سنة حلوة للجميع - د. شروق الفواز

  • 1/9/2015
  • 00:00
  • 48
  • 0
  • 0
news-picture

مع نهاية كل سنة وبداية التي تليها تطلق الأمنيات وتعلق الآمال. عادة سنوية إرادية أو غير إرادية لمعظم البشر، مرتبطة بالأرقام والتواريخ وعوامل البيئة المحيطة إيجابية كانت أم محبطة. والإنسان دائماً أسير لعادته أو عاداته إلا من رحم ربي من ذوي الإرادة القوية. الفشل أو النجاح، الخطط والتدابير، وما يحتمه القدر هي خطوط عريضة تؤطر صورة كل إنسان في مطلع سنته الجديدة لتحكمه في سنته الأخرى. فما هي أمنيات السعوديين والسعوديات لهذه السنة؟ منهم من يحلم بالسكن ويتمنى قرارات جديدة تحل أزمة السكن. ومنهم من يزاول عادة قديمة في تمني زيادة مفاجئة في الراتب! وغيرهم يتمنون الانتقال لمكان جديد أو عمل، وآخرون يتمنون الأمن والسلام ليضمنوا السلامة بعد انقضاء سنة كاملة حافلة بالحروب والفتن والقتل، والإرهاب حولهم. وغيرهم ممن طال بهم الأمد والانتظار ويحلمون بانتهاء مطالبات قديمة ملوها وبداية أخرى أكثر حاجة أو اشتهاء. بين هذه الأمنيات المكررة أين يجد السعوديون أنفسهم وهم يكررون نفس الحلم والأمنيات في كل سنة أو يبدأون حلماً آخر بتحقق أمنية جديدة؟ العالم يحتفل بالمهرجانات والعد التنازلي والألعاب النارية في صخب ومرح ابتهاجاً أو أملاً بالسنة الجديدة والسعوديون يطيرون لأماكن مختلفة ليمارسوا هذه العادة مع غيرهم في صخب بعد أن ملوا التمني الهادئ والسكوت. ليثبتوا للعالم ولأنفسهم حضورهم وتشابه بعضهم معهم. خطط تبدأ وأخرى تنتهي في بداية السنة أو في أثنائها وقبل الوصول لآخرها معلقة دائماً بالتواريخ وأسماء الشهور وأرقام أيامها. حتى ولو لم يكن لهم أمنيات فهم حريصون على مجرد المشاركة! ولأن الأمل مربوط دائماً بالبدايات يحتفل الجميع ابتهاجاً بالبداية الجديدة ووداعاً للنهاية الأخيرة بحلوها ومرها تناقضاتها ومقارناتها من كسب ومن خسر، ولماذا الفوز كان حليفاً لفئة دون أخرى أو لفئة على حساب فئة أخرى منافسة؟ لتطوى صفحة السنة السابقة بأحجياتها وأكاذيبها وحبها وقلقها، فقرها وسأم البعض منها أو اغتنائها بشيء مما يطلبه المتأملون منها لتعاد الكرة مرة أخرى بين الحلم والحلم حلم آخر أيهم ينجح وأيهم يذوب وينسى؟ الله وحده يعلم، فلنتفاءل مرة أخرى ونتمنى أمنيات جديدة ونضع الأمل في السنة الجديدة حتى وإن خيبت مبتغى البعض سابقتها. ولنقلها بصوت عال سنة حلوة للجميع، اللهم آمين.

مشاركة :