قال يفغيني بريماكوف، نائب رئيس المجموعة البرلمانية الداخلية في مجلس الدوما الروسي، إنه لا بدّ لدول الخليج والشرق الأوسط أن تنوّع خياراتها العسكرية والاقتصادية في مجال بيع الأسلحة والمشروعات الاقتصادية؛ لافتاً إلى أن روسيا الاتحادية معنية أيضاً بأن تكون إحدى تلك البدائل في الشرق الأوسط، وتساعد دول المنطقة على موازنة الوضع على المستوى العسكري والاقتصادي، لكن ليس بوسعها أن تضع قوات عسكرية على الأرض أو تقيم قواعد عسكرية. وخلال محاضرة ألقاها بالمعهد الدبلوماسي لوزارة الخارجية، أدارها سعادة الدكتور عبدالعزيز بن محمد الحر مدير المعهد الدبلوماسي، بحضور سعادة نور محمد خولوف سفير روسيا الاتحادية لدى الدولة، تحدّث خلالها عن التطورات التي تشهدها الساحة العالمية، وتغيّر موازين القوى منذ الحرب العالمية الثانية، ومستقبل العلاقات الدولية؛ نوّه بريماكوف إلى أنه لا أحد يستطيع التنبؤ بطبيعة السياسات الأميركية إزاء المنطقة بعد عام من الآن، خاصة بعد إلغاء الولايات المتحدة الاتفاق النووي مع إيران، ومن الطبيعي أن تتحرى قطر ودول الخليج خيارات أخرى لمواجهة الوضع. وفي ردّه عن سؤال حول نظرته لمستقبل السياسة الخارجية الأميركية إزاء منطقة الخليج والشرق الأوسط، قال: «أرى مسارين فيما يتعلق بالسياسة الأميركية في المنطقة؛ الأول غير مصرّح به وهو استمرار السيطرة على المنطقة، وتوسيع سطوة المجموعات المالية السياسية عليها. وعلى المستوى الثاني؛ أرى أن الولايات المتحدة تنتهج نهجاً يعتمد على ردات الفعل وليس مساراً استراتيجياً». وتابع: «الولايات المتحدة تتبنى مواقف متناقضة، فقد قالت في بداية الأزمة الخليجية إن قطر تدعم الإرهاب، وعادت بعد أسابيع لتقول إن الدوحة تساهم في محاربة الإرهاب. كما أن الرئيس ترمب قال في البداية إن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حليفة لواشنطن، قبل أن يتراجع عن موقفه». روسيا تدعم السيادة السورية وفي الشأن السوري، قال بريماكوف إن روسيا لا تدعم شخص بشار الأسد، وإنما تدعم فكرة السيادة؛ مشيراً إلى أنه عمل كثيراً مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وشاهد معاناة السوريين بمئات الآلاف الذين هربوا من سوريا «معظم هؤلاء اللاجئين لن يعودوا، وشقّوا طريقاً في أوروبا، خاصة المتعلمين منهم الذين سيبحثون عن فرص للعمل والحياة هناك. نأمل أن يعود الكثير من هؤلاء إلى سوريا، وأعتقد أن البعض سيشعر بالحنين للعودة». مضيفاً: «الاستقرار والسلام في سوريا استراتيجية بالنسبة لروسيا، ونعمل على تحقيق ذلك في أقرب وقت. وعن النزاع بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران بسبب السلاح النووي، قال نائب رئيس المجموعة البرلمانية الداخلية في مجلس الدوما الروسي: «لست من أنصار نزع السلاح النووي، لأن السلاح الذي يقع تحت سيطرة الحكومات، وفي ظل الاتفاقيات الدولية، هو مركز الاستقرار العالمي». وبرأيه، فإن العالم يتجه إلى قيام نظام دولي جديد، ويسير أكثر فأكثر نحو القطبية المتعددة.;
مشاركة :