قالت الكاتبة المعارضة السعودية مضاوي الرشيد، إن مقتل الصحافي جمال خاشقجي أضر بصورة النظام السعودي ومصداقيته في جميع أنحاء العالم. مشيرة إلى أن شركاء المملكة الذين طالما اعتزوا بعلاقاتهم الوثيقة مع هذا النظام وامتنعوا عن الانتقاد الصريح للقمع الداخلي، مثل فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، قد طالبوا بإجراء تحقيق واضح وصادق في ما حدث.وأضافت الكاتبة، في مقال نشرته مجلة «فورين أفيرز» الأميركية، أن قتل خاشقجي يُظهر القوة التي تُمارس بأقصى قبح في المملكة، ويمثّل تحدياً جديداً لحلفاء وشركاء المملكة العربية السعودية، وخاصة الولايات المتحدة. فمع التهميش التام لباقي العائلة المالكة والجمهور السعودي، باتت الولايات المتحدة هي الجهة الوحيدة المتبقية التي تتمتع بنفوذ كافٍ لتقييد نظام ابن سلمان. ورأت أنه للقيام بذلك، يتعين على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن تعيد النظر في أسس الدبلوماسية الأميركية مع المملكة. لكن بالنظر إلى رد ترمب غير الملزم تجاه قضية خاشقجي حتى الآن، يبدو هذا الاحتمال غير وارد. وأشارت الكاتبة إلى أن الولايات المتحدة لم تستخدم نفوذها أبداً للضغط على حليفتها لإنشاء مثل المؤسسات الديمقراطية التي تضمن احترام الحقوق؛ فالأمراء هم القناة الوحيدة التي من خلالها تعرف الولايات المتحدة كيفية التعامل مع المملكة، ولا توجد إجراءات دبلوماسية طبيعية لمحاسبة الأمير المارق. وقالت الكاتبة إنه عندما قُتل خاشقجي، تذبذب ترمب بين إدانة الجريمة والبحث عن مخرج لابن سلمان، من خلال التلميح إلى أن القتل يمكن أن يكون عمل «عناصر مارقة» داخل الدولة. لكن في نظام شمولي تتركز فيه كل السلطة في يد شخص واحد، لا يمكن تصديق أن المسؤولية عن مثل هذا الفعل يمكن أن تقع على عاتق أي شخص آخر غير ولي العهد. وأضافت أن تصريحات ترمب تُظهر عدم وجود تدقيق جدي في هياكل السلطة والقيادة السعودية. ومن وجهة نظره، فإن ميزة الشراكة الأميركية السعودية تفوق ضرورة إجراء إعادة نظر جدية. وأشارت إلى أنه تحت حكم نظام ابن سلمان، أُسكتت جميع النخب الدينية والمالية، وأن السعوديين يُحكمون بالخوف. وقد ركز مقتل خاشقجي اهتمامهم على مدى ما يمكن أن يفعله النظام سعياً وراء السلطة المطلقة. ومن ثم، فإنهم يتطلعون إلى المجتمع العالمي لكبح ولي العهد الخطير. ورأت الكاتبة أن الولايات المتحدة يمكنها أن تبدأ بجعل دعمها ابن سلمان مشروطاً باعترافه بحريات الناس وسيادة القانون. وهذا من شأنه أن يساعد في كبح جماح الشاب الذي يحتل السلطة، والذي أظهر حتى الآن عدم احترامه المجتمع الدولي، وانتهك بشدة الثقة الدبلوماسية، خاصة مع تركيا. وختمت مقالها بالقول: «لكن إذا انتهى قتل خاشقجي إلى لا شيء سوى استمرار العمل المعتاد من الولايات المتحدة، لن يكون هذا آخر عمل مروّع نراه. وإن الرد غير المكترث سيبعث رسالة واضحة من الولايات المتحدة إلى ابن سلمان هي: يمكن لولي العهد الصغير أن يقتل ويفلت من العقاب».;
مشاركة :