تشكل تطورات أسواق الطاقة ومسارات أسواق النفط والغاز، وتقويم اتجاهاتها المستقبلية ومتابعتها وحركة العرض والطلب، والقدرات الإنتاجية وعدد المنتجين، عوامل ضغط مباشر على الأسعار وتؤثر تالياً في مستوى عائدات المشاريع الاستثمارية القائمة. ويُلاحظ تقرير أسبوعي لشركة «نفط الهلال»، أن مؤشرات الطلب على الغاز رهن معدلات النمو والتراجع المسجلة في الدول المستهلكة للغاز، إذ تظهر البيانات المتداولة استمرار مؤشرات الطلب من أوروبا والصين سلبية أو غير مؤكدة». وتواجه أسواق الغاز «مزيداً من المنافسة بين المنتجين من جهة ومن تزايد مصادر الطاقة وتحديداً تلك المتجددة والفحم من جهة أخرى، ما يعزز سلبيات زيادة المعروض ويقلل من أهمية المؤشرات الإيجابية المتمثلة بارتفاع الطلب الذي تعكسه اقتصادات بعض الدول المستهلكة للغاز». ويجب الأخذ في الاعتبار «التأثيرات السلبية التي تحملها عمليات التحول التي يسجلها عدد من أسواق الاستهلاك بين مصادر الطاقة المتوافرة، سواء كانت الفحم أو الغاز أو الطاقة الشمسية وأخيراً النفط الصخري، الذي يُعتبر المسبب الرئيس لتدهور أسواق النفط». ولم يستبعد التقرير أن «يؤدي ضعف أسواق الطلب على الغاز واستمرار تراجع الأسعار، إلى تحقيق المنتجين مزيداً من الخسائر». وسيفضي ذلك في المحصلة النهائية إلى «خفض الإنتاج في عدد من الدول المنتجة خصوصاً في منطقة اليورو، لأن أسعار الغاز المتدنية ستقلّص الاستثمارات وبالتالي مستويات الإنتاج». وأكد التقرير أن «أسواق الغاز تشهد منافسة حادة بين المنتجين الكبار على الحصص الحالية وهي تتزايد أيضاً في أسواق النفط، كلما ارتفع الإنتاج وانخفضت الأسعار، وصحت مؤشرات تراجع معدلات النمو الاقتصادية على مستوى الدول والتجمعات الاقتصادية». وتوحي خطط التوسع لدى المنتجين الكبار خصوصاً روسيا وقطر، بأن أسواق الغاز ستواجه مزيداً من الضغوط وترجيح استمرار تراجع الأسعار». وعلى رغم انخفاض أسعار الغاز، تمضي الدول المنتجة «في تبني خطط طويلة الأجل للحفاظ على القدرات الإنتاجية من الغاز الطبيعي وتطويرها، مع الأخذ في الاعتبار أن الأسعار السائدة تشكل فرصة للمنتجين لرفع كفاءة الإنتاج وضبط التكاليف». في حين أن الأسعار المتدنية «ستشجع المستهلكين على تطوير البنية التحتية لزيادة الاستهلاك من الغاز، ما يرفع مستوى الاستهلاك على المدى الطويل». ورأت «نفط الهلال» أن «الثابت الوحيد ضمن معادلة المتغيرات، أن الأسعار السائدة ستجبر منتجين كثراً على الخروج من سوق المنافسة لمصلحة المنتجين الذين يتمتع إنتاجهم بكفاءة عالية وكلفة منخفضة». وعن أهم الأحداث في سوق النفط والغاز، جددت شركتا «بترول الإمارات الوطنية» (إينوك) و «غاز بروم نفط - إرو» الروسية، الاتفاق الطويل المدى المبرم بينهما منذ العام 2013، لإعادة تزويد الطائرات التابعة للناقلات الجوية الشريكة لـ «إينوك» بالوقود في المطارات الدولية الروسية. وبموجب هذا الاتفاق، تزود «غاز بروم نفط - إرو» الرحلات الجوية المنتظمة التابعة لهذه الناقلات، بأكثر من 5 آلاف طن من الوقود. في إيران، قال المدير العام للشركة الوطنية لصادرات الغاز الإيراني، أن مشروع مد أنبوب غاز من إيران إلى سلطنة عمان «سيستغرق سنتين بعد إنجاز دراسته وتوقيع العقد». وأشار إلى أن «مهمة تحديد مسار الأنبوب البحري، أنيطت بشركة المنشآت البحرية الإيرانية»، معلناً الاتفاق مع الجانب العماني «على مسار معين تجري في ضوئه عملية المسح البحري من بين أربعة مسارات حددتها الشركة الإيرانية». وأضاف: «لا يمكن خوض مفاوضات جدية مع شركات أجنبية إلى حين صدور نتائج دراسات مشروع مد الأنبوب». ولفت إلى «رغبة سبع شركات أجنبية بالمشاركة في المشروع». وينص الاتفاق الموقع بين إيران وسلطنة عمان، على تصدير الأولى 28 مليون متر مكعب من الغاز لمدة 15 سنة إلى السلطنة عبر أنبوب في قعر المياه. وفي سلطنة عُمان، يُعد مشروع «مرآة» لتوليد البخار بالطاقة الشمسية والمبني حالياً في حقل «أمل» جنوب منطقة امتياز شركة «تنمية نفط عُمان»، أحد أكبر محطات الطاقة الحرارية الشمسية في العالم. إذ تبلغ طاقته الإنتاجية 1 غيغاوات. وسيتيح المشروع تجميع طاقة الشمس لتطوير حقول النفط الثقيل، وتوفير مصادر الغاز الطبيعي الثمين لاستخدامها في قطاعات أخرى ذات قيمة أعلى.
مشاركة :