قرطاج السينمائي يستعيد المخرجين الرواد وينفتح على التجارب الشابة

  • 11/6/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تونس - يتنافس 13 فيلما من 9 دول عربية وأفريقية على جوائز “تانيت” الروائي الطويل لأيام قرطاج السينمائية الـ29، والتي تشهد هذا العام عودة لروّاد المخرجين العرب كمرزاق علواش ومحمود بن محمود وعباس فاضل، كما تفتح الباب أمام تجارب شبابية واعدة على غرار مريم بن مبارك وأبوبكر شوقي وماشيري إكوا باهانغو ومحمد بن عطية وآخرين. وتشارك تونس في الأيام السينمائية بثلاثة أفلام روائية طويلة هي “في عينيّا” لنجيب بلقاضي، و”فتوى” لمحمود بن محمود و”ولدي” لمحمد بن عطية، كما يحضر كل من المغرب وكينيا بشريطين سينمائيين، فيما تتوزع بقية الأفلام بين أعمال سينمائية عربية وأفريقية. وفي عرضه العالمي الأول يحضر الفيلم المغربي “لعزيزة”، والذي يتجدد خلاله حضور الأم في عمل من السيرة الذاتية للمخرج محسن بصري صاحب “المغضوب عليهم”، الفيلم المتوج بأكثر من جائزة ومنها جائزة نجيب محفوظ لأحسن فيلم عربي بمهرجان القاهرة السينمائي. ويروي “لعزيزة” قصة امرأة حامل في الشهر السابع وقد طلقها زوجها، وحين يصل ابنها إلى سن الدراسة يحاول الأب استرجاعه، حينها تتخذ الأم قرارا مخالفا لكل التوقعات المحتملة. وينافس المغرب بفيلم ثان في مسابقة الروائي الطويل وهو “صوفية”، العمل المتوج في مهرجان كان 2018 بجائزة السيناريو لمسابقة “نظرة ما” للمخرجة مريم بن مبارك، صاحبة الفيلم القصير “جناح” والذي ترشح لأوسكار الفيلم القصير 2015. وصوفية شابة في العشرين من العمر تلد طفلا خارج إطار الزواج، فيمهلها المستشفى 24 ساعة لتقديم أوراق والد الطفل قبل تنبيه السلطات. ويعود المخرج الجزائري مرزاق علواش، الذي سبق له أن تحصّل على التانيت الذهبي في مناسبتين من خلال “عمر قتلاتو رجلة” (1978) و”سلاما يا ابن العم” (1996)، إلى أيام قرطاج السينمائية 2018 بفيلمه الأبيض والأسود “ريح رباني”، الذي يسبر خلاله أعماق الحياة النفسية المضطربة لأمين الشاب، الذي كان قبل لقاء الجهادية نور يقضي وقته في قراءة القرآن والصلاة، فتحوّله هذه العلاقة من مشروع “جهادي” إلى عاشق يختار الموت حبّا في نور. مرزاق علواش الذي سبق له أن تحصل على التانيت الذهبي مرتين، ينافس مجددا بـ"ريح رباني"مرزاق علواش الذي سبق له أن تحصل على التانيت الذهبي مرتين، ينافس مجددا بـ"ريح رباني" ويحضر العراق بفيلم “يارا”، الذي كان الفيلم العربي الوحيد في المسابقة الرسمية لمهرجان لوكارنو السينمائي، وهو من إخراج عباس فاضل الذي سبق له التنافس على جوائز التانيت وذلك بأفلام “العودة إلى بابل” عام 2002، و”نحن العراقيون” في 2004 و”العراق عام صفر” سنة 2015، ونال بالفيلم الأخير التانيت الفضي في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة. وينافس المخرج المصري الشاب أبوبكر شوقي على تانيت الروائي الطويل بفيلمه الروائي الأول “يوم الدين”، عن قصة بطلها بشاي الذي يقرر بعد وفاة زوجته مغادرة “مستعمرة” للمصابين بالجذام، لينطلق مع حماره برفقة صديقه النوبي الصغير، والمكنى بـ”أوباما” في رحلة شملت جل المحافظات المصرية تقريبا بحثا عن عائلته. وللمرة الرابعة يعود جود سعيد إلى أيام قرطاج السينمائية، ليقدم المخرج السوري فيلم “مسافرو الحرب” في عرضه العالمي الأول، وذلك بعد مشاركة أولى بفيلم قصير ثم بفيلمين طويلين هما “مرة أخرى” و”مطر حمص” في المسابقة الرسمية للمهرجان. ويحكي “مسافرو الحرب” قصة بهاء الذي يتقاعد ويخطط للرحيل من حلب الممزقة بالحرب، وخلال الرحلة إلى قريته مع مسافرين آخرين، تدفعهم الاشتباكات إلى التعديل في خط الرحلة، ليجد نفسه عالقا مع مجموعة من الشخصيات الغريبة الأطوار يحاولون سويا إعادة الحياة إلى قرية مدمرة وجدوا فيها ملاذهم بانتظار نهاية المعارك، فهل ستنتهي ويتنصر بهاء على “الحرب”؟ وعن الراهن الاجتماعي الأفريقي تدور أحداث فيلم “رفيقي”، أول فيلم كيني يقع اختياره للمشاركة بمهرجان كان السينمائي 2018، وذلك في “قسم نظرة ما”. و”رفيقي” الممنوع من العرض في كينيا (عرض لأسبوع واحد بإذن قضائي حتى يتمكن من المنافسة على ترشيحات الأوسكار)، يتناول علاقة جنسية بين فتاتين في مجتمع كيني محافظ. والفيلم المقتبس عن رواية “شجرة جامبولا” للكاتبة الأوغندية مونيكا لارك من إخراج وانوري كاهيو، التي سبق وحصد فيلمها القصير الأول “بومزي” التانيت الفضي للأفلام القصيرة بأيام قرطاج السينمائية 2010، كما عرض في مهرجان صاندانس السينمائي ونالت عليه الجائزة الأولى في مهرجان السينما المستقلة في كان، وجائزة “شينا دي فانيسا” في البندقية 2010. وتنافس كينيا بدورها بفيلم ثان، هو “سوبا مودو” من إخراج كارين ويناينا مرشحها للأوسكار 2019، والذي يحكي عن فتاة مريضة تعيش في نهاية حياتها القصيرة كبطلة خارقة بفضل عائلتها وقريتها. وفي عرضه الأفريقي الأول يواصل المخرج جويل كاريكيزي (رواندا) طرح القضايا الحارقة لأفريقيا والتي كانت حاضرة منذ فيلمه القصير الأول “العفو”، حيث يصور في فيلمه “رحمة الغابة” أدغال “كيفو” بالكونغو، أين يجد كل من الرقيب كزافي بطل الحرب الرواندية والجندي فاوستن، الذي لا يملك أي تجربة، نفسيهما على أراضي العدو، وهناك يخسر كزافي وفاوستن كامل أعضاء الكتيبة ويبقيان وحيدين دون زاد في الأدغال الكونغولية، الأخطر في العالم. ومن جمهورية الكونغو الديمقراطية يحضر فيلم المخرجة ماشيري إكو باهانغ التي صادفت في طريقها شخوصا كانوا دافعها لتكتب وتخرج أولى تجاربها الروائية الطويلة عن أطفال الشوارع “ماكيلا”، وهي فتاة ذات الـ19 عاما، والتي تعيش في الشارع منذ سن الـ13، تزوجت من مبينغازور الذي دفعها إلى ممارسة البغاء والسرقة وتعاطي المخدرات، لكن بعد فترة تتمرّد ماكيلا على واقعها.

مشاركة :