مصفف شعر مصري يعيد الابتسامة للأطفال المرضى بالسرطان

  • 11/8/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة – يتأثر المصابون بالسرطان نفسيا من المرض ويشعر بعضهم بحالة من الحزن والإحباط وربما اليأس عندما يتساقط الشعر جراء العلاج، وتحدث هذه المرحلة أزمة نفسية حادة لدى الفتيات والنساء اللاتي يعتبرن الشعر رمزا للجمال. ويهتم القائمون على العلاج وكذلك المختصون النفسيون وأطياف واسعة من جمعيات المجتمع المدني بمواساة ورفع معنويات مرضى السرطان خصوصا أثناء مراحل العلاج الصعبة، وهو ما يقف وراء ظهور العديد من حملات التبرع بالشعر لمرضى السرطان، ومؤخرا اهتم مصفف شعر مصري بفئة الأطفال من مرضى السرطان وقام بحركة رمزية قصد إعادة الابتسامة إليهم ومواساتهم. تبتسم لارا مصطفى ابنة الأعوام الخمسة المريضة بالسرطان ابتسامة عريضة وهي تخلل بأصابعها خصلات الشعر المنسدلة على كتفيها، بعد أن قام مصفف شعر محلي (حلاق) بتصميم قبعة مستعارة (باروكة) ووضعها على رأسها في صالونه بالقاهرة. وكان والدا لارا طلبا المساعدة من سامح سلام، وهو مصفف شعر يقدم للأطفال مرضى السرطان قبعات الشعر المستعار بالمجان لتحسين حالتهم النفسية ورفع روحهم المعنوية. وبعد شهور من جلسات العلاج الكيمياوي المؤلمة وفقدان الشعر، أصبح بإمكان لارا الآن أن تصفف الشعر الطويل المتدلي فوق جبينها وخلف ظهرها كيفما تشاء. ويوفر سلام الخدمة مجانا وبمساعدة من والده، حيث يقوم بذلك مستخدما أليافا صحية لا تؤذي المريض. المصابون بالسرطان يتأثرون نفسيا من المرض ويشعر بعضهم بحالة من الحزن عندما يتساقط الشعر جراء العلاج وقرر مصطفى سلام أن يطلق المبادرة بعد أن شاهد بالصدفة لقطات فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لطفل مصاب بالسرطان تغمره السعادة بعد أن حصل على شعر مستعار جديد. وقال سلام “في الحقيقة الكثير من مرضى السرطان يتأثرون نفسيا بالمرض وبتداعياته خصوصا منها تساقط الشعر، وهو ما جعلني أدرك أهمية تزويد مصاب أو مصابة بالمرض من الأطفال بشعر مستعار يجعله يرى الجمال في نفسه ومظهره من جديد فترتفع معنوياته، ويفرح الأطفال كثيرا بهذه الحركة ما يساعدهم على تجاوز محنتهم النفسية وبالتالي على الشفاء وهو ما أتمناه إليهم جميعا”. ويضيف مصفف الشعر “أنا سعيد جدا بمساعدة الأطفال المرضى أشعر بالسعادة لأنني تمكنت من إيجاد طريقة ترجع إليهم الابتسامة وتسعدهم، وأشكر الله الذي رزقني لكي أتمكن من اقتناء وشراء لوازم الباروكات من مالي الخاص، ويساعدني والدي الذي يقوم بصنع الباروكات بنفسه ويبيعها، وهو ما سهل عليّ الوصول للمزودين ومعرفة طريقة الصنع وأيضا اتصلت بالأطباء والخبراء الصحيين لأعرف المواصفات الصحية الخاصة بهذا النوع من الشعر المستعار لمرضى السرطان من الأطفال”. وتأثرت لارا كثيرا عندما فقدت شعرها بسبب العلاج الكيمياوي بحسب والدها مصطفى محمد الذي أوضح أن “هذه المبادرة من المفروض أن تعمم يعني أن يلجأ لها كل الناس وينخرطوا فيها أو يستفيدوا منها لأنها حركة مفيدة جدا من الناحية النفسية لمريض السرطان، وهناك الكثير من أولياء الأمور الذين يجهلون أهمية المسائل النفسية بالنسبة لأبنائهم المرضى بالرغم من أنها تكون أحيانا أهم من العلاج ذاته”. ويمثل العلاج النفسي حوالي نسبة 50 بالمئة من العلاج وإمكانية الشفاء، وخصوصا للطفل حيث تتضاعف أهمية حالته النفسية لكي يتقبل العلاج ويتفاعل معه إيجابيا، ويشير والد لارا إلى أنه لا يمكن تخيل حالة التأزم النفسي والحزن التي أصابت ابنته عند تساقط شعرها جراء العلاج الكيمياوي. وبالرغم من أن مصفف الشعر لم يتلق أي مساعدة من مؤسسات السرطان الكبرى، إلا أنه تمكن حتى الآن العديد من الأطفال من الحصول على شعر مستعار بديل، وهو يطمح لزيادة عدد المستفيدين من الشعر المستعار من الأطفال الذين يساعدهم.

مشاركة :