مخاوف من عودة إرهابيين إلى الموصل

  • 11/10/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أثار الهجوم الذي استهدف بسيارة مفخّخة مساء الخميس الماضي، مطعماً في مدينة الموصل وأدّى إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقلّ، المخاوف من عودة الإرهابيين إلى المدينة، كونه الأول من نوعه الذي يستهدف ثانية كبريات مدن العراق منذ استعادت القوات الحكومية السيطرة على «العاصمة» السابقة لتنظيم «داعش». وبالنسبة إلى عدد من أهالي الموصل الذين أمضوا ثلاث سنوات تحت حكم التنظيم الإرهابي، فإنّ التفجير الذي استهدف مطعم «أبو ليلى» الشهير في غرب المدينة، مؤشّر على هشاشة الأمن ودليل على وجود خلايا إرهابية نائمة في محافظة نينوى، وكبرى مدنها الموصل. ويقول مصعب (25 سنة) الذي اكتفى بذكر اسمه الأول، وهو أحد عمال المطعم الذي استهدف بالتفجير: «كنا نعتقد أننا بأمان. قلنا إنّنا تحرّرنا وتحقّق الأمن، هذه المرة نعود إلى الأسوأ». وأدّى التفجير الذي وقع وقت العشاء إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 12 آخرين بجروح، وفقاً لمصادر أمنيّة وطبية. ويضيف الشاب الذي علت جبينه ضمّادة تخفي الجرح الذي أصيب به في التفجير، أنّ غالبية الضحايا هم أرباب عائلات، وتساءل بحسرة: «من سيعوض علينا الآن؟». ولم يجد عامل المطعم لدى عودته صباح الجمعة إلى مكان عمله سوى هيكل متفحم لسيارته ولكل السيارات التي كانت مركونة في المكان. وقال وهو ينظر بحسرة إلى الهيكل المتفحّم «تعب العمر كله راح. أربع سنوات وأنا أعمل حتى اشتريتها وها قد ذهبت بشربة ماء». ويقول خضر علي (38 سنة) الذي يسكن قرب موقع التفجير: «إذا بقي الوضع الأمني على حاله، زفت في زفت، أحسن شيء لنا أن نبيع الوطن ونسافر». ويضيف وهو يراقب العمال أثناء تنظيفهم مكان التفجير: «لم نكد نصدّق أننا تخلّصنا من داعش (...) حتى انفجرت عربة مفخّخة وقتلت أناساً أبرياء». ولا يخفي الشاب الموصلي عتبه على المسؤولين الحكوميين الذين برأيه «لم يتمكّنوا من الحفاظ على المدينة» التي استعادتها القوات العراقية في 10 تموز (يوليو) 2017 من سيطرة الإرهابيين. ولا يقتصر القلق الذي خلّفه التفجير على المواطنين العاديين بل امتدّ ليصل إلى مسؤولين بارزين في محافظة نينوى، لم يتوان بعضهم عن تحميل جهات أمنية المسؤولية عن وقوع التفجير لأسباب عدّة. وانتقد أحمد الجربا النائب عن محافظة نينوى في بيان «تعدّد مصادر القرار العسكري، بين قيادة عمليات نينوى من جهة والحشد الشعبي من جهه ثانية». وتتولّى حفظ الأمن في محافظة نينوى قوات حكومية متعدّدة أبرزها الجيش و «الحشد الشعبي»، الهيئة التي تشكّلت بالدرجة الأولى من فصائل شيعية للتصدّي لتنظيم «داعش» وبدأت الحكومة العراقية اعتبارها قوة عسكرية حكومية. واعتبر الجربا في بيانه أنّ «فساد» بعض القادة الأمنيين، الذين لم يسمّهم، «حوّل واجبهم من كشف الخلايا النائمة الى حماية الخلايا النائمة، ومن مطاردة الإرهابيين الى ابتزاز أصحاب المعامل ومكاتب الصيرفة». وتعلن القوات العراقية بصورة شبه يومية اعتقال إرهابيين أو أشخاص تشتبه في تورطهم مع تنظيم «داعش» الإرهابي، كما تؤكّد باستمرار العثور على مخابئ ومخازن أسلحة وذخيرة ومتفجرات في الموصل ومناطق أخرى من محافظة نينوى. وكانت السلطات العراقية أعلنت في 10 تموز (يوليو) 2017 استعادة السيطرة على مدينة الموصل التي بقيت طوال ثلاث سنوات «عاصمة» لـما يسمى «دولة الخلافة» التي أعلن تنظيم «داعش» إقامتها في مناطق شاسعة سيطر عليها في كل من سورية والعراق. وفي كانون الأول (ديسمبر) الماضي، أعلنت السلطات العراقية دحر التنظيم الإرهابي من كل المناطق الحضرية التي كان يسيطر عليها. لكنّ التنظيم المتشدّد ما زال يحتفظ بخلايا سريّة في أنحاء عدة من العراق، مثل غرب الموصل، وكذلك أيضاً في مناطق صحراوية وعلى طول الحدود مع سورية.

مشاركة :