قال الأردن إنه جرت محادثات مع واشنطن وموسكو لإخلاء مخيم الركبان (جنوب غرب سوريا) الذي يقطنه نحو 50 ألف نازح سوري، ضمن خطوة هدفها تهدئة التوتر الأمني قرب الحدود مع سوريا، ومنعه حدوث مواجهات عسكرية. وتحظى التطورات في الركبان باهتمام كبير في أنحاء المنطقة؛ بسبب قرب المخيم من قاعدة عسكرية أمريكية في "التنف"، في جنوب شرق سوريا على الحدود مع العراق. ويقع المخيم داخل منطقة عدم اشتباك حددتها وزارة الدفاع الأمريكية؛ لحماية القاعدة. وكرر المسؤولون الأردنيون القول إنه يشتبهون في أن المخيم تسللت إليه خلايا نائمة من تنظيم داعش، وهو هاجس أمني يسيطر على عمان منذ اقتحم متشدد من التنظيم بسيارته موقعًا حدوديًّا عسكريًّا أردنيًّا عام 2016 فقتل 7 حراس. وفي السنوات الثلاث الأخيرة، شق آلاف السوريين طريقهم إلى المخيم الواقع عند التقاء حدود سوريا والأردن والعراق. وفروا بعد توسيع نطاق الضربات الجوية التي تشنها روسيا والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش وسط وشرق سوريا. وتقع التنف على طريق سريع حيوي بين دمشق وبغداد كان في وقت من الأوقات طريقًا لوصول الأسلحة الإيرانية إلى سوريا. ويجعل هذا القاعدة حصنًا ضد إيران وجزءًا من حملة أكبر ضد النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط. وذكرت وزارة الخارجية الأردنية (بحسب وكالة رويترز) أن المملكة تدعم خطة روسية لترتيب عودة طوعية لساكني المخيم إلى منازلهم في مناطق بشرق سوريا بعد أن استعادت الحكومة السورية السيطرة عليها من يد تنظيم "داعش" الإرهابي. وقال ماجد القطارنة (المتحدث باسم وزارة الخارجية): "محادثات أردنية أمريكية روسية بدأت بهدف إيجاد حل جذري لمشكلة الركبان عبر توفير شروط العودة الطوعية لقاطني الركبان إلى مدنهم وبلداتهم التي تم تحريرها من داعش". وتابع: "الأردن يدعم الخطة الروسية لإيجاد الظروف الكفيلة بتفريغ المجمع". وتقول مصادر (بحسب الوكالة) إن الخطة الروسية تتضمن التفاوض مع زعماء العشائر السورية ومقاتلين من المعارضة، من أجل توفير ممر آمن للعودة إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة.
مشاركة :