قال الأمير تركي الفيصل الرئيس الأسبق للاستخبارات السعودية إن بلاده ترفض أي تدخلات خارجية في التحقيق حول مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، مؤكدًا أن أي دولة أخرى ترفض مثل هذه التدخلات. وأضاف «الفيصل»، خلال كلمته في معهد السلام الدولي بنيويورك ردا على سؤال حول مطالبات الأمم المتحدة بإجراء تحقيق دولي شفاف بقضية مقتل خاشقجي: «لست الشخص المخول بالرد.. فلست مسؤولا حكوميا، ولكن ما يمكنني قوله هو أن المملكة فخورة بنظامها القضائي ولن تقبل أي تدخل خارجي في هذا النظام، كما هو الحال بالنسبة لدول أخرى رفضت تحقيقات دولية في أحداث وقعت داخل أراضيها أو في مناطق أخرى على أيدي مواطنيها». وقال «إن هناك على سبيل المثال أحداث سجن أبوغريب في العراق، حيث اقترفت القوات الأمريكية أعمالا عنيفة معينة، وكان هناك دعوات حينها إلى تحقيق دولي، ولكن أمريكا مضت وحققت وتوصلت الى نتائج.. وغيرها من الدول.. وعليه لن تقبل المملكة تحقيقا دوليا للنظر في أمر سعودي، والنظام القضائي في السعودية يعمل وقادر وسيأخذ مجراه». وتابع قائلا: «الحقيقة هي أنك لا تستطيع أبدا إخفاء الحقيقة، والمملكة لن تخفي الحقيقة أبدا ليس فقط فيما يتعلق بهذا الأمر بل في الأمور الأخرى، توجيه اتهامات إلى أحد مثل ولي العهد السعودي من دون حقائق هي تكهنات واضحة، والقول إن المملكة لم تتقدم وتتحدث عما هو حقيقة وما هو غير ذلك لا يعطي الحق لاتهام أحد ما، هذا لم يحصل ولا يوجد دليل على ذلك، ومن هذا المنطلق قلت إن الإعلام ليس عادلا بحق السعودية».. وفي سؤال حول التصريحات الأولية للسعودية في بدايات قضية اختفاء خاشقجي، قال الأمير تركي الفيصل: «فهمي الشخصي حول كيفية تطور الأحداث في مواقف مشابهة والتدفق المستمر للمعلومات إلى السلطات التي تقوم بدورها بناء على ما تقدم، ومع استمرار ورود المعلومات التي تظهر خلافا لما سبق عندها تقوم السلطات بمراجعة ما قالته وتضيف المعلومات الجديدة». وأضاف الفيصل: «هذه ليست المرة الأولى (التي تتعرض فيها المملكة لحملة إعلامية) وأتذكر -ولعل البعض منكم يتذكر- الحظر النفطي في عام 1973 وقد شنت في حينها وسائل إعلام حملة ليس فقط في أمريكا بل في دول أخرى ووجهوا إلى المملكة مختلف أنواع الاتهامات والأعمال الشيطانية وغيرها، وأتذكر مقالا حينها بني على (مصادر مطلعة) وفقا لما جاء فيه بأن أمريكا تخطط لغزو السعودية وكسر الحظر، وأيضا حملات ضد السعودية بعد أحداث الـ11 من سبتمبر المؤسفة حيث قام البعض باتهام المملكة..». وتابع قائلا: «في إسطنبول أيضا، المملكة تسعى لجمع كل الأدلة، والإعلام ليس أمرا تقوم به المملكة بصورة جيدة، وسأعطيكم مثالا، أتذكر عندما عينت سفيرا في لندن في عام 2003 اعتقل في وقت ما 5 بريطانيين في المملكة ويمكنكم تخيل الإعلام البريطاني الذي أتى بكل هذه القصص حول كيف تم تعذيبهم وسوء المعاملة وغير ذلك، وأرسل المسؤولون عني رسالة قالوا لي: ماذا تفعل فيما يتعلق بالإعلام البريطاني؟ وانتظرت فترة حتى تعرفت أكثر على البلاد، وأرسلت ردّا قلت فيه: نعم إنكم محقون فالإعلام البريطاني فظيع تجاه السعودية، ولكن عليكم رؤية الطريقة التي يتعاملون بها مع حكومتهم والعائلة المالكة». وأردف قائلا: «نقطتي هنا هي أن الإعلام سيمضي فيما يريده، وللأسف لا يبحث دائما عن الحقيقة، وتعتمد كما ذكرت على مصادر مطلعة من دون تسميتها، وفي بعض الأحيان تقبل التكهنات كحقائق وتدفع بالحقائق على أنها دعاية ونحن في الوسط، ولكن الطريقة التي نتعامل بها مع الإعلام سيئة..».
مشاركة :