اعتبر البنك الدولي مساء أول من أمس أن تراجع سعر النفط يشكل «فرصة» لبعض الدول النامية لإعادة بناء احتياطاتها المالية والتحصن ضد صدمة اقتصادية جديدة. وقالت المؤسسة المعنية بمكافحة الفقر في تقرير «بالنسبة إلى عدد معين من الدول المستوردة للنفط، يشكل السعر المتدني للنفط الخام فرصة لتحسين أوضاعها المالية بوتيرة أسرع». واعتبر البنك أن التراجع الكبير لسعر النفط ينبغي تحديدا أن يتيح لهذه الدول خفض الدعم على مصادر الطاقة الذي يبقي أسعار الوقود في مستويات متدنية لكنه يثقل المالية العامة. وقال مسؤول الخبراء الاقتصاديين في البنك الدولي كوشيك باسو كما نقل عنه بيان «على الدول المستوردة للنفط أن تقلص أو تلغي الدعم على أسعار الفيول وتعيد بناء هامش المناورة لديها على الصعيد المالي». وبحسب صندوق النقد الدولي فإن كلفة دعم مصادر الطاقة في العالم تبلغ 1900 مليار دولار، أي 2.5 في المائة من إجمالي الناتج الداخلي العالمي. وأضاف البنك الدولي أن هذه الموارد الإضافية بالنسبة إلى الدول النامية مفيدة جدا في ظروف اقتصادية «غير مريحة». في المقابل، أوضحت المؤسسة أن تراجع سعر النفط سيرخي بثقله على الأوضاع المالية للدول المصدرة للنفط ونشاطها الاقتصادي. وتراجع سعر النفط بنسبة تتجاوز 50 في المائة منذ يونيو (حزيران) الفائت حتى بات دون سقف الـ50 دولارا للبرميل. وقد تقلبت أسعار النفط حول مستوى متوازن أمس في نيويورك يتنازعها انخفاض غير متوقع في مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة اعتبر فأل خير للطلب الأميركي، وبين سعر دولار لا يزال مرتفعا. ونحو الساعة 14:20 ت غ، خسر سعر برميل النفط المرجعي الخفيف، تسليم فبراير (شباط)، 4 سنتات ليصل إلى 48.63 دولار في سوق نيويورك (نايمكس). فيما استقر خام برنت فوق 51 دولارا للبرميل أمس بدعم من انخفاض مفاجئ في المخزونات الأميركية وسط سجال بين المراهنين على الصعود والهبوط بحثا عن الحد الأدنى للسعر في ثاني أكبر موجة خسائر على الإطلاق. وأنهى النفط خسائر استمرت لـ4 جلسات أول من أمس بعد أن تراجعت مخزونات الخام الأميركية على غير المتوقع الأسبوع الماضي حيث أظهرت البيانات أن الاقتصاد الأميركي ما زال متينا في خضم تباطؤ النمو العالمي. ونزل برنت 3 سنتات إلى 12.51 دولار للبرميل بحلول الساعة 10:07 بتوقيت غرينتش. وكان قد انخفض إلى 66.49 دولار أمس الأربعاء في أدنى مستوى منذ 29 أبريل (نيسان) 2009. وسجل الخام الأميركي 78.48 دولار بزيادة 13 سنتا. وقال دانييل أنج المحلل لدى فيليبس فيوتشرز في مذكرة يومية لوكالة الصحافة الفرنسية «نعتقد أن السوق تتحسس قاع أسعار النفط الخام ويبدو حاليا أن 50 دولارا هو ذلك الحد بالنسبة لبرنت». وقال أندي ليبو من مؤسسة «مستشارو ليبو للنفط» بأن «أرقام وزارة الطاقة الأميركية حول احتياطات النفط الخام تقدم دعما واضحا للأسعار منذ ظهورها» أول من أمس الأربعاء. وتراجعت احتياطات النفط الخام 3.1 مليون برميل أثناء الأسبوع المنتهي في الثاني من يناير (كانون الثاني)، لتضاف إلى خفض 1.8 مليون برميل خلال الأسبوع المنصرم. وأضاف: «رأينا أن وتيرة عمل المصافي لم تتدن إلا بشكل طفيف، حتى أنها تحسنت في محيط خليج المكسيك. وبالتالي، ورغم أن السوق بقيت تحت وطأة فائض غزير، فإننا نتوقع حركة طلب جيدة من المصافي الأميركية» لهذا الموسم، وهو ما يدعم الأسعار. والمشتقات النفطية التي استفادت من الوتيرة القوية للتكرير في الولايات المتحدة، أظهرت تحسنا كبيرا: فالاحتياطات الأميركية للمنتجات المكررة (بينها الغاز أويل ووقود التدفئة) قفزت بواقع 11.2 مليون برميل وزادت مخزونات البنزين 8.1 مليون برميل. من جهة أخرى، فإن توقعات المتعاملين «عشية نشر الأرقام الشهرية حول العمل في الولايات المتحدة» التي كانت السوق تأمل أن تكون مشجعة للنشاط الاقتصادي الأميركي، والطلب على النفط الخام شاركت في القفزة الصغيرة للأسعار، بحسب مات سميث من مؤسسة شنايدر إلكتريك. إلا أن التسجيلات الأسبوعية للعاطلين عن العمل في الولايات المتحدة خيبت الآمال بعض الشيء صباح الخميس لأنها انخفضت بأقل من المتوقع، بحسب الأرقام التي نشرتها وزارة العمل الخميس. لكن سلامة النشاط الأميركي تمثل «سلاحا ذا حدين لأن ذلك يميل إلى دفع قيمة الدولار إلى الأعلى»، ما ينعكس سلبا على المواد الأولية المسعرة بالدولار مثل النفط الخام، كما لفت مات سميث. وجرى التداول بالدولار نحو الساعة 14:00 ت غ أمس بأعلى مستوياته منذ ديسمبر (كانون الأول) 2005 مقابل اليورو.
مشاركة :