مع تجهيز المقاتلين وحشد الجيوش استعدادا لعملية اقتحام الموصل، تتزايد المخاوف الأوروبية من تدفق المتطرفين إليها في حال فرارهم من المدينة بعد عملية تحريرها. وبحسب تقرير لوكالة "سبوتنيك" الروسية، أكدت فيه أن المخاوف تتزايد حول ماهي الوجهة التالية لمقاتلي داعش بعد طردهم من المدينة، مرجحة هروبهم إلى آخر معقل لهم وهي مدينة الرقة السورية، أو تدفقهم بشكل كبير إلى أوروبا، وتجربة العنفوان الذي اكتسبوه خلال معاركهم في سورية والعراق على المجتمعات الأوروبية، خصوصا أولئك اللذين يحملون جنسيات أجنبية ويقاتلون بشراسة في صفوف التنظيم المتطرف. قنابل موقوتة أشار التقرير إلى عدد من الإحصاءات الأوروبية، التي أكدت أن هنالك حوالي 5 آلاف أوروبي قد سافروا من دول أوروبية وانضموا إلى داعش، فيما رجع حوالي 1700 منهم إلى مواطنهم الأصلية، الأمر الذي يشكل تهديدا أمنيا حقيقيا على الأمن القومي الأوروبي، ومحاولة زعزعة استقراره خلال لحظات. ولفت التقرير إلى أنه بالرغم من إبقاء الاتحاد الأوروبي حدوده آمنة بفعل بعض الإجراءات الاحترازية، خصوصا تلك المتواجدة على سواحل اليونان وإيطاليا، بحكم قربها من مناطق الصراع، تبقى التهديدات الأمنية قائمة، وأن هنالك فرصا لبث الفوضى والبلبلة في أي وقت. ويرى مراقبون أن محاولات إحياء داعش لعمليات زعزعة الاستقرار في أوروبا، ما زالت في ذهنه، ويريد إعادة سيناريوهات عام 2015، التي أرسل فيها خلاياه النائمة لشن ضربات إرهابية واستباقية في كل من باريس وبروكسل، مؤكدين أن عناصر التنظيم بإمكانهم العودة إلى المناطق الحيوية في أوروبا، وصناعة المتفجرات، والأسلحة الكيماوية التي باتوا يمتلكون خبرات كبيرة فيها. معركة التحرير طبقا لتقارير إعلامية، فإن عدد عناصر داعش داخل الموصل يتجاوز 6 آلاف مقاتل، منعوا ما يقرب عن مليون و300 ألف مدني من الخروج، في حين حشدت القوات العراقية والقوات الموالية لها قرابة 60 ألف عنصر استعدادا لاقتحام الموصل، فضلا عن الإسناد الجوي من قبل التحالف الدولي، في الوقت الذي حذرت بعض الأطراف من أن داعش يمكن أن يخطط لتفجير مصانع مواد كيمياوية يسيطر عليها، لصد الهجوم عليه. ومما يؤكد تلك المزاعم هو عثور القوات العراقية أخيرا على مصانع بحوزة الدواعش لتصنيع الغازات الكيماوية السامة، وذلك عقب سيطرة القوات العراقية على جزيرة هيت التي كانت تقع تحت قبضة التنظيم، في حين باشرت القوات العراقية رفع العبوات الناسفة الكثيرة التي خلفها مقاتلوه، قبل فرارهم نحو الصحارى الخالية باتجاه الأراضي السورية.
مشاركة :