"الطباخ" نوع أدبي جديد على القارئ العربي

  • 11/6/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تنتمي رواية “الطباخ” للروائي السويسري مارتين زوتر، بترجمة عن الألمانية للمترجم سمير جريس، إلى “أدب روايات الطهي”، وهي أعمال أدبية تقدم اللقاء المثالي بين عالمي الأدب والطهي، تتمحور تيماتها بشكل خاص حول خبرة الطهي والطعام، عبر حبكات سردية، لتكشف أعماق هذا النشاط الإنساني الفريد: الطهي. يكمن التحدي الأصعب في هذه الرواية، التي صدرت ترجمتها أخيرا عن دار الكتب خان والمكتوبة عن عالم الطبخ، في كيفية نقل تلك الخبرة الحسية بالأساس إلى عالم الأدب، وتقديمها إلى القارئ عبر الكلمات. ينجح مارتين زوتر في “الطباخ” بجدارة في هذا التحدّي. ويقدّم رواية شديدة الجاذبية ومحفّزة للحواس، تستنفر قارئها للتورط فيها بكل كيانه، بتناول حساس لهموم ورغبات شخصية الطباخ. إنها تشكل خلطة استثنائية من المذاقات والروائح والأحاسيس، وحبكة مدروسة المقادير، تجمع الطعام والحب بالحرب والعنصرية والسياسة، لتقول الكثير عن طبائع البشر. حبكات سرديةحبكات سردية بطل هذه الرواية هو شاب من مجموعة التاميل في سريلانكا. مارافان، وهذا هو اسمه، نشأ وتربى في مطبخ الجدة، وهناك تعلم أصول الطهي، وأسرار المطبخ الأيورفيدي. استطاع مارافان أن يحقق حلمه بالعمل في أحد الفنادق الكبيرة، لكن الحرب الأهلية في سريلانكا دفعته إلى الهروب من بلده واللجوء إلى سويسرا. عبر عمله البسيط في أحد مطاعم زيورخ، يتعرف مارافان، ويتعرف القارئ، على عالم رجال الأعمال والصفقات وتجار السلاح. ويا له من عالم مثير. ونذكر أن “الطباخ” هي التعاون الرابع للمترجم سمير جريس مع الكتب خان، ويقول جريس “يضفر زوتر في ‘الطباخ‘ ببراعة أكثر من خيط، ناسجا قماشة روائية جميلة ومشوقة. هذه القماشة تتعرض إلى أكثر من موضوع. الموضوع الإطار هو عالم الطبخ، وبالتحديد عالم المطبخ في جنوب شرق آسيا. زوتر يأخذ القارئ في رحلة حسية، يتعرف خلالها على المطبخ الأيورفيدي، وعلى الفلسفة الأيورفيدية؛ التي ترى أن الأمراض تحدث في الجسم عندما يحدث خلل في التوازن بين العناصر الأساسية الثلاثة، وهي الهواء والنار والماء”. ويضيف “نشأت الأيورفيدا في الهند وانتشرت في مناطق أخرى، وهي تعتمد في العلاج على استخدام الأعشاب الطبيعية والتدليك واليوغا؛ والتوابل في المطبخ الأيورفيدي؛ لإحداث أثر معيّن”.

مشاركة :