تسجّلها أسواق النفط العالمية منفردة من دون أن تتحمل الدول المستهلكة بعضاً منها. ولفت التقرير الأسبوعي لشركة «نفط الهلال» إلى أن «حالة أسواق النفط العالمية وأسواق الطلب تتشابه في الوقت الحالي مع ما سجلته من مسارات وتقلبات، من دون أن تحدد مساراً داعماً لاقتصادات المنتجين أو معاكساً لتوقعات المستهلكين، فما تسجله أسواق النفط العالمية هو مزيد من التعقيد والتوقعات المتعارضة بداية من توقعات ارتفاع الطلب تبعاً لمسارات الأعاصير والتوقعات المناخية، مروراً بالنزاعات التجارية، وصولاً إلى عدم رغبة عدد كبير من المستهلكين دعم ارتفاع الأسعار لدى الأسواق، كونها اعتادت الحصول على الإمدادات بما يتناسب والموازنات الخاصة بها، من دون النظر إلى تبعات ذلك على الأداء المالي والاقتصادي للمنتجين والذين ما زالوا يحاولون التغلب على العجوزات التي خلفتها التراجعات، والتي امتدت لثلاثة سنوات متتالية». وأشار إلى أن التوقعات ذات العلاقة بالمخزونات وتوقعات إدارة الطاقة والتقارير المتخصصة ذات العلاقة بتوقعات الإنتاج ونمو الطلب التي تغطي العالم أجمع، باتت ترفع من مستوى التقلب، وتزيد من جدوى المضاربات لدى أسواق الطاقة، كما تعمل على تعميق التحديات التي يواجهها كبار وصغار المنتجين للحفاظ على استقرار أسواق النفط العالمية والحفاظ على إيجابياتها في دعم نمو الاقتصاد العالمي ككل من دون استثناءات، ما يجب على كبار المستهلكين حول العالم انتهاجه لتحقيق الهدف ذاته. وتطرق التقرير إلى أبرز الأحداث التي حصلت في الأسبوع الماضي، إذ توقعت شركة «بي كيه أن أورلين» الحكومية وهي أكبر مصفاة في بولندا، وصول شحنة حجمها 130 ألف طن من النفط الخام من الإمارات بحلول كانون الأول (ديسمبر) المقبل، فيما تكافح لخفض اعتمادها على الإمدادات الروسية. وتعتمد «بي كيه أن أورلين» ومنافستها الأصغر «لوتوس» إلى حد كبير على النفط الروسي الذي يصل من خلال خط أنابيب شُيّد في الستينيات من القرن الماضي، ولكن الشركتين عززتا المشتريات من مصادر أخرى. وفي الشهر الجاري اشترت «بي كيه أن» أول شحنة لها من نيجيريا. وأكدت الشركة أن الإمارات مصدر جديد للإمدادات لها، لافتة إلى أن خام مربان الإماراتي يحتوي على كبريت أقل من مزيج النفط الخام للتصدير الروسي «ربكو»، وبينت الشركة أن خصائص خام مربان تتيح إنتاج كمية كبيرة نسبياً من المنتجات مثل الديزل والبنزين. من جهة ثانية، وقعت غاز رأس الخيمة الإماراتية اتفاقاً لتقاسم إنتاج النفط والغاز مع منطقة زنجبار شبه المستقلة في تنزانيا، وأكدت حكومة رأس الخيمة، المالكة لغاز رأس الخيمة، أن الاتفاق وقعته شركة تابعة لغاز رأس الخيمة في زنجبار وحكومة زنجبار. ونقل البيان أن الاتفاق يشمل رقعة بيمبا زنجبار البالغة مساحتها 11 ألفاً و868 كيلومتراً مربعاً، مضيفاً أنه أول مشروع للتنقيب في زنجبار. وشركة تنمية بترول زنجبار أيضاً طرف في الاتفاق. كما أعلنت شركة تنمية نفط عُمان بأنها أسندت عقداً لبناء محطة لإنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية الكهروضوئية بطاقة 100 ميغاوات، إلى اتحاد ياباني- عماني مشترك. وستؤمن المحطة الطاقة لعمليات الشركة في مناطق العمليات، وتعدّ الأولى من نوعها في السلطنة، كما سيصبح أول مشروع لإنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية المشتري الحصري لإنتاجه هو شركة نفط وغاز. ويشمل المشروع جوانب التصميم والمشتريات والإنشاءات والتشغيل المبدئي، والتمويل وتشغيل محطة الطاقة الشمسية الكهروضوئية بطاقة تبلغ 100 ميغاواط وصيانته. وستقام المحطة في حقل أمين، جنوب منطقة امتياز الشركة، الذي يبعد نحو 210 كيلومترات شمال غربي ولاية ثمريت. أما هيكلة الطاقة فستكون بنظام المنتج المستقل للطاقة، بموجب اتفاق لشراء الطاقة لمدة 23 عاماً. وفي الكويت، أفادت وزارة النفط الكويتية بأنها وقعت مذكرة تفاهم مع شركة النفط الصينية العملاقة سينوبك لبناء مصفاة تكرير في جنوب الصين. وتعد الكويت التي تنتج أقل من 3 ملايين برميل يومياً أحد كبار منتجي منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، في حين تعد الصين أكبر مستورد للنفط الخام في العالم بأكثر من 8 ملايين برميل يومياً. كما تعد شركة سينوبك الصينية أكبر شركة لتكرير النفط في عموم آسيا. إلى ذلك، أكدت «شركة الإنشاءات البترولية الوطنية» في أبو ظبي، أن شركة نفط الكويت أرست عليها عقد تشييد بقيمة 231 مليون دولار. ولفت الشركة في بيان إلى أن العقد يتضمن قيام شركة الإنشاءات البترولية الوطنية بتنفيذ مشروع تركيب خطوط حاويات لنزع الملوحة، في أربعة مراكز تجميع تديرها شركة نفط الكويت.
مشاركة :