يؤثر الضغط النفسي على الصحة بشكل عام، فيمكن أن يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب، كما أنه يؤثر على المخ بالسلب. يتسبب التعرض المستمر للتوتر والضغط النفسي بتأثيرات سلبية على الصحة الجسدية والعقلية، فيزيد من الشعور بالتعب والإجهاد ويؤثر على مستوى التركيز، بالإضافة إلى مجموعة من الأضرار التي تؤذي المخ. تأثير الضغط النفسي والتوتر على المخ إليك أبرز هذه التأثيرات التي تحدث للمخ نتيجة التعرض للضغوط النفسية: 1- تأثيرات على الذاكرة يمكن أن يتسبب الضغط النفسي في ضعف الذاكرة، وذلك لأن زيادة هذا الضغط وإستمراره بشكل متكرر يؤدي إلى تلف خلايا المخ. فهناك منطقة بالدماغ تسمى “الحصين”، وهي مركز الذاكرة بالمخ، ومن يعانون من التوتر الزائد والإكتئاب تنكمش لديهم هذه المنطقة. كما أن التوتر والإجهاد النفسي يضر بمنطقة في الدماغ تسمى “القشرة الجبهية”، وعند يزداد الضغط على هذه المنطقة يمكن أن تحدث بعض الإضطرابات النفسية التي ينتج عنها ضعف في الذاكرة. 2- إرتفاع مستوى الكورتيزول نتيجة الشعور بالتوتر، ترتفع مستويات الكورتيزول في الجسم، وهو الهرمون الذي يتحكم في العديد من وظائف الجسم مثل التمثيل الغذائي. وفي حالة إرتفاع مستوى الكورتيزول الناتج عن زيادة التوتر، فإنه يزيد من فرص الإصابة بإرتفاع ضغط الدم وحدوث التقلبات المزاجية التي تظهر في صورة عصبية وقلق وميل للحزن والإكتئاب. 3- صعوبة التركيز عندما يزداد التفكير في شيء ما يشكل مصدر إزعاج له، فيمكن أن يصاب الإنسان بتشتت في الإنتباه وصعوبة التركيز، فيصبح الفرد شارداً لأوقات طويلة، وبالتالي تتأثر إنتاجية العمل وتزداد فترات إنجاز المهام المختلفة. كذلك يؤدي الضغط النفسي والتوتر إلى إرسال إشارات خاطئة للمخ، فيمكن أن يقول الشخص شيء عفوي لم يكن يقصد قوله نتيجة عدم القدرة على التركيز الكامل. 4- إضطرابات النوم كلما زاد الشعور بالقلق والتوتر، كلما زاد التفكير والخوف من عقبات مسببات هذا التوتر، مما يؤدي لخلل في وظائف المخ، ومنها تنظيم النوم. وبالتالي يصاب الشخص بقلق يومي، وصعوبة في النوم بالمواعيد الصحيحة، ليسهر في فترة الليل وعدم القدرة على الإستيقاظ مبكراً، وفي حالة الإستيقاظ مبكراً دون أخذ القسط الكاف من النوم، فإنه لن يتمكن من القيام بمهامه اليومية جيداً. 5- العصبية الشديدة مع تراكم كافة التأثيرات السابقة، سواء عدم التركيز وقلة الإنتاجية، عدم النوم جيداً، إرتفاع الضغط، والشعور المستمر بالقلق، فيصبح الشخص عصبي بشكل ملحوظ. وسوف تؤثر هذه العصبية على كافة الأجواء المحيطة بالشخص المصاب بالتوتر، سواء في العمل أو في المنزل. كيفية الحد من الشعور بالتوتر ولتفادي هذه التأثيرات على المخ والصحة العقلية، هناك بعض الأمور التي يمكن القيام بها لتقليل الشعور بالتوتر والإجهاد النفسي، وتشمل: الإبتعاد عن مصادر التوتر: فعندما يجد الشخص ما يسبب له التوتر يجب أن يبتعد عنه بقدر المستطاع، سواء أشخاص أو أماكن أو غيره. وإذا كان التوتر بسبب الجهد الزائد في العمل، فيجب الحصول على راحة من هذا العمل لفترة حتى يستطيع العودة وإستكمال العمل فيما بعد، أما بذل المجهود الكبير لفترات طويلة دون راحة فيهدد الصحة العقلية والنفسية. ممارسة التمارين الرياضية اليومية: فالإنتظام على ممارسة الرياضة يساعد في التخلص من الطاقة السلبية الناتجة عن الضغوط المختلفة في الحياة. ولا يشترط القيام برياضات صعبة ومجهدة للغاية، بل يمكن الإختفاء برياضات الصباح البسيطة يومياً في مكان مفتوح. ويمكن ممارسة الرياضات التي تساعد في الحصول على الإسترخاء مثل تمارين اليوغا وتمارين التنفس وكذلك السباحة، فالتواجد في الماء يساعد في الحصول على راحة نفسية. الحصول على النوم الكاف يومياً: من الأمور الهامة لتقليل فرص الشعور بالتوتر هو الحفاظ على النوم جيداً لمدة تتراوح بين 6 إلى 8 ساعات يومياً. على أن يكون النوم في فترة الليل، حيث أنه النوم الذي يمنح الجسم الراحة التي يحتاجها. تنظيم الوقت: أيضاً لابد من تحديد وقت لكل شيء على مدار اليوم، فهذا يساعد في عدم الشعور بالضغط والتأخر على إنجاز المهام اليومية، وبالتالي عدم وجود داعي للتوتر. ويكون تنظيم الوقت من خلال الإستيقاظ مبكراً للإستفادة من اليوم بالكامل، ويجب تخصيص وقت للراحة وعدم التفكير في العمل يومياً وقضاء أوقات مع أفراد الأسرة والأصدقاء. تناول الغذاء الصحي المتكامل: حيث أن له تأثير كبيرة على الحالة النفسية، لأن عدم الحصول على التغذية الصحية يؤدي للشعور بالتعب والهزل والخمول، مما يسبب صعوبة العمل وممارسة المهام، وحينها تتراكم الأعمال ويزداد التوتر والقلق. كما أن كثير من الأطعمة تقوم بتنشيط الدماغ وزيادة التركيز والتي يجب الإهتمام بتناولها مثل: المكسرات، الأسماك، الفاكهة، والخضروات. وفي المقابل، هناك أطعمة أخرى تؤثر بالسلب على الدماغ ويجب تجنبها مثل: السكريات، الوجبات السريعة والدهون غير الصحية، والأملاح.
مشاركة :